نجا المنتخب الوطني الأول لكرة القدم من هزيمة, وتعادل مع نظيره كولومبيا بدون أهداف في اللقاء الذي جمع بينهما في ستاد أتلانتا بإيطاليا, في ثاني تجارب المنتخب الودية قبل خوض منافسات كأس العالم المقبلة في روسيا, في ثاني تعادل علي التوالي للمنتخب في برنامجه الإعدادي. وقدم المنتخب الوطني عرضا متواضعا بكل المقاييس وأثار القلق في نفوس الملايين بعدما شاهدوا الفريق في45 دقيقة كاملة هي الشوط الثاني موجودا داخل منطقة جزائه يدافع فقط, وسط موج أصفر من الهجمات والسيطرة الكولومبية الكاملة, وقبلها شوط أول كانت فيه الأفضلية لكولومبيا أيضا خاصة في عدد الفرص, واستحياء هجومي مصري. وظهر واضحا في ودية الأمس, تأثر المنتخب الوطني بنسبة90% بفقدان نجمه الكبير محمد صلاح هداف ليفربول الإنجليزي الذي يعالج حاليا من إصابة الخلع في الكتف وسط مخاوف من عدم اكتمال جاهزيته قبل بدء البطولة بعد أن ظهر تأثيره في كل شيء داخل المنتخب. وبدأ هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب المواجهة بطريقة لعب4-2-3-1 ودفع بتشكيلة ضمت كلا من محمد الشناوي حارسا وأمامه سعد سمير وأحمد حجازي مساكين وأحمد فتحي ومحمد عبدالشافي ظهيري جنب, وطارق حامد وسام مرسي ومحمود حسن تريزيجيه وعبدالله السعيد ورمضان صبحي في الوسط ومروان محسن كرأس حربة صريح. وبنفس الطريقة لعب خوسيه بيكرمان المدير الفني للمنتخب الكولومبي اللقاء معتمدا علي تشكيلة مكونة من أوسبينا حارسا وأمامه فرانك فابرا وارياس وسانشيز ومينا في الدفاع وكارلوس سانشيز وليرما محوري ارتكاز وماتيس أوريبي جناحا أيمن وكوادرادو جناحا أيسر وخاميس رودريجيز صانعا للألعاب خلف رادوميل فالكاو رأس الحربة الصريح. وبالنظر إلي حصاد ال90 دقيقة نتوقف عند عدة ملاحظات فنية صاحبت أداء المنتخب الوطني في ودية كولومبيا القوية. أولا.. لا بديل لصلاح.. وكتبت المباراة عدم قدرة المنتخب الرهان علي توفير بديل هداف لمحمد صلاح في مركز الجناح الأيمن, فاللاعب محمود حسن تريزيجيه لعب علي الطرف ولم ينفذ أسلوب صلاح في التحول من جناح إلي مهاجم ثان ولم يتواجد داخل منطقة الجزاء, ولم يوفر مساحات كما كان يفعل صلاح لعبدالله السعيد صانع الألعاب في بناء الهجمات المؤثرة في العمق, وظهر أداء تريزيجيه جناحا أكثر منه لاعب وسط أيمن مهاجم قادر علي تهديد المرمي, في ظل تعود تريزيجيه بشكل أكبر علي اللعب في الجانب الأيسر, وبات واضحا ضرورة البحث عن لاعب بنفس مواصفات صلاح الفنية أو تعديل طريقة اللعب. ثانيا.. العرضيات بلا حل.. ومن تابع اللقاء يجد أن المنتخب يواجه مشكلة كبيرة تتمثل في سهولة اختراق منطقتي الظهيرين الأيمن والإيسر, عبر انطلاقات ظهيري وجناحي المنافس بسهولة, فالمنتخب الكولومبي كاد أن يسجل6 مرات بشكل حقيقي من طرفي الملعب علي المرمي أبرزها انفراد من الجانب الأيسر لخوان كوادرادو ورأسية فالكاو, ولم يتحسن الأداء الدفاعي طيلة اللقاء. ثالثا.. الوسط بلا أنياب.. وهنا تظهر مشكلة ثالثة للمنتخب تتمثل في غياب العقل المفكر داخل ارض الملعب فور مراقبة عبدالله السعيد صانع الألعاب والذي قدم أسوأ مبارياته مع المنتخب, فاللاعب تأثر بشكل كبير من غياب زميله في الوسط محمد صلاح الذي كان يمنحه حرية كبيرة في التحرك يمينا ويسارا, وكذلك تأثر السعيد بالمراقبة التي تعرض لها من جانب سانشيز لاعب وسط مدافع المنتخب الكولومبي ليفتقد المنتخب لتمريرات السعيد الحاسمة حيث لم يكن له تمريرات حقيقية لمروان محسن ثم محمود عبدالمنعم كهربا رأسي الحربة, يضاف علي ذلك سوء مستوي الجناح الأيسر رمضان صبحي الذي لم يكن له سوي ظهور وحيد من كرة عرضية حولها برأسه وتصدي لها الحارس الكولومبي, وكتب الشوط الثاني مشكلة فنية كبري حيث تعرض المنتخب لضغط مرتفع من جانب نظيره الكولومبي ليفقد المنتخب الكرة بسهولة بدون ادني هجمات. في الوقت نفسه كانت أبرز الفوائد الفنية للمنتخب هي الحصول علي علقة كروية من حيث الاحتكاك بالمدرسة اللاتينية التي تعتمد علي التمريرات القصيرة والهجوم من طرفي الملعب والعمق, وهو التكتيك الذي يلعب به أيضا منتخب أورجواي, واحتكاك المدافعين مع مهاجم كبير هو فالكاو هداف موناكو الفرنسي الذي لا يقل قوة عن لويس سواريز واديسون كافاني هدافي اوروجواي المتألقين في برشلونة الاسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي, والمنتظر أن يلتقي معهما المنتخب15 يونيو. وحاز المنتخب علي فائدة فنية أخري تمثلت في الاطمئنان علي حالة الدفاع حيث قدم الثنائي سعد سمير وأحمد حجازي مستوي مميزا في النصف الثاني وتصديا للعديد من الكرات العرضية السهلة. وبالنظر إلي اللقاء نجد أن الشوط الأول شهد ظهور7 فرص حقيقية للتسجيل علي مدار45 دقيقة كانت الأفضلية فيها للمنتخب الكولومبي الذي كاد أن يسجل5 مرات مقابل فرصتين للمنتخب الوطني في شوط يبدو مملا في مشاهدته ولكنه مثير في أحداثه. وكانت أول الفرص الحقيقية للتسجيل في الدقيقة الثانية, عندما لاحت كرة عرضية كولومبية إلي داخل منطقة الجزاء المصرية حولها رادوميل فالكاو إلي المرمي ولكنها مرت بجوار قائم محمد الشناوي, في بداية هجومية قوية. وكادت كولومبيا أن تفتتح التسجيل في الدقيقة25 عندما مرر كوادرادو كرة عرضية فشل في التصدي لها محمد الشناوي ليحولها أوريبي برأسه إلي خارج المرمي في واحدة من الفرص السهلة الكولومبية. وفي الدقيقة28 أجهض الدفاع الكولومبي هجمة واعدة للمنتخب عبر الجانب الأيسر لعبدالله السعيد ورمضان صبحي, وفي الدقيقة32 يتصدي الدفاع الكولومبي لركنية من عرضية محمد عبدالشافي, وفي الدقيقة33 يهدر أحمد حجازي فرصة التسجيل الأولي للمنتخب من ركنية نفذها عبدالله السعيد ومرت من اعلي رأس حجازي بغرابة, ويرد المنتخب الكولومبي بقوة حيث يتصدي القائم الأيمن لمحمد الشناوي لتسديدة من ركلة حرة لخاميس رودريجيز كما يمر انفراد تام لخوان كوادرادو من الجانب الأيسر أعلي عارضة محمد الشناوي الذي ترك مرماه. ويهدر المنتخب الوطني فرصة ذهبية للتسجيل في الدقيقة42 من هجمة منظمة قادها محمود تريزيجيه من الجانب الأيمن ومرر كرة عرضية شتتها الدفاع الكولومبي بطريقة خاطئة ليحولها رمضان صبحي برأسه صوب المرمي ويتصدي لها الحارس الكولومبي مهدرا أسهل الفرص وينتهي الشوط بالتعادل السلبي. ومع بداية الشوط الثاني, أشرك هيكتور كوبر المدير الفني حارسه المخضرم عصام الحضري بدلا من محمد الشناوي, وكانت أولي الفرص من هجمة منظمة قادها تريزيجيه وأحمد فتحي من الجانب الأيمن انتهت لعبدالله السعيد الذي سدد كرة قوية علت العارضة. حاصر المنتخب الكولمبي نظيره المصري في الثلث الأخير, ولاحت له عدة كرات عرضية لم يوفق فيها فالكاو ثم بديله كارلوس باكا في ترجمتها لأهداف وكذلك يم يوفق خاميس رودريجيز وكوادرادو في التسجيل من التسديد من خارج منطقة الجزاء, وتألق بشكل لافت أحمد حجازي وسعد الدين سمير قلبي الدفاع اللذين قدما مباراة رائعة في النصف الثاني وتصديا لأكثر من فرصة, ليطلق الحكم صفارة النهاية معلنا تعادل المنتخبين المصري والكولومبي بدون أهداف. كوبر: اللاعبون تأثروا بالصيام أكد هيكتور كوبر, المدير الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم, أنه راض تماما عن أداء المنتخب الوطني في ودية كولومبيا أمس, باعتبارها تجربة مفيدة للاعبين والمنتخب الوطني, استعدادا لمونديال روسيا, مشيرا إلي أن اللاعبين تأثروا كثيرا بالصيام, حيث أصروا عليه قبل المباراة التي أقيمت في توقيت صعب, وهو ما عرضهم للإرهاق. القيادة لفتحي ارتدي أحمد فتحي ظهير أيمن المنتخب الوطني شارة القيادة بوصفه ثاني أقدم اللاعبين في ظل جلوس عصام الحضري القائد الأول للفراعنة علي الدكة. الحضري بديلا فور الدفع به بديلا في مطلع الشوط الثاني بدلا من محمد الشناوي, نال عصام الحضري حارس مرمي المنتخب شارة القيادة من زميله أحمد فتحي. كوبر غاضب لم يترك هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني مكانه في المنطقة الفنية طيلة أحداث الشوطين وظهر عليه الغضب كثيرا في ظل كثرة الهجمات الكولومبية. عتاب ثنائي عتاب دار بين رمضان صبحي جناح أيسر المنتخب الوطني مع زميليه مروان محسن وعبدالله السعيد بسبب إهداره لفرصة تهديفية ذهبية في الشوط الأول. الإصابة وراء غياب جبر كشف الجهاز الفني للمنتخب الوطني النقاب عن سر استبعاد علي جبر مدافع وست بروميتش الإنجليزي ويتمثل في تعرضه للإصابة قبل اللقاء مما أدي إلي إبعاده. انفعال بيكرمان انفعل خوسيه بيكرمان المدير الفني للمنتخب الكولومبي علي لاعبه خاميس رودريجيز بسبب أنانيته في الملعب وعدم التمرير للمنفرد فالكاو علي المرمي. هتافات مصرية أكثر من200 مشجع مصري تواجدوا في المدرجات لتشجيع الفريق في ودية كولومبيا أمس وظلوا يهتفون بكثافة مصر مصر أكثر من مرة. السفير المصري في موسكو يتفقد الاستعدادات النهائية لاستقبال المنتخب الوطني قام إيهاب نصر السفير المصري لدي روسيا الاتحادية يرافقه المستشار الإعلامي أيمن موسي وسكرتير ثان محمد رأفت بزيارة إلي مدينة جروزني عاصمة جمهورية الشيشان الروسية, التي ستستضيف معسكر المنتخب الوطني خلال مشاركته في فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم خلال شهري يونيو يوليو2018 للوقوف علي آخر الاستعدادات لاستقبال بعثة المنتخب الوطني والتأكد من توفير المناخ الذي يساعدها علي أداء مهمتها الوطنية. وتفقد السفير خلال الزيارة مطار جروزني الدولي ومنشآته المختلفة, واطلع علي الترتيبات التي ستقدم لسرعة إنهاء إجراءات الوصول للفريق وأي مواطنين مصريين قد يترددون علي جروزني خلال تلك الفترة, كما تفقد ستاد أحمد أرينا الذي سيستضيف تدريبات المنتخب وتفقد مرافق الاستاد وغرف خلع الملابس والتجهيزات الطبية والفنية والأمنية, ثم زار الفندق الذي ستقيم به بعثة المنتخب واطلع علي منشآته وقاعات الاجتماعات المخصصة للفريق وجميع الخدمات ذات الصلة من صالات رياضية وقاعات طعام وغيرها. واجتمع نصر مع نائب رئيس الوزراء الشيشاني بحضور وزراء الرياضة, والعلاقات الخارجية والإعلام, والسياحة, وعمدة جروزني, والممثل الإقليمي لوزارة الخارجية الروسية في الشيشان, حيث عرض كل منهم الإجراءات التي تم اتخاذها كل في مجاله لتسهيل مهمة المنتخب, وتم الاتفاق علي توفير تسهيلات إضافية في بعض المجالات التي قد تحتاجها بعثة المنتخب الوطني أو ممثلي وسائل الإعلام المصرية أو المشجعين المصريين المتوافدين علي جروزني. وأقام رئيس البرلمان الشيشاني ورئيس اللجنة المكلفة بالإعداد لاستقبال معسكر الفريق الوطني في جروزني مأدبة إفطار علي شرف السفير والوفد المرافق له, حضرها رئيس الشيشان رمضان قاديروف ووزير الداخلية وعمدة جروزني ونائب مفتي الشيشان, حيث استعرض الجانبان خلالها الترتيبات التي تم اتخاذها لاستقبال بعثة المنتخب وممثلي وسائل الإعلام المصرية والمشجعين المصريين وتوفير سبل الراحة لهم وتسهيل مهمتهم. وأكد الرئيس الشيشاني ورئيس البرلمان حرصهم علي تلبية أي احتياجات للبعثة المصرية والزائرين المصريين, معربين عن سعادتهم لاختيار الفريق المصري لجروزني مقرا لمعسكره التدريبي واعتزازهم بعلاقات الأخوة التي تربطهم بمصر.