تعتبر محطة الزهراء لتربية الخيول والتابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي هي أكبر وأقدم محطة لتربية الخيول في المنطقة العربية وإفريقيا ورغم كل الاهتمام الذي توليه الدولة لتربية الخيول نظرا لأن مصر لها سمعة طيبة في امتلاك عدد من سلالات الخيول العربية الأصيلة في المحطة لكن الإهمال كان عنوان العمل في كثير من الأوقات في المحطة. فلم تكد البلاد تفيق من قرار الحظر الذي فرضه الإتحاد الاوروبي علي تصدير الخيول المصرية أو مشاركتها في المسابقات الرياضية بسبب بعض الأمراض التي أصابت الخيول المصرية حتي جاءت كارثة موت الحصان بتجويد الذي قتله الإهمال الحكومي باعتراف المسئولين في الوزارة بعدم سرعة كشف المرض وعلاجه وهو الذي كان يحتل المرتبة17 بين أجمل خيول العالم وقدر ثمنه بنحو10 ملايين دولار. ورغم حديث الوزارة المستمر عن دراسة جديدة يتم العمل عليها لإنشاء مدينة للخيول بمساحة2000 فدان ستكون موقعا عالميا للخيول العربية طبقا لتصريحات الدكتور صفوت الحداد نائب وزير الزراعة لشئون الخدمات والمتابعة الزراعية وأن المزرعة الجديدة تستكون في مدينة6 أكتوبر يتم تنفيذها علي أحدث النظم العالمية إلا أن التحدي الأبرز يظل التمويل والدعم الفني والإداري حيث إن الحديث عن ذلك المشروع الذي سيكلف مليارات الجنيهات حيث إنه سيشمل محطة بايوجاز ومستشفي دوليا للخيول ومعملا للتنسيب الدولي المعتمد ومدرسة ثانوية صناعية لمهن الخيل كما ستشمل المدينة الجديدة مضمارا دوليا للخيول ومنطقة مهرجانات وصالة مغطاة للمزادات والعروض وتليفريك للاستمتاع ومدرج للخيل وغرفا زجاجية وسيكون هناك صيدليات وعيادات خارجية لكي تقدم الخدمة للمزارع الخاصة والمربين. ورغم الرؤية الوردية لدي الوزارة فأن مشروع تلك المدينة لم ير النور حتي الآن ويظل حبيس الأدراج وفي الوقت الذي كلف فيه الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الهيئة العامة للخدمات البيطرية ومعهد بحوث صحة الحيوان بالانتهاء من تنفيذ قاعدة بيانات الخيول العربية الأصيلة فأن الأمر يظل معلقا لدي الدكتورة مني محرز نائب الوزير لشئون الثروة الحيوانية لإطلاق قاعدة بيانات كبري خاصة بأعمال تنظيم النهوض بالحصان العربي والاستفادة من خصائصه المميزة في مختلف الأنشطة المرتبطة بالخيول وان هذه القاعدة هي البادرة الأولي لعودة مصر لريادة الاستثمار في مجال الخيول. وفي الوقت الذي تعتبر فيه تلك القاعدة أصل البيانات وشهادات الصحة الخاصة بالخيول وفقا للمعايير الدولية وكذلك مؤشرا لمتابعة حركة الخيول وأعدادها وبيانات السلالات الخاصة بالحصان العربي وحياة الخيل من ولادته حتي سن التزاوج وإجراءات تحصينه ومتابعة الحالة الصحية من نوع التغذية ومراحل علاجه تظل الهيئة العامة للخدمات البيطرية تواصل عملها في تصدير الخيول إلي الاتحاد الأوروبي وغيره من دول العالم وهو الأمر الذي ساهم في إعادة الحصان المصري العربي الأصيل إلي المحافل الدولية بعد ترفع حظر تصدير الخيول العربية من مصر منذ2011 وحتي فبراير2017 ورغم المحاولات المختلفة للملمة الإهمال وتضميد الجراح لما تعرضت له ثروة الخيول العربية المملوكة للدولة في مصر تبقي معضلة إعادة إحياء تلك الثروة المهدرة والتي ظهرت علامات الإهمال فيها بموت الحصان الأشهر بتجويدا والذي فقدته مصر وهو عمره10 سنوات توكان ثمنه يزيد علي10 ملايين دولار أي حوالي177 مليون جنيه مصري ويبدوا حتي الآن أن وزارة الزراعة لم تقدم المسئولين عن وفاته إلي التحقيق كما يحدث في أي دولة تحترم القوانين التي تحفظ الحياة للحيوان قبل الإنسان ولم تعلن الوزارة عن تفاصيل القضية حتي الآن والتي يبدو علي حد قول نقيب الفلاحين الحاج حسين أبو صدام أن السبب الحقيقي لنفوق الحصان الأشهر عالميا بتجويدا هو الإهمال حيث تكون لدي الحصان صديد بالحنجرة بسب خشونة العليقة أو العلفة وهي الطعام الذي قدموه له ولم يتم علاجه بسبب الإهمال في كشف المرض متأخرا بعد فوات الأوان ورغم ما حدث فإن المسئولين داخل محطة الزهراء لم يحتفظوا بسلالة الحصان تجويد بحفظ الحيوانات المنوية منه كما يتم في كل دول العالم وهو الأمر الذي ينهي سلالة تجويد مدي الحياة والحصان الأجمل بين دول العالم. ورغم أن محطة الزهراء للخيول العربية تضم أكثر من400 حصان عربي أصيل لكنها تظل خارج اهتمام الوزارة والتي كان يجب أن تشكل لجنة تقصي للحقائق وفريقا متخصصا للتحقيق ولمحاسبة المتسببين في وفاة الحصان الأشهر وإهدار المال العام بعد وفاته التي نالت اهتمام وسائل الإعلام العالمية بعد أن تحدثت عن عدم قدرة الحكومة علي الحفاظ علي الأنواع النادرة من الخيول التي تملكها والتي امتدت سلالاتها لمئات السنين. وتبقي الحقيقية المرة في قرار من الحكومة بالإسراع في تطوير محطة الزهراء وتخصيص المبالغ المالية المطلوبة للحفاظ علي الخيول الباقية وتطوير السلالات منها وكذلك الإسراع بتنفيذ الفكرة الجديدة التي طرحتها الوزارة بإنشاء مدينة جديدة للخيول علي أسس علمية سليمة لتصحيح أخطاء الماضي بعد أن قتلت الحكومة خيولها بالإهمال.