لا تزال إيران ثابتة علي موقفها من عدم الاكتراث بالعقوبات المتنوعة التي هددت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية أمس والتي تمثلت في12 شرطا, خرج بها صراحة وزير خارجيتها مايك بومبيو شريطة عودة العلاقات الدبلوماسية مع طهران ورفع العقوبات عنها. وطالبت طهران القوي الأوروبية بالتدخل لإنقاذ الاتفاق النووي الدولي المبرم معها, غير أن ألمانيا أشارت إلي عدم وجود الكثير الذي يمكن عمله في مواجهة النفوذ الاقتصادي الأمريكي. وتسابقت شخصيات عسكرية وسياسية إيرانية بارزة علي الإدلاء بتصريحات تتسم بالتحدي بعد يوم من تهديد واشنطن بفرض أقوي عقوبات في التاريخ إذا لم تنفذ إيران تغييرات شاملة. وبعد أسبوعين من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي الموقع مع إيران طالبتها إدارته بالتخلي عن برنامجها النووي والانسحاب من الحرب الأهلية السورية ضمن مطالب أخري مما أعاد طهرانوواشنطن إلي وضع المواجهة. وفي الوقت نفسه رفضت إيران كل ما جاء, متحدية ومعلنة أمام العالم أن شعب إيران سيقف صفا واحدا في وجه ذلك وسيوجه لكمة قوية إلي فم وزير الخارجية الأمريكي وكل من يدعم حكومته. ولا تزال أوروبا وبرغم علمها المؤكد بالنفوذ الأمريكي العالمي تحاول بقدر الإمكان الحفاظ علي هذا الاتفاق التي تعتبره السبيل الوحيد لوقف تطلعات إيران النووية مؤكدة أنها ستعمل علي إنقاذ الاتفاق وتبقي علي تجارة النفط والاستثمارات مع إيران, ولكن الشركات الأوروبية قلقة من تضررها من عقوبات أمريكية جديدة نظرا إلي امتداد النفوذ العالمي لواشنطن وبدأت بعض الشركات فعليا في الانسحاب من تعاملات مع إيران. وطالب رئيس لجنة الأمن الوطني والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني الدول الأوروبية الموقعة علي الاتفاق مواجهة الولاياتالمتحدة, مؤكدا أن السبيل الوحيد لإنقاذ الاتفاق النووي دعمها للاتفاق وطالبتها بإظهار قوتها والضغط علي أمريكا. وفي السياق نفسه, فرضت الولاياتالمتحدة أمس عقوبات جديدة علي خمسة مسئولين إيرانيين متهمين بتقديم الدعم للمتمردين الحوثيين في اليمن لإطلاق صواريخ علي السعودية. وأوضح بيان صادر عن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين أن المسئولين الإيرانيين الخمسة مرتبطون بفيلق القدس التابع لحرس الثورة الإيراني المكلف بالعمليات الخارجية وببرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية. وأضاف البيان أن أعمال المسئولين الخمسة أتاحت للحوثيين إطلاق صواريخ علي مدن وبني تحتية نفطية سعودية, كما اتهمهم بنقل أسلحة إلي اليمن لم تكن موجودة قبل اندلاع النزاع الجاري, وأكد أن الولاياتالمتحدة لن تتسامح بعد اليوم مع الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين الذين يهاجمون أقرب شركائنا, السعودية.