«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رعاية المسنين بين العار.. وراحة الدار
المؤيدون: مأوي لكل مريض وملجأ للمحروم من الأولاد.. والرافضون: خدمتنا مسئولية أبنائنا وأحفادنا.. وهذا حقنا عليهم

مع تقدم العمر تزداد معاناة الإنسان ويواجه صعوبة في الحركة وتلبية احتياجاته الشخصية ويحتاج إلي مساعدة أولاده وأشقائه ولكن البعض لم يرزق بأولاد والبعض الآخر انشغل أولاده بالحياة فتركوه وحيدا فلم يجدوا أمامهم إلا دور رعاية المسنين وتمسكوا بالإقامة فيها لأسباب عديدة أبرزها الوحدة والمرض وجحود الأبناء وانشغالهم وسفرهم ومشكلات زوجات الأبناء وتضم دور رعاية الكبار بين جدرانها الكثير من الحكايات والأسرار وأغرب القصص هي هروب أحد كبار السن للشارع خوفا من قيام أولاده بقتله وتم نقله إلي إحدي دور الرعاية وإخفاء مكانه خوفا عليه من أبنائه. ونرصد في السطور التالية بعض القصص والحكايات من داخل دور رعاية كبار السن بالقاهرة.
البداية مع المهندس مصطفي محمد72 سنة مدير عام مديرية الزراعة بالجيزة سابقا, أحد نزلاء دار رعاية المسنين الذي قال إنه سعيد بالإقامة بدار المسنين ويرتاح نفسيا في الدار بعد معاناة كبيرة عاشها عقب وفاة زوجته عام2006 وكان علي وشك الإصابة باكتئاب بسبب الوحدة وإقامته وحيدا داخل جدران منزله حتي قرر الالتحاق بإحدي دور رعاية المسنين موضحا أنه تنقل بين دور رعاية المسنين وكان بعضها جيدا ويقدم خدمات كثيرة والبعض الآخر خدماتها سيئة ومتدنية وأسعارها مرتفعة لأنها كانت عبارة عن شقق سكنية والإقامة فيها بشكل مشترك والأكل يتم بشكل جماعي كما أن بعض هذه الدور كانت تفرض قيودا علي الدخول والخروج.
وقال مصطفي: إنه أقام من2006 وحتي2015 في شقته وحيدا لأنه لم يرزق بأولاد وكانت مشكلاته تزيد سنة بعد الأخري بسبب تقدمه في العمر مما يترتب عليه زيادة احتياجاته وحاجته الملحة للرعاية فقرر الانتقال إلي دار رعاية مسنين; حيث عاني كثيرا في البداية حتي استقر بالدار الجديدة التي وجد فيها عائلته الجديدة من رواد الدار والموظفين والعمال الذين يعتبرهم مثل أشقائه وأولاده مشددا علي أن أسعار الدار مناسبة والمعاملة جيدة وتوجد راحة نفسية في الحياة بين سكانها ولا توجد أي مشكلات كما أن القائمين عليها يهتمون بالنظافة والرعاية الاجتماعية وتنظيم الرحلات والحفلات الترفيهية.
وعن حياته الجديدة بالدار قال: إنه اجتماعي بطبيعته واندمج سريعا مع زملائه ويقضي معهم أجمل الأوقات في السهر ومشاهدة التليفزيون ويدفع3 آلاف جنيه شهريا من معاشه الشهري البالغ5 آلاف جنيه مقابل إقامته وإخوته يقومون بزيارته والتواصل معه تليفونيا ويتوجه لزيارتهم في بعض الأحيان وأصدقاؤه يحسدونه خلال زيارته علي المكان مشددا علي أن عدم الإنجاب ليس السبب في إقامته بدار المسنين ولكن إقامته في الدار محاولة للبحث عن الراحة بدليل أن الكثير من رواد الدار عندهم أولاد وتركوهم.
وأشار إلي ضرورة أن يزيد الدعم الحكومي لدور المسنين وأن تتم زيادة عددها حتي تخدم شريحة كبيرة من كبار السن وطالب وزارة الصحة بالتدخل ودعم دور المسنين وتخصيص أطباء لزيارتها باستمرار كما طالب وزارة الشباب والرياضة بالاهتمام بدور المسنين, مشيرا إلي أنهم بحاجة بالدار إلي ترابيزة تنس طاولة أو أي أدوات رياضية وطلبوها من الوزارة ولكنها لم توفرها كما أن الدار وفرت لهم كرة قدم وجيتارا للعزف وآلات موسيقية كما وفرت لهم طبيبا يمر عليهم مرتين في الأسبوع وتمريضا موجودا طوال ال24 ساعة يغطي كل احتياجات رواد الدار.
وقالت عنايات إبراهيم75 سنة موظفة بالمعاش: إنها تقيم مع زوجها بدار رعاية المسنين منذ7 سنوات وإنهما حضرا إلي الدار بالاتفاق بسبب الوحدة مؤكدة: مفيش حد خرج من داره إلا كان ينقصه حاجات ولكنه بيتعايش معاها, وأشارت إلي أنهما ليس لديهما أولاد وكان زوجها راضيا وسعيدا معها رغم عدم الإنجاب وعندما طلبت منه الزواج حتي يستطيع الإنجاب لأن المشكلة كانت منها رفض الفكرة, مؤكدا حبه وإخلاصه لها وأوضحت أن الخدمات جيدة بالدار وتشعر براحة نفسية ولكن الخصوصية مفتقدة في بعض الأحيان.
وكشفت عن تفاصيل حياتها الجديدة بالدار, مؤكدة أن أصدقاءهما وأقاربهما يزورونهما باستمرار ولكن هناك بعض الأشخاص كانت تتوقع زيارتهم ولم يزوروها وتلتمس لهم العذر وتطمئن عليهم تليفونيا, وأوضحت أن الدور السابقة التي أقامت فيها لم تعجبها بسبب تدني الخدمات كما أنها تشارك في الحفلات والرحلات التي تقوم بها الدار وتعتبر جميع الموظفين ورواد الدار عائلتها الكبيرة وتشعر بمدي حبهم لها وخوفهم عليها واعتبرت الدار بمثابة البيت الكبير أو بيت العائلة وكل إنسان فيها حريص علي إسعاد الموجودين حوله ولا تستطيع أن تعبر عن فرحتها وسعادتها بحياتها الجديدة بالدار.
وأثناء الحديث ظهر اهتمامها بالسياسية وانشغالها بأحوال البلد, وأكدت أنها تتابع برامج التليفزيون وشاركت مع زوجها وعدد كبير من المسنين بالدار في الانتخابات الرئاسية لأن المشاركة واجب وطني وحبهم لمصر دفعهم للنزول والمشاركة رغم ظروفها الصحية, وأشادت باهتمام الموجودين باللجنة بحضورها وحرصهم علي التقاط الصور معها مشيرة إلي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أنقذ البلد وورث تركة مثقلة ورغم ذلك أنجز الكثير من المشروعات القومية.
والتقط زوجها محمد صفوت80 سنة أحد رواد دار المسنين أطراف الحديث وكشف عن تفاصيل قصة حبهما التي بدأت قبل59 عاما موضحا أن زوجته عنايات كانت زميلته في العمل منذ عام1959 وارتبط بها علي مدار6 عقود موضحا أنه حضر حرب أكتوبر ولكنه لم يشارك فيها لأنه كان وحيد والديه وحصل علي إعفاء من التجنيد وأشاد بالخدمات الموجودة بدار المسنين ولكنه أكد وجود مشكلة في الخصوصية بالدار ولكنه نجح في التكيف مع الوضع الجديد وطالب الشباب بالتكاتف خلف الدولة والصبر لأن المستقبل أفضل والمشروعات القومية التي أقامتها الدولة سوف يجني الشباب ثمارها.
وقال صفوت: إنه حضر لدار المسنين بسبب مشكلات صحية تعرضت لها زوجته وإنهما كانا يقيمان في شقة6 غرف وتطل علي القصر بمنطقة حدائق القبة ولكن كان يعاني مشكلة كبيرة مع الخدم فقررا الحضور إلي الدار, مشيرا إلي وجود تقصير من بعض أصدقائه وأقاربه ولكن لهم العذر والطبقة الوسطي بين الأربعين والخمسين سنة يعتبرون أكثر من يحرصون باستمرار علي زيارتهم والوجود معهم في المناسبات كما أن متطلبات السن فرضت عليهم الإقامة بالدار وترك شقتهما.
وكشف عن تفاصيل حياتهما بدار المسنين موضحا أن المعاش يكفيهما لأنه كان يحصل علي زيادات سنوية في المعاش ويضع معاشه علي معاش زوجته ويدفع3500 جنيه شهريا للدار بالإضافة إلي شراء الأدوية والكشف وأوضح أنهما مشتركان في التأمين الصحي ولكن لا يستخدمانه بسبب تدني الخدمة وطالب بضرورة حل مشكلة ارتفاع أسعار كشف الأطباء والأدوية رحمة بكبار السن.
وقالت ثناء هلال75 سنة ربة منزل: إنها تقيم بدار رعاية المسنين منذ7 سنوات وحضرت في البداية مع زوجها المدير السابق لأنه كان مريضا ويحتاج للرعاية التي وجدها بالدار وعقب وفاته بعد عام من التحاقهما بالدار رفضت مغادرتها والعودة إلي منزلها وقررت الاستمرار لأنها ارتبطت اجتماعيا بالموجودين فيها وأصبحت لا تستطيع مفارقتهم والابتعاد عنهم لأنهم أسرتها الكبيرة وأشارت إلي أنها تمتلك شقة في مصر الجديدة ورغم ذلك تركتها للإقامة بدار رعاية المسنين ولديها3 أولاد منهم ابنتان تخرجتا في كلية الطب وابنها موظف وأولادها يزورنها باستمرار; حيث تحرص ابنتها مني علي زيارتها مرتين أسبوعيا أما نجلها محمد فيزورها ويتصل بها تليفونيا.
وتحدثت ثناء عن ارتباطها بأحفادها الثمانية ولا تسعها الدنيا فرحا برؤيتهم أثناء الزيارات وتقضي معهم المصيف وأيضا الإجازات والمناسبات, وأشارت إلي أن البنت أحن من الولد وبعد وفاة زوجها قررت عدم العودة لشقتها بمصر الجديدة والاستمرار لأنهم كمسنين وجودهم بالدار أفضل لهم بسبب المشكلات الصحية التي يعانون منها وحتي تكون وسط الناس مشددة علي أنها كانت تقوم بتجهيز عزومات كبيرة أما الآن فلا تستطيع عمل شوية أرز وبالنسبة لأولادها فابنها عنده شغله وأيضا زوجته أما أولادهم فمشغولون بالمدارس والدروس والمذاكرة ولو أقامت عنده سوف تقعد أيضا وحدها.
وأشارت إلي أنها تعتمد علي معاش زوجها ودخل إضافي عن طريق ميراثها من زوجها والغرفة التي تقيم فيها بالدار من أغلي الغرف وأفضلها وفيها جميع الخدمات وتكييف وشاشة عرض وأكدت أن دور رعاية كبار السن أفضل الحلول في مرحلة عمرية معينة ونصحت كبار السن بعدم التردد واتخاذ القرار المناسب بالتوجه لدار رعاية مسنين للهروب من الوحدة ومشكلات زوجات الأبناء ودور رعاية المسنين بالنسبة لها نعمة من عند الله وعائلة كبيرة تخاف عليها وتحرص علي صحتها.
وقالت كريمة أبو الفتوح إحدي النزيلات: إنها تقيم بدار رعاية المسنين منذ5 سنوات والخدمة الموجودة جيدة جدا والعاملون بالدار يعاملونها كوالدتهم ولم تشعر أنها بعيدة عن منزلها, مشيرة إلي أنها كان لديها محل وقامت بتصفية المحل وحصلت منه علي معاش, وأشارت إلي أن زوجها توفي قبل5 سنوات وعقب وفاته كانت تقيم بمفردها بالدار فقررت الانتقال إلي دار رعاية المسنين وصممت علي موقفها رغم اعتراض أولادها الثلاثة الذين حاولوا التأثير عليها وإقناعها بالتراجع عن قرارها ولكنها وافقت بل وأقنعت شقيقها بالإقامة بالدار حتي يكون بجوارها في بيتها الجديد.
وأكدت أن أولادها يزورونها بصفة مستمرة ويحسدونها علي حياتها الجديدة رغم اعتراضهم في البداية وبعد زيارتها فرحوا بالمكان لأن الخدمة بالدار جيدة وتعيش فيها منذ5 سنوات, وأكدت أنها لم تنجب بناتا وشعرت بالوحدة بعد زواج أولادها ووفاة زوجها فقررت البحث عن راحتها التي وجدتها مع أسرتها الجديدة بالدار لأنها تعيش علي حريتها وكل طلباتها مجابة وتقضي المناسبات مع أولادها وكذلك الأعياد وأوضحت أنها توفر نفقات إقامتها من المعاش وإيجار شقتها ومساعدات من أولادها وتخصص جزءا لشراء الأدوية واحتياجاتها الشخصية كما يقدم لها أولادها الهدايا.
ووجهت رسالة إلي كبار السن بأن دور رعاية المسنين ليست عارا كما يدعي البعض ولكنها بيوت عائلية لرعاية المسنين, وأشارت إلي الراحة والسعادة التي يعيشها نزلاء الدار كما أن الدار يتوافر فيها التمريض والعلاج الطبيعي ويقومون بتنظيم حفلات ورحلات ويراعون ظروف كبار السن ويراعي المشرفون ظروفهم ويساعدونهم في الحركة وهي مميزات لا توجد في المنازل بالنسبة لكبار السن الذين يقيمون بمفردهم وأولادهم عندهم مشاغلهم.
وشددت علي أن نظرة المجتمع بالنسبة لدور المسنين مازالت خاطئة ولا بد أن يتم تصحيحها رحمة بكبار السن وأصحاب الظروف الخاصة وطالبت وزيرة التضامن الدكتورة غادة والي بزيادة الدعم لدور رعاية المسنين, وأوضحت أن الوزيرة وعدتهم بعمل صالة علاج طبيعي وصالة ألعاب رياضية لخدمة نزلاء الدار ولكن لم تحقق هذه الوعود رغم أهمية قاعة الرياضة في المحافظة علي صحة النزلاء خاصة النزلاء الجدد الذي يتمتعون بالصحة وشددت علي ضرورة أن تتدخل الحكومة لرعاية كبار السن لأنهم يستحقون أن تهتم بهم الدولة.
وقالت: إنها توجهت لعمل تأمين صحي لأنها من كبار السن وتحتاج إلي رعاية صحية مستمرة وتستحق التأمين الصحي وأحضرت استمارة من التأمينات ولكنهم رفضوا التأمين عليها بحجة أنها من أصحاب الأعمال الحرة وليس لهم تأمين رغم أنها كانت تمتلك محلا صغيرا وقامت بتصفيته.
والتقط شقيقها أحمد أبو الفتوح62 سنة أعمال حرة والمقيم معها بالدار الحديث موضحا أنه توجه إلي الدار رأفة بأولاده وأنه لديه ولد وبنتان متزوجون وعندهم أولادهم ويزورونه باستمرار وبالنسبة لابنتيه تزوجتا أما ابنه فلديه مشاغله ويقضي يومه كله في العمل لتوفير نفقات أسرته وبالنسبة لقراره فكان نابعا من منطلق حبه وخوفه علي أولاده وحتي يكون بجوار شقيقته والخدمة في المنزل لن تكون أفضل من دار المسنين, وأشار إلي أنه من شبرا وأصدقاؤه وأصحابه يطمئنون عليه والسؤال عنه ولم يزوروه لأنه مقيم بالدار منذ6 أشهر فقط وبعضهم لا يعلم ذلك.
وبوجه بشوش وابتسامة هادئة كشفت هادية حسن موظفة علي المعاش تفاصيل حياتها الجديدة بدار المسنين التي بدأت منذ سنتين بعد أن تركت شقتها بمصر الجديدة وانتقلت للدار ورفضت العودة إلي شقتها لأنها أنجبت ابنتين الكبيرة مشغولة بأولادها وأحفادها والثانية أولادها صغار وتقوم برعايتهم وتكتفي بزيارتهما والإقامة معها بعض الوقت وأكدت أن سبب قدومها للدار هو مرضها وإقامتها بمفردها بالمنزل ورفضت فكرة إحضار خادمة لرعايتها وخلال الفترة التي قضتها بالدار تعرفت علي الكثير من المقيمين معها ولا تواجه أي مشكلات ونصحت كبار السن بالتوجه لدور المسنين لأن إقامتهم بمفردهم في المنزل فيها خطورة كبيرة علي حياتهم ومصدر قلق لأقاربهم كما أن الحوادث المتكررة التي يتعرض لها كبار السن بسبب إقامتهم بمفردهم سبب رئيسي لرؤيتها وأوضحت أن زملاءها في العمل يتصلون بها باستمرار رغم تركها العمل منذ13 سنة ويزورونها ويحرصون علي إحضار المأكولات الساخنة والهدايا.
رؤية أخري.. اللي علي البر شاطر
التقت الأهرام المسائي عددا من كبار السن أكدوا رفضهم فكرة الإقامة بدور رعاية كبار السن لأنها مقامة لأصحاب الظروف الخاصة والاستثنائية وقال رشوان مجاهد78 سنة علي المعاش, مقيم الساحل: إن خدمة كبار السن مسئولية الأبناء والأحفاد والأسرة والتوجه لدار المسنين لا يكون إلا في الضرورة مثل عدم الإنجاب والتقدم في العمر والإحساس بالوحدة أو وفاة الزوجة وانشغال الأبناء بالسفر كما أن دور رعاية كبار السن تحل أزمات كبيرة ولا بد من دعمها من أجل راحة روادها موضحا أن لديه3 أولاد والطبيعي أن يخدموه مع تقدم العمر مضيفا: ولكن اللي علي البر شاطر وكل حالة لها ظروفها.
وقال هشام حمدي59 سنة محام: إنه يؤيد ويدعم دور المسنين باعتبارها حلا تفرضه ظروف الواقع والمجتمع بسبب انشغال الشباب وأصبح المسنون في حاجة للتكاتف والتحدث معهم ومساعدتهم علي الحياة ومواجهة المشكلات التي تواجههم والأمراض التي يعانون منها مثل أمراض الشيخوخة كما أنهم يحتاجون لرعاية طبية دائمة ونظام غذائي معين واستغلال متسع الوقت لديهم والترويح عنهم بالحفلات والرحلات, مشيرا إلي ضرورة عمل مدينة للمسنين تساعدهم علي الحياة بطريقة هادئة وصحية بعيدا عن ضغط المدينة.
وأكد سعيد بدوي59 سنة موظف ومقيم بالقاهرة رفضه فكرة دور رعاية المسنين لأنها بالنسبة له تمثل مشكلة نفسية ومن الصعب التأقلم عليها لأنه ينتظر أن يرعاه أبناؤه كما كان يرعاهم في صغرهم مضيفا: مفيش حاجة اسمها الشغل ولازم يوفقوا بين الشغل ورعاية والديهم أما كبار السن الذين ليس لديهم أولاد فدور رعاية كبار السن بالنسبة لهم أفضل الحلول للتغلب علي الوحدة وبدء حياة جديدة مع رواد الدار والموظفين والعاملين فيها.
وأشار إبراهيم محمد66 سنة موظف علي المعاش ومقيم بالعباسية إلي أنه يقيم مع أولاده ورعايته مسئوليتهم لأنه رباهم وأنفق عليهم وعلمهم مضيفا: زي ما شلته في صغره لازم يرعاني وهل جزاء رعايتهم إرسالي لدار مسنين؟ مؤكدا أن بعض الظروف تفرض علي صاحبها نقله لدار رعاية كبار السن مثل عدم الإنجاب وسفر الأبناء للخارج وإقامته وحيدا في شقته وأصحاب الظروف الخاصة.
وقالت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع: إن دور رعاية كبار السن مهمة جدا في الحياة لأن متوسط العمر في مصر والعالم كله ارتفع وفي اليابان وصل إلي82 سنة يحتاجون إلي دور رعاية للمسنين بسبب انشغال الشباب وشددت علي ضرورة أن نهتم بدور المسنين بشكل أكبر وتكون علي مستوي مستشفي وتتوافر فيها كل الخدمات التي يحتاجها المسنون بالإضافة إلي ضرورة تطوير الدور الموجودة حاليا لأنها ليست بالقدر الذي يقدم الرعاية الصحية الجيدة بحيث يعيش فيها كبار السن سنوات عمرهم عن طريق المعاش.
وقال الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة: إن دور رعاية كبار السن موجودة منذ زمن ومنتشرة في العالم كله والهدف منها رعاية كبار السن خصوصا في السن المتقدم مشددا علي أن الأسرة المصرية مختلفة عن الأسرة الأوروبية; حيث تحرص الأسرة المصرية علي مفهوم العائلة الكبيرة أو الأسرة الممتدة بيت العائلة وتتكون من الرجل وزوجته وأولادهم وأحفادهم ولكن هذا المفهوم بدأ ينكسر إلي الأسرة النووية والتي تتضمن رجلا وزوجته وأولاده فقط وبيت العائلة مازال موجودا ولكن بشكل أقل وفي الكثير من العائلات الآباء الكبار في السن لا يجدون من يرعاهم والأبناء غالبا سافروا إلي الخارج أو انتقلوا للإقامة في مدن أخري ويترتب علي ذلك عدم رعاية كبار السن ومع العجز الجسدي تصبح بيوت رعاية المسنين مطلبا مجتمعيا مهما والكثير من دور المسنين بالقاهرة قطاع خاص.
وشدد علي أن التزامات عمل الأبناء سبب مباشر لنقل العجوز لدار رعاية المسنين والمستشفيات الكبيرة فيها أماكن لكبار السن وتحديدا أصحاب الأمراض وبعض كبار السن يتوجه للإقامة بدور المسنين ويعيش علي فترات متقطعة مع أولاده وشدد علي أنه إذا لم يكن هناك من يرعي المسن فالحل الأفضل هو الإقامة بدور رعاية المسنين وطالب بضرورة أن تقوم وزارة التضامن بزيادة دور رعاية كبار السن لأن متوسط العمر بدأ يزيد في مصر وأصبح بين السبعين والثمانين كما أن قطاع المسنين يحتاج المزيد من الرعاية والانتباه لكبار السن.
وقال أحمد أمين مدير إدارة المسنين بوزارة التضامن الاجتماعي إن الوزارة تقوم بالرقابة الشديدة علي دور الرعاية طبقا لمعايير الجودة التي وضعتها الوزارة وأهم المعايير التي يجب توافرها هي أن تكون الدار في مبني مستقل وليس عمارة سكنية وأن تكون في الدور الأرضي أو الأول كما تتضمن معايير الجودة الأنشطة والخدمات التي تقدمها المؤسسة لكبار السن موضحا أن عدد دور رعاية المسنين يبلغ173 مؤسسة في22 محافظة يوجد منها73 دارا بالقاهرة و23 بالإسكندرية و14 دارا بالجيزة و5 بالبحيرة و3 دور بقنا أما المنيا فيها3 دور وبني سويف4 دور
وقال: إن الدولة تخصص6 ملايين جنيه من الميزانية العامة للإنفاق علي خدمة دور المسنين يستفيد منها ما يقرب من4 آلاف مسن كما يتم توفير مبالغ إضافية أخري من الحكومة وبعض منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية ولكن بشكل غير منتظم بالإضافة إلي الإعانات الدورية المخصصة للدور من وزارة المالية والإعانات المخصصة للإنفاق علي أجور العاملين بالدور ومستلزمات الإنتاج والتشغيل والأنشطة بالدار.
وأوضح أن عدد كبار السن يقرب من10 ملايين مواطن بنسبة9% من السكان, موضحا أنهم بصدد توقيع بروتوكول مع وحدة طب المسنين بمستشفي الدمرداش والمعهد القومي لرعاية المسنين بجامعة بني سويف ومنظمات متعددة بهدف زيادة الدعم الخدمي وعمل منظومة عمل مشتركة لصالح المسن وتجديد الخدمات وإدخال أنشطة جديدة وتوقيع بروتوكول مع الأمانة العامة للصحة النفسية لخدمة كبار السن وقامت الوزارة بعمل اللجنة العليا لكبار السن بعضوية الوزارات المعنية لتقديم الخدمات اللازمة لكبار السن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.