في شارع الازهر الشهير الذي يضم الجامع الازهر ومسجد الحسين والعديد من المواقع التجارية والأثرية الشهيرة تظهر آثار الانفلات الامني, أشد وضوحا من غيرها احياء وشوارع القاهرة فقد توقفت الحركة التجارية تماما واصبحت المطواة هي لغة التفاهم الأصلية بين الناس وسرقة السيارات اصبحت ايضا ظاهرة تحدث في عز النهار في البداية يقول هشام فاضل مدير محل كتب وملابس اسلامية بشارع الازهر ان يوم الجمعة يكثر فيه الباعة الجائلون والذين يمكثون بالشارع رغم انف الموجودين ولا يستطيع احد التحدث اليهم واصبحت الدراجات البخارية تسير عكس الطريق وهو ما يعطل حركة المرور لساعات, بخلاف قيام مجموعة من البلطجية بعمل الصف الثاني من الطريق( بارك للسيارات) يرغمون الاهالي علي ترك سياراتهم فيه ودفع إتاوات تتعدي العشرة جنيهات وعندما يرفض صاحب السيارة يكون الرد بالضرب أو إشهار المطواة, ويحكي لنا عن قيام احد البلطجية بالاعتداء علي عامل بشركة المخلفات فقط لانه اوقف سيارته امام دراجته البخارية ليقوم بجمع المهملات من الشارع فقام بضربه واشهر السلاح الابيض في وجهه. ويحكي الحاج عبده المصري صاحب محل اكسسوارات بشارع الازهر عن احد المواطنين والذي قام بركن سيارته لشراء علبة سجائر من احد الاكشاك امام محل ففوجئ بصوت موتور سيارته فعندما التفت وجد سيارته يقودها احد البلطجية ويركض بها مسرعا ولم يستطع اللحاق به, مضيفا ان بشارع الازهر اكثر الحوادث التي يعانون منها هي حوادث السرقة مما جعلهم يخافون من عرض بضاعتهما امام المحل بسبب تكرار سرقتها. ويقول كريم صلاح صاحب محل ملابس بشارع الازهر والقاطن بمنشية ناصر انه تم إحلال الحديد الفاصل بين الطريقين امام جامعة الازهر بواسطة مجموعة من المسجلين خطر وقاموا ببيعه, كما انه ايضا تتم سرقة النحاس الموجود بداخل الاسلاك الكهربائية بالشارع, غير ان سرقة الدراجات البخارية اصبحت منتشرة بالمنشية فيقوم مجموعة من البلطجية في منتصف الليل بإحضارسيارة نصف نقل يحملون عليها الدراجات ويفرون هاربين, بخلاف قيام عمال الكارته( بمزلقان الكاوتش) بجمع إتاوات تزيد علي خمسة جنيهات من كل سائق ميكرباوص يوميا ولعدة مرات بالإضافة الي انتشار سرقة عواميد الإنارة من الشوارع وتجارة المخدرات. كما يحكي محمود السعيد صاحب احد محلات العصائر بنفس الشارع عن قيام ثلاثة بلطجية من ضمنهم اثنان يحملان اسلحة بيضاء والاخر بحوزته سلاح ناري باقتحام احدي الشقق بعد صلاة العشاء والتي تعيش فيها سيدة وابنتها محاولين سرقتها وعندما وجدوا حالتهم المادية ضعيفة ولايوجد شيء يستحق السرقة حاولوا اغتصاب الفتاة فصرخت هي ووالدتها وسمعهما الاهالي وانقذوهما من سطوتهم ولكنهم فروا هاربين ولم يستطيعوا الامساك بهم وتم تحرير محضر بالواقعة. ويقول ايهاب رجب صاحب بزار بشارع الحسين بجانب المسجد انهم يعانون من انتشار الباعة الجائلين ومعاملتهم السيئة وتعديهم بالالفاظ النابية عليهم وقد يصل الامر الي رجال الشرطة, مشيرا الي ان فترة حظر التجوال اثرت كثيرا علي حركة البيع والشراء وباتوا يعملون بقوة10 في المئة بعد احداث الثورة والبلطجة, كما اصبح شارع الحسين شبه مزار للمتسولين والذين يأتون من مناطق بعيدة ومتفرقة. ولفت عباس حسن عباس مدرس لغة فرنسية ان ما يحدث هو انفلات اخلاقي اكثر من كونه امنيا فبعد الثورة انفجر فساد النظام القديم واعاق مصالحهم, وسبب كسادا في السوق بدوره اثر علي حركة البيع لضرب السياحة الداخلية والتي كان يأتيهم منها آلاف الزائرين الوافدين من المحافظات بخلاف السياحة الخارجية والتي كانت تضاعف مكسبهم بالبزار السياحي الذي توارثه عن اجداده وهو ما جعله يضطر لفتح مركز اتصالات يستطيع به مواجهة الظروف المعيشية الصعبة انعكاسا للفراغ الامني علي الطرق السريعة وحظر التجوال الذي طالت مدته وخوف ضباط الشرطة من الاحتكاك بالمواطنين بعد الخلفية التي تركوها في الاذهان اثناء احداث الثورة حتي لايتعرضوا للمساءلة القانونية. ويستغيث محمد المهدي موظف باحدي شركات البترول خلال زيارته لمسجد من البلطجية الذين تعدوا عليهم بالسلاح الأبيض والناري بجوار المسشتفي العام ويحتلون الشارع حتي الان ومنعوهم من الخروج أو الدخول الي المستشفي إلا باتاوة بالاضافة إلي قيامهم ببيع الأرض أكشاكا واغلاق باب المستشفي. ويضيف هاني محمد صاحب احد محلات بيع منتجات خان الخليلي انه في احد الايام فوجئ في السادسة صباحا بتكسير زجاج المحل وسرقة اربع كرتونات من منتجات خان الخليلي والتي يتعدي ثمنها الاربعة آلاف جنيه, مطالبا في النهاية بحمايتهم من بطش البلطجية وعودة الامن الي الشوارع والاستقرار للاوضاع الاقتصادية التي اثرت علي الحالة المادية للزبائن, مؤكدا ان الثورة القادمة ستكون ثورة الجياع اذا ظل الامر علي ماهو عليه. ويشير محروس البابا محمد مدير احد محلات المجوهرات بشارع الصاغة الي انهم فوجئوا في يوم بسرقته وتدمير المحلات تماما وكان يحتوي علي ألماظات وموصوغات ذهبية تقدر ب2 مليون جنيه بخلاف سرقة أكثر من سبعين محلا بشارع الصاغة بالحسين وتكسيرها تماما وقاموا بتحرير عدة محاضر ولكن دون جدوي, مشيرا الي ان جميع التجار اصبحوا يعتمدون علي تأمين بعضهم البعض من السرقات, كما ان جميع التجار أصبحوا يغلقون ابوابهم بعد الساعة السادسة مساء وذلك بسبب توقف حركة البيع والشراء وخوف المواطنين من البلطجية بخلاف الاحوال الاقتصادية التي لا تسر قائلا ان من لديه مليم في هذه الايام اصبح يحتفظ به خشية الايام القادمة وهو الامر الذي يستدعي سرعة السيطرة علي الموقف وتأمين المواطنين. بينما يشتكي ناجي عبد الفتاح سائق وقاطن بمنطقة عرب الجلاله من البلطجية الذين يمنعونهم من الاستمرار في العمل بسبب سرقة اصحاب سيارات النقل الثقيل بالاكراه وضربهم واهانتهم قائلا ما ذنب السائقين ليتم ضربهم واهانتهم واخذ المال منهم في كل نقله يمرون بها من امام بلطجية عرب الجلاله فهل من الممكن ان ينجدنا من كل ذلك الجيش المصري والاهتمام بنا لاننا ضاق بنا الحال ولا نجد حتي ثمن الزاد وماذا عن ابنائنا هل نسرق من اجل اطعامهم!.