"الموتوسيكلات" الصيني تثير الرعب في الفيوم

سرقات.. قتلي.. رعب، شعار رفعه أكثر من 60 ألفا من قائدي الدراجات "الصيني" التي تنتشر وبصورة مزعجة بشوارع مدن وقري محافظة الفيوم هذه الدراجات التي لا يزيد سعرها علي ألفي جنيه تدفع بنظام التقسيط المريح، أصبحت مصدر قلق لفتيات وسيدات المحافظة بسبب حوادث خطف حقائبهن أثناء سيرهن في الشوارع.. وهو ما دفع الدكتور جلال مصطفي السعيد محافظ الفيوم إلي إغلاق أكثر من 15 محلا تجاريا لبيع هذه الدراجات خاصة وأن أغلبها مرخص له ببيع قطع الغيار فقط.
أجهزة الأمن تواجه صعوبة كبيرة في مقاومة هذه الظاهرة، في الوقت الذي تحولت فيه مستشفيات الفيوم إلي مخزن لعلاج المصابين والقتلي في حوادث هذه الدراجات.. علا مصطفي عامر صحفية بالأهرام تؤكد أن محافظة الفيوم تنفرد دون غيرها في تضخم أعداد الدراجات والتي يقودها مجموعة من الصبية الصغار وأرباب السوابق والتي عجزت كل الأجهزة عن مواجهتها فقد كانت هذه الدراجات تسبب إزعاجا للمواطنين والآن أصبحت تمثل جرائم السرقة بالإكراه التي يمارسها هؤلاء الصبية الذين يقودون هذه الدراجات بدون لوحات.
وتضيف أنها تعرضت لجريمة سرقة بالإكراه وهي تسير في ميدان قارون أشهر ميادين المحافظة حيث قام اثنان من البلطجية بدفعها واختطاف حقيبتها والسير عكس الاتجاه في الوقت الذي لم يكلف فيه عسكري المرور خاطره بالتقاط أرقام اللوحة المعدنية بهذه الدراجة أو متابعة مستقليها أو حتي الاتصال بالنجدة.. ويقول محمد عادل عبدالصبور "موظف بأحد مكاتب توزيع الصحف" أثناء وقوفي للتحدث في تليفوني المحمول لمتابعة أحوال توزيع الإصدارات الصحفية التي تقوم بتوزيعها المؤسسة فوجئت بشخص يستقل دراجة ويقوم بخطف الموبايل من يدي وأسرع هاربا، هذه الحوادث تتكرر عشرات المرات بصفة يومية.
وأشار مدحت الأبياري عميد كلية السياحة بالفيوم إلي أنه يشاهد وبصفة مستمرة العديد من الحوادث التي يرتكبها قائدو الدراجات البخارية حيث يسيرون بسرعة جنونية وسط الشوارع المزدحمة مما يتسبب في وقوع العديد من الضحايا والمصابين بصورة يومية..ويري أيمن عبدالباسط مدرس أنه منذ نزول هذه الدراجات إلي الأسواق تسببت في زيادة حوادث خطف السلاسل الذهبية والموبايلات في وضح النهار وهو ما أدي إلي انتشار الصور السلبية والفوضي والرعب بين الفتيات والسيدات ويطالب بوضع حد لهذه المهزلة المؤسفة التي تسيطر علي شوارع المحافظة.
ويوضح محمد خليفة محامي أن محترفي خطف حقائب السيدات والموبايلات يقطنون في المناطق الشعبية بالصوفي ودرب الطباخين والصيفية وهؤلاء أغلبهم من المسجلين خطر والشباب العاطل وأن 80٪ منهم قد حصل علي هذه الدراجات بنظام التقسيط حيث يقوم صاحب المحل بالحصول علي شيكات موقعة علي بياض مقابل تسليمه الدراجة وهو ما يدفع صاحبها إلي ارتكاب جرائم السرقة لسداد الأقساط.. وتطالب ماري حنا عضو مجلس محلي مدينة الفيوم أجهزة الأمن بتسيير الدوريات الراكبة والثابتة بشوارع المحافظة التي أصبحت فوضي لمستقلي الدراجات البخارية، وتضيف حنا أن ابنتها سارة تعرضت لموقف مؤسف خلال اليومين الماضيين حيث قام اثنان من مستقلي الدراجات البخارية الصيني بدفعها علي الأرض وسحقها حتي يتمكنوا من خطف الكاميرا وحقيبتها التي كانت تصنعهما في كتفها وللأسف في شارع البوسته - واحد من الشوارع الشهيرة بالفيوم.. عبدالقوي عبيد عضو مجلس الشوري يقول إن ظاهرة انتشار الدراجات البخارية الصيني زادت في الفترة الأخيرة خاصة غير المرخصة وهو ما أدي إلي انتشار جرائم السرقات بشكل مخيف ويطالب أجهزة الأمن بدفع دوريات طوال اليوم خاصة في أوقات خروج طلاب المدارس والجامعة.. ويلفت أحمد صبري البكباشي رئيس مجلس محلي محافظة الفيوم إلي أن هناك قرارا من المجلس المحلي بمنع ترخيص الدراجات البخارية وإغلاق المحلات التي تبيعها حتي تتوقف حوادث خطف الموبايلات وحقائب السيدات وأضاف أن هناك بعض التجار بالمراكز والقري هم الذين يبيعون هذا النوع من الدراجات البخارية بنظام التقسيط خاصة وأن سعر الموتوسيكل لا يزيد علي 1500 جنيه.. ومن جهته يؤكد اللواء محمد السعيد مديرا أمن الفيوم أنه تم خلال الشهر الماضي القبض علي 5 تشكيلات عصابية تخصصت في خطف حقائب السيدات بالإضافة إلي القبض علي حوالي 3 آلاف دراجة بخارية صيني بدون ترخيص.
وأضاف أنه يتم دفع الدوريات الثابتة والمتحركة لمواجهة ظاهرة خطف حقائب السيدات وأنه تم تكليف قوات من المرور والنجدة والمباحث الجنائية لمتابعة المناطق التي تنتشر بها جرائم خطف الحقائب والموبايلات.
الدكتور مجدي عبدالتواب مدير عام مرفق إسعاف الفيوم قال إن عدد المصابين هذا العام وصل 2426 مصابا منهم 437 في حوادث الدراجات البخارية و57 قتيلا منذ بداية العام.