لم تكن هدي تتصور أن الرجل الذي أحبته وارتبطت به عاطفيا ووجدانيا بعد أن أغلقت قلبها إخلاصا لزوجها المتوفي سوف ينتهك شرفها ويهتك عرض فلذة كبدها في أثناء غيابها عن المنزل. وفقدانها للوعي علي يده بدسه للحبوب المسكنة والمنومة في الطعام ليستغل خوف الطفلة منه ثم يتناوب الاعتداء عليها بالقوة ودون مقاومة منها, حرصا علي عدم اهتزاز صورته أمام والدتها إلا أن الطفلة لم تستطع مجاراته حتي النهاية وأخبرت أمها بما حدث لها. تفاصيل الجريمة البشعة سطرتها محكمة جنايات القاهرة في حيثيات حكمها علي الذئب البشري الذي تعرف علي هدي منذ8 سنوات عندما قدمت إليه لإجراء بعض الإصلاحات بسيارتها التي تقلها من مسكنها بمدينة نصر إلي عملها بجامعة القاهرة, ونتيجة لأعطال سيارتها المتكررة توطدت العلاقة بينها وبين طارق(47 سنة) سمكري السيارات والذي وجد فيها المرأة التي يحلم بها. بدأ طارق في التلميح بإعجابه بهدي التي كانت قد عاهدت نفسها علي تكريس حياتها لطفلتها نورهان بعد وفاة عائلهما الوحيد فوجدت هدي قلبها الذي حرمه القدر من عطف الزوج يميل تجاه طارق الذي كان يتودد لها في كل مكالمة هاتفية, وما هي إلا شهور معدودة حتي فوجئت هدي بأن حب طارق سلب عقلها وإرادتها فوافقت علي الزواج منه لتغمر قلب طارق نشوة الفرح, بعد أن أخذت عليه موثقا أن يعامل طفلتها معاملة الأب لابنته ويحاول أن يكتسب ثقتها. ومضت السنوات الخمس من الزواج دون أن يصدر من طارق أي فعل أو تصرف يسيء إلي زوجته أو ابنتها, إلي أن لطشت الخمر رأسه ليزين له الشيطان صورة الطفلة نورهان كفتاة تنبض بالأنوثة ورغم ثقة الزوجة في أن زوجها يتعامل مع نورهان معاملة الأب لابنته إلا أنها وجدت نظرات الشهوة تفضحه, فوبخته أكثر من مرة علي طريقته في التعامل مع ابنتها. أخذ يقدح زناد فكره في وسيلة تجعله ينفرد بالطفلة التي صورها له الشيطان علي أنها فتاة كاملة الأنوثة فبدأ في وضع المخدر لزوجته في الطعام وإعطائها بعض الحبوب المهدئة بحجة أنها تجعلها أكثر قدرة علي تحمل الضغوط, وما إن تفقد الزوجة وعيها حتي يجد الفرصة سانحة أمامه, فيهجم علي الطفلة في غرفتها حيث تغدو في حالة استسلام تام لهذا الوحش الذي تضعه في منزلة والدها الذي توفي ليسلب منها أعز ما تملك. بدأت الأم تلاحظ أعراض الوهن بادية علي جسد ابنتها النحيل والخوف يطل من عيني ابنتها فضيقت الخناق عليها كي تعرف ماذا تخبئه في قلبها الصغير وتخشي أن تبوح به لتكشف الطفلة للأم عن الطامة الكبري. لم تصدق الأم ما حدثته بها فلذة كبدها لينقبض قلبها وتهرع إلي مقر عمل زوجها بورشة السمكرة وهي تلعن ظنونها وترغب في أن يكذب زوجها ادعاءات ابنتها, وما أن شاهد طارق زوجته مقبلة عليه ورأي في وجهها ما أزعجه حتي تيقن من معرفتها بما أقدم عليه من جرم كبير. حاول أن يكذب الطفلة إلا أن عينيه كانتا تفضحانه, وقد تماسكت الأم وتوجهت إلي قسم مدينة نصر لتحرر محضرا باعتداء زوجها جنسيا علي طفلتها. وبإحالته إلي النيابة أمرت بعرض الطفلة علي الطب الشرعي ليستغل الزوج علاقته بأحد ضباط أمن الدولة قبل الثورة فيتدخل الأخير ويفبرك التقرير بعدم وجود اعتداء جنسي علي الطفلة. فقدت الأم سيطرتها علي أعصابها واستعرت نيران الغضب في صدرها فتوجهت إلي مقر عمل زوجها مخفية سكينا بين طيات ملابسها وما إن رأته حتي أخرجت السكين وأصابته بجرح في يديه وحاولت غرسه في قلبه إلا أنها أخطأت القلب, وقد استغل الأخير الموقف وحصل بموجبه علي حكم بحبسها شهرين. لم تستسلم الزوجة ورفعت دعوي خلع ضد زوجها انتهت بالانفصال, ثم بدأت في ايجاد مكان تودع فيه انتها حتي يتسني لها تنفيذ حكم المحكمة وهي مطمئنة عليها حتي هداها جيرانها إلي دار حماية المرأة والطفل بمدينة نصر وكان من إجراءات التسلم أن تجري كشفا طبيا علي الطفلة ليثبت التقرير وجود خدش بغشاء البكارة الخاص بالطفلة. شعرت أن القدر لم يتخل عنها وأنها أمسكت بأول خيوط إدانة طليقها فاستأنفت ضد الحكم الصادر بحبسها لتقضي المحكمة ببراءتها لتتفرغ الأم بعدها لإثبات حق ابنتها المنتهك علي يد طليقها الذي لم يرحمها, ولعنت الظروف التي جمعتها به. وقد سلمت التقرير إلي النيابة العامة التي أجرت تحقيقاتها مع المتهم فأحالته إلي محكمة جنايات القاهرة التي أصدرت حكمها غيابيا بالسجن ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ, وهو القرار الذي لم يطفئ نار الانتقام داخل صدر الأم التي ستتظلم علي الحكم قائلة إنه غير منصف وغير عادل.