جريمة اغتصاب واحدة تقع تكفي لأن تزعج المجتمع كله! فما بالنا اذا عرفنا أن هناك 03 ألف حادث اغتصاب يقع سنويا في مصر والنسبة قابلة للزيادة!.. هذا ما كشفت عنه آخر دراسة مثيرة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية!.. الأكثر اثارة ان هناك فئات جديدة انضموا الي قائمة الجناة التقليدين وهم المسجلين خطر - علي رأس هؤلاء الجناة الجدد: الأطباء وأساتذة الجامعة والمدرسون.. مما دفع المركز القومي للبحوث الي ارسال نسخة من هذه الدراسة المهمة - التي وضعت مصر في المرتبة الاولي بين كل الدول العربية في ارتفاع نسبة هذه الجريمة - الي المؤسسات الدينية وهي: وزارة الأوقاف والأزهر الشريف والكنيسة للمشاركة الفعالة في التوعية الدينية! تخطأ لو تصورنا أن أي ظاهرة اجرامية يكمن علاجها الأول والاخير في المواجهة الأمنية - خاصة لو علمنا ان نسبة كبيرة من جرائم الاغتصاب تقع أما في البيوت أو في أماكن نائية! والسؤال: أين يكمن الخلل؟! هذا ما سوف نجيب عنه من خلال مطور هذه الدراسة المهمة ومناقشة علماء الاجتماع والنفس!نبدأ بالدراسة التي اجرتها الدكتورة فادية أبوشهبة أستاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.. قالت في بداية سطورها ان جرائم الاغتصاب وهتك العرض تسجل ثلاثين ألف حالة اغتصاب سنويا وهي ما تنذر بكارثة تهدد سلامة وأمن المجتمع المصري الامر الذي دفع المركز القومي الي ارسال نسخة من تلك الدراسة الي المؤسسات الدينية وهي: وزارة الاوقاف والازهر الشريف والكنيسة للمشاركة الفعالة في التوعية الدينية لبيان حرمة وجرم هذا العمل الكبير بالاضافة الي مخاطبة المؤسسات القانونية للتوعية بعقوبة هذه الجريمة وذلك للحد من هذه الجريمة التي أصبحت في تزايد مستمر لدرجة أن مصر تأتي في المرتبة الاولي بين الدول العربية من ناحية ارتفاع الجرائم الجنسية. جناة جدة! وكشفت الدكتورة فادية داخل الدراسة عن ان هناك فئات مهنية لم تكن موجودة من قبل في قائمة الجناة وعلي رأسهم أطباء ومهندسون ومدرسون وأساتذة جامعة وهو ما ينذر بكارثة ويهدد سلامة وأمن المجتمع بالاضافة الي الاغتصاب الجماعي والذي يقوم به أكثر من شخص وكذلك الاغتصاب المقترن بقتل الضحية كل ذلك يرجع الي البطالة وتأخر سن الزواج وعدم توافر التواجد الامني في العديد من المناطق الريفية أو المدن.. فمعني ان هناك ثلاثين الف حالة اغتصاب في مصر سنويا أي أن هناك من ثلاث الي اربع حالات اغتصاب تتم كل ساعة تقريبا، كما أن 56٪ من تلك الجرائم ترتكب في محافظات الوجه البحري. وحذرت الدراسة في الوقت نفسه من خطورة انتشار اغتصاب المحارم والاطفال الذين تقل أعمارهم عن 81 سنة وطالبت الدكتورة فادية أبوشهبة بتغليظ الرادع القانوني وسرعة اجراءات التقاضي في جرائم الاداب حتي يتم معالجة هذا الخلل. جرائم بشعة! وهذه نماذج من جرائم الاغتصاب سردتها الدراسة.. منها: قام شاب أحد أصحاب القلوب الضعيفة باختطاف فتاة أثناء عودتها الي المنزل واعتدي عليها عدة مرات ثم اخذ يقطع في جسدها حتي يتركها في النهاية جثة هامدة بلا قلب أو رحمة. أحداث هذه الواقعة تتمثل عندما قام سائق سيارة تاكسي باختطاف فتاة أثناء استقاللها له وذهب به الي مكان بعيد عن العمران ثم اعتدي عليها بصورة بشعة حتي اغشي الفتاة عليها فنقلها الي السيارة مرة أخري وذهب بها الي شقته وهناك اغتصبها عدة مرات حتي أخذ منها ثم قتلها وقام بتقطيع جسدها الي اجزاء تم القبض علي هذا الذئب البشري وتتم محاكمته الآن! وكشفت تحقيقات نيابة الخانكة في واقعة اغتصاب الطفلة فاطمة التي لم تتعد السنوات الثماني ان خالها هو منفعل بها ذلك - حيث أكدت الطفلة أمام مدير النيابة انها خرجت من منزلها كعادتها كل يوم للذهاب للمدرسة وكانت عقارب الساعة تشير الي السابعة والنصف صباحا وأمام مدرسة البطل أحمد عبدالعزيز الابتدائية فوجئت بخالها المتهم ينادي عليها ويطلب منها الحضور والتوجه معه الي المنزل. وأثناء سيرهما بمنطقة المقابر قام باستدراجها لمكان مهجور، وفوجئت به يطلب منها »خلع البنطلون« اطلقت فاطمة صرخات قوية وارتفعت دقات قلبها ولكن دون جدوي وتوسلت لخالها وبعد مقاومة خارت قواها وتحت التهديد والضرب والوعيد قام المتهم بالاعتداء عليها دون رحمة واصابها باصابات متعددة بمختلف انحاء الجسم. اصيبت بعدها بنزيف حاد ثم قيدها المتهم بايشارب كان بحوزتها وطلب منها عدم التحرك والبقاء حتي يعود لها مرة أخري وفي حالة اعياء شديدة قامت وتحركت وتخلصت من قيودها حتي وجدت ربة منزل فاستغاثت بها! أكد والد الطفلة المجني عليها في تحقيقات النيابة ان هناك خلافات عائلية سابقة قد نشبت بينه وبين المتهم وتم الصلح بينهما.. لكن كشفت التحقيقات عن سابقة اتهام المتهم الهارب في قضية اغتصاب سابقة وتم الحكم عليه بالسجن 7 سنوات وانه خرج من محبسه منذ أيام قليلة واكدت الطفلة انها اصيبت بحالة اعياء شديدة ونفسية سيئة عقب تعرضها للاغتصاب علي يد خالها، وامرت النيابة بعرض الطفلة علي الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي. اغتصاب معاقة! لجأت فتاة ووالدتها الي الشرطة وحررتا محضرا يتهمان فيه شابا باغتصاب ابنتها المعاقة التي تبلغ من العمر 51 عاما. وقالت الأم انه بينما كانت الفتاة في طريقها الي منزلها عائدة من مدرسة خاصة بالمعاقين اعترضت طريقها سيارة ملاكي يقودها شخص في الخمسين من العمر متزوج وله أولاد، وطلب منها الصعود الي السيارة وقدم لها الحلوي، وعندما صعدت الفتاة التي قدر الاطباء النفسيون عمرها العقلي بسبع سنوات، اصطحبها الي منزل مهجور يمتلكه يقع علي مقربة من منزل الفتاة، حيث قام باغتصابها وتركها أمام المنزل.. واستطاعت الفتاة التعرف علي المنطقة والعودة إلي منزلها في حالة جسمية ونفسية سيئة، ولم تستطع والدتها تفسير سبب تأخرها ساعتين عن المنزل أو سبب الارهاق الذي بدا عليها، بسبب عدم وعي الفتاة بما جري لها.. وعندما ارتابت الام في الامر عرضتها في اليوم التالي علي طبيبة اخبرتها بعد الفحص ان ابنتها تعرضت لجريمة اغتصاب افقدتها عذريتها، تم عرض الفتاة علي الطبيب الشرعي الذي اكد وقوع الجريمة. واستطاعت المجني عليها التعرف علي المنزل، كما تعرفت علي الجاني، وقد قامت الشرطة بالقبض علي الجاني واعرف مأمور المركز عن اشمئزازه من الجريمة البشعة وأكد أن الجاني موجود في السجن تمهيدا لمحاكمته. أسباب عديدة! مرة أخري نطرح السؤال: أين يكمن الخلل؟! أكد الاستاذ الدكتور سيد صبحي أستاذ علم النفس أن الاغتصاب بصفة عامة يعود الي عدة أسباب وهي انتشار الظروف السيئة التي يعيش داخلها الشباب والمبنية علي العبء الاقتصادي، تأخر سن الزواج، ضعف الوازع الديني، اهتزاز القيم الاخلاقية وعدم وجود التوعية الملائمة للشباب. وأشارت الدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس وعضو المجلس الاعلي للصحافة أن هناك أسبابا متضافرة لحوادث الاغتصاب فالاعلام له ضلع أساسي في هذا الموضوع فهو يقوم بإلهاب الغرائز عن طريق الافكار المختلفة التي يتم عرضها وهذه الغرائز تثير الشباب غير المتاح الزواج لهم وهذابالطبع لتأخر سن الزواج لأن بالطبع هناك بطالة وهذاما يسبب النسبة العالية لحالات الاغتصاب فهناك غريزة غير مشبعة بشكل شرعي أو غير متعارف عليها وهذا ينطبق علي الشباب التي تسمح له أخلاقياته المتدنية بذلك كما انه في بعض الاحيان تكون الضحية هي السبب عندما ترتدي ملابس غير لائقة ومثيرة تدعو الي التحرش والاغتصاب أو أنها تخرج في وقت متأخر من الليل.. وعن كيفية معالجة هذه الظاهرة يجب علي رجال الاعمال أن يهتموا بالشباب وتوفير فرص عمل لهم وفي الوقت نفسه ننصح أسر الفتيات ألا يتعنتوا ويبالغوا في المهور وتجهيز شقة الزوجية فكلما أشياء تسبب الاحباط والجريمة في النهاية!