رفض والد الطفل رجب ربيع "5 سنوات" الذي لقي حتفه ذبحاً علي يد جاره انتقاماً منه اقامة سرادق لتلقي العزاء في نجله الضحية انتظاراً لحكم القضاء والقصاص لدم ابنه من القاتل. من ناحية أخري هربت اسرة المتهم سالم محمود قاتل الطفل من منطقة منشأة ناصر وتركتها بعد علمهم بالجريمة وقام الاهالي بهدم منزلهم وتحطيم محتوياته بعد ان اصيبوا بحالة من الفزع والرعب بسبب تلك الجريمة البشعة التي هزت المنطقة بأسرها ورفضوا عودتهم للإقامة بالمنطقة مرة آخري.. بينما اصيبت والدة الطفل الضحية بحالة اغماء وانهيار عصبي غير مصدقة ما جري لطفلها الوحيد الذي كانت تأمل فيه الكثير بعد ان اغتاله جارها يوم زفاف شقيقتها لتتحول فرحتها إلي مأتم مؤكدة ان نارها لن تبرد إلا بعد معاقبة القاتل. روي ربيع رجب 26 سنة كهربائي والد الطفل الضحية ل "المساء" التفاصيل الكاملة للحادث الأليم الذي تعرض له نجله حيث أكد انه كان يساعد شقيقه في طلاء شقته وعندما عاد إلي منزله اخبرته زوجته بأن مجهولاً اقتحم المنزل وسرق "الريسيفر" وألف و 500 جنيه من داخل غرفة النوم والتي كان يدخرها للانفاق علي تكاليف عرس شقيقة زوجته.. فشك في جاره المتهم نظراً لسوء سلوكه وارتكابه للعديد من جرائم السرقة بالمنطقة.. وأثناء ذلك لاحظ خروج جاره سالم "25 سنة" من منزله وبيده كيس بلاستيك فواجهه بالواقعة إلا انه فوجيء به يسبه ويحاول التعدي عليه بمطواة ولكنه استطاع التقاط الكيس من يده ليجد جهاز "الريسيفر" المسروق بداخله. أضاف والد الطفل: توجهت بعدها إلي والده واخبرته بما فعله نجله وأنني سأتقدم ببلاغ ضده فوعدني برد المسروقات إليه وطلب مني عدم الابلاغ عنه خوفاً من حبسه.. فاستجبت له.. وبعدها بيومين حضر إليَّ بعض أهالي المنطقة بصحبة المتهم ووالده وتم عقد جلسة عرفية بيننا وتم الاتفاق علي ان يقوم "سالم" بتقسيط الأموال المسروقة علي فترات بما يعادل 250 جنيها اسبوعياً وذلك بعد اعترافه في الجلسة بسرقتها وأخذت عليه 3 إيصالات أمانة لضمان حقي.. إلا ان المتهم لم يعجبه ذلك وانهال عليَّ بالسب بعد انتهاء الجلسة العرفية وهددني بقتل نجلي قائلاً "حاحرق قلبك علي ابنك واخليك تبكي بدل الدموع دم"..اضاف الأب انه لم يبال بتلك التهديدات ولم يعرها أي اهتمام.. وفي اليوم التالي اخبره نجله الضحية بأنه سيتوجه إلي جده لأمه للاحتفال بزفاف خالته.. وبعد انتهاء الحفل سأل زوجته عن ابنهما واخبرته بأنها لم تره منذ الصباح الباكر.. وعندما تأخر الوقت ولم يعد نجلي قالت لي زوجتي إنه من الممكن ان يكون سالم قد خطفه انتقاما منه.. فشعرت بالقلق واخذت ابحث عن نجلي في كل انحاء المنطقة والاماكن المجاورة لها.. واستأجرت موتوسيكلاً وبحثت عنه في كل مكان دون جدوي فتوجهت إلي قسم الشرطة للإبلاغ عن واقعة الاختطاف. أشار الاب المكلوم إلي ان الاهالي توجهوا إلي المتهم واخبروه باختفاء الطفل إلا انه انكر الواقعة وأخذ يبكي وتظاهر بالبحث عنه ولكنه اختفي فجأة وهجر المنطقة بأسرها..أضاف: زاد الشك بداخلي وتوجهت إلي والده بصحبة الاهالي وقمت بتمزيق ايصالات الامانة أمام عينيه فقد كان كل ما يشغلني هو العثور علي نجلي حياً دون ان يصيبه أي مكروه فأخبرني والده بأنه سيتحدث إلي نجله وسيقنعه بإعادة الطفل ..أضاف الأب: اخذت ابحث عن المتهم واخبرني أحد اصدقائه بأنني سأجده بمدينة نصر حيث يمارس نشاطه في التسول واستجداء المارة وبالفعل توجه إليه بعض الأهالي وبالفعل عثروا عليه وأخبروه بأنني قمت بتمزيق ايصالات الأمانة فوعدهم بالإرشاد عن مكان اختطاف نجلي ثم توجه بهم إلي العديد من المناطق والاوكار الخاصة بأطفال الشوارع لتضليل الأهالي ولكنهم هددوه بالقتل إذا لم يعترف عن مكان الطفل فاعترف لهم باستدراجه إلي المنطقة الجبلية وذبحه ب "كتر" انتقاماً من والده الذي أخذ عليه ايصالات الامانة.. فاصطحبوه إلي تلك المنطقة حيث استخرجوا جثة الطفل بعناء شديد بعد ان وضعها بين الصخر وسط المنطقة الجبلية وكان مذبوحاً بطريقة وحشية دون رحمة أو شفقة ملفوفاً بقطعة قماش بعد ان تجرد ذلك الوحش من كل معاني الانسانية والعطف. قال الأب: حسبنا الله ونعم الوكيل في قاتل نجلي.. منه لله.. مؤكداً انه لن يتلقي العزاء في وفاته حتي يقتص القضاء لدم نجله الوحيد فرحة عمره التي كان يتمناها من تلك الدنيا والذي كان يستعد للاحتفال بعيد ميلاده الخامس الشهر القادم حتي يرتاح قلبه هو وأمه. أكدت الأم المكلومة نجلاء فتحي والدة الطفل الضحية أنها لم تكن تتوقع أو تتخيل ان يكون الانتقام بهذه الطريقة الوحشية وان يتجرد قاتل من الانسانية ويستدرج طفلاً صغيراً لاحول له ولاقوة ويذبحه بطريقة بشعة لمجرد الانتقام. كان اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية مدير امن القاهرة قد تلقي بلاغاً من الأهالي بالعثور علي جثة الطفل بالمنطقة الصحراوية خلف مساكن الحرفيين بمنشأة ناصر وتجمع أعداد كبيرة من الأهالي بمنطقة الحادث وألقوا القبض علي المتهم. أكدت تحريات اللواءين أمين عز الدين مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بالقاهرة ونائبه طارق الجزار ان المتهم يدعي سالم محمود سعد "25 سنة" وبالكشف عليه تبين انه مسجل خطر وسبق ضبطه واتهامه في 5 قضايا.