لورا وسارا الأيوبي فنانتان أسكتلنديتان من أصول مصرية, حققتا نجومية وشهرة واسعة في أوروبا, إلي حد أنهما نجحتا مؤخرا في الوصول بفنهما إلي قمة قائمة آي تونز للموسيقي الكلاسيكية, ليتربعا كأميرتين علي قلوب عشاق الموسيقي الكلاسيكية, وذلك منذ اختيارهما لعزف مقطوعة مليودي من أسكتلندا(MelodiesFromScotland) مع أعضاء الأوركسترا الوطنية الملكية الأسكتلندية. وعلي الرغم من ميلادهما في أسكتلندا, وعدم إجادتهما للغة العربية إلا أن لورا وسارا يشعران بالانتماء العميق لمصر, وتتمنيان إقامة حفلا في دار الأوبرا المصرية قريبا. وفي أول حوار للصحافة العربية كان ل الأهرام المسائي عبر الهاتف حيث تعيشان في أسكتلندا. تعرفنا علي المزيد عن حياتهما الفنية التي يتنقلان خلالها بين مفاتيح البيانو والكمان والتشيلو ليفدما لمحبي الموسيقي من مختلف الثقافات روائع فنية عالمية. كيف كانت بدايتكما في عالم الموسيقي؟ ولدنا في أسكتلندا, وفتحت عيوننا علي الحياة وجدنا والدينا يحبان الموسيقي الكلاسيكية, ويستمتعان بالاستماع إليها لأوقات طويلة, وفي سن صغيرة سارة7 سنوات ولورا4 سنوات بدأنا الحصول علي دروس في البيانو, وأخذنا الأمر بجدية شديدة وانتظام, وخلال فترة قصيرة للغاية اتجهنا الي تعلم آلات موسيقية أخري من فرط حبنا للموسيقي, ورغبتنا أن نغوص في هذا العالم الساحر, فتعلمنا العزف علي الجيتار والكمان والتشيلو والبوق, واستمرينا هكذا حتي التحقنا بمدرسة متخصصة في تعليم الموسيقي في جلاسكو, ثم درسنا في الكونسرافتوار. وهو ما يدل علي أهمية تعلم الموسيقي في الصغر. ومتي بدأت الشهرة تعرف طريقها إليكما؟ تأثرنا بالإرث الموسيقي الأسكتلندي, وقررنا المشاركة في ليلة بيرنز(BurnsNight) تلك الليلة التي تعودت فيها أسكتلندا الاحتفاء بشاعرها الراحل روبرت بيرنز; حيث عزفنا مقطوعة ميلودي من أسكتلندا والتي تضمنت إيقاعات مستوحاة من مقطوعتي سكوتلاند ذا بريف وماريا ويدينج, الأشهر في التراث الأسكتلندي, لتصل المقطوعة الجديدة إلي آذان إدارة إحدي أشهر الشركات الفنية في أوروبا; حيث بادرت إلي منحنا عقدا لإنتاج ألبومات موسيقية. وفتحت لنا وسائل الإعلام الغربية أبوابها للاحتفاء بنا. ألا تخشيان أحيانا من الهجوم عليكما لما تحدثانه من تغيير علي التراث الموسيقي؟ بالعكس, إن ذلك ما يمنح موسيقانا نكهة مميزة وشخصية مختلفة, إذ أننا لا نحدث تغييرا, إنما فقط نكسب المقطوعات روحا أخري, مع الاحتفاظ بجوهرها, علي سبيل المثال في ليلة بيرنز آثرنا تقديم ميلودي من أسكتلندا استوحيناها أصلا من التراث الموسيقي الأسكتلندي, وعملنا علي تغيير طريقة العزف, بحيث يظهر عظمة هذا التراث واللمسة العصرية للموسيقي. ولاقت إعجابا منقطع النظير من جانب الجمهور, حني مثلت بالنسبة لنا نقطة فاصلة في حياتنا الفنية كما أشرنا. تتميز موسيقاكم بالتنوع حتي في استخدام الآلات الموسيقية, وفي أعمالكم الأخيرة كان هناك مزج أكثر جرأة ما السر وراء ذلك؟ نحن نستغل فرصة أننا أسكتلنديتان مصريتان ونجيد العزف علي الآلات المتعددة كما أشرنا, وعلي الرغم من أننا ننتمي أكثر للموسيقي الكلاسيكية إلا أننا نهدف إلي سد الفجوة بين المستمعين المولعين بالأوركسترا السمفونية وبين الذين يستمعون إلي الموسيقي الشعبية, لينجذب الجميع إلي مختلف أنواع الموسيقي. ماذا عن الموسيقي العربية؟ بالتأكيد محاطين بها بحكم أصولنا المصرية, كما أنها تعد جسرا جميلا يربطبنا بجذورنا وعائلتنا في مصر, وهي بالتأكيد الموسيقي التي نحب أن نكتسبها ونعرف المزيد عنها. مصر ماذا تعني لكما؟ وهل تخططان لتقديم حفل في دار الأوبرا المصرية؟ مصر هي المشاعر الجميلة والعاطفة العميقة, هي رائحة طبخ تيتا والطنين المستمر في الشوارع. هي جذورنا التي تعتز بها, نحن فخورون جدا بأن نكون مصريين, وسبق أن قدمنا حفلا موسيقيا من قبل بالتعاون مع أوركسترا القاهرة السيمفوني. ويعد تقديم حفل جديد حلما رائعا بالنسية لنا. ما أحلامكما الأخري؟ نتمني أن نجذب مزيدا من الجمهور إلي موسيقانا من مختلف الدول واللغات الثقافات لأن الموسيقي لغة لا تعرف الحدود.