تحت عنوان "حفل عيدالحب" أقامت فرقة "سيمفونيتا" بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي حفلا علي المسرح الكبير يؤكد أن هذا القائد بالإضافة لحرفيته ومهارته واعيا لما تتطلبه نهضة الموسيقي في بلادنا وأنه يعمل وفق خطة وهدف قومي محلي ولكن في إطار عالمي ووفق أسس علمية حيث إن هذا الحفل تميز ببرنامج معظمه جديد علي الساحة الموسيقية كما أنه قدم لنا عازفين منفردين متميزين قلما نراهم في عمل فردي كأنه يعيد اكتشافهم كما أن المقطوعات التي تم عزفها جاءت مناسبة للاحتفال بعيد الحب من حيث الرقة والمرح والتنوع ولكن الأهم أن الأداء جاء كعادة الصعيدي وفريقه بحرفية ودقة فيها احترام لهذا الجمهور العاشق للموسيقي. فرقة سميفونيتا تأسست العام الماضي بالتعاون بين الجمعية الفلهارمونية ودار الأوبرا وتعد امتدادا وتطورا لأوركسترا الحجرة الفلهارموني. أغاني الحب برنامج الحفل تتضمن 4 مقطوعات بدأت بمقطوعة موتسارت "1765-1791" سرينادة ليلية في سلم ري الكبير مصنف كوشيل 239 والتي كتبها موتسارت في يناير عام 1776 ويعزفها 4 عازفين سوليست بالإضافة لعازفي الأوركسترا الوتري وآلة التيمباني الإيقاعية.. المقطوعة كانت فرصة لنستمتع بعزف عازف الكمان الأول ياسر غنيم وعازف الكمان الثاني عماد عزمي وعازف الفيولا أسامة فريد وعازف الكونترباص المعروف محمد سيف اليزل وقد أجاد الأربعة وشعرنا بحرفيتهم خاصة عازفا الكمان في الحركة الأولي والفيولا في الحركة الثانية أما عازف الكونترباص تألق في الحركة الأخيرة وكان الحوار بين الآلات الأربعة ودقات التيمباني والوتريات في الخلفية متعة لعشاق الموسيقي الكلاسيك عامة وللمغرمين بموتسارت خاصة.. المقطوعة الثانية كانت للمؤلف الألماني فرانز دانزي "1763-1826" وهي تنويعات علي لحن من أوبرا دون جيوفاني لموتسارت والمقطوعة للأوركسترا وآلة التشيللو المنفردة التي عزفت عليها "فيكتوريا كابرالوفا" بهدوء وبراعة تتميز بها هذه المقطوعة حيث إن دانزي كان عازف تشيللو قدير أما القسم الثاني من الحفل جاء مرضيا لعشاق الموسيقي حيث قفز بنا إلي العصر الرومانسي وقدم "فالسات أغاني الحب" مصنف رقم 52 ليوهانز برامز "1833-1897" وهي في الأصل 18 أغنية غرامية كتبها برامز للكورال بمصاحبة أربعة أيادي علي البيانو في صيف 1868 ونظرا لنجاح العمل تم إعداده لمجاميع آلية وصوتية مختلفة ومنها نسخة للأوركسترا مكونة من تسع فالسات وهي التي قدمت في هذا الحفل بأداء جيد من العازفين وتفسير واع من القائد. ومن أوروبا وعصورها الكلاسيكية والرومانسية قفز بنا الصعيدي إلي أمريكا الجنوبية وإلي العصر الحديث ليلعب مقطوعة التانجو الكبير للموسيقار الأرجنتيني الشهير استور بياتز ولا "1921-1992" والذي يلقب بأبو التانجو وهي مقطوعة مرحة يؤديها الأوركسترا والتشيللو المنفرد فيها يتميز بتقنية مبتكرة أدتها نجمة الحفل فيكتوريا بمهارة وفهم جيد لروح هذا العمل المحبب لدي عشاق الموسيقي وقد أعطي لمحة معاصرة للحفل بنغماته النشطة وإيقاعاته البارزة والعزف الإيقاعي للبيانو والذي عزفه دافيد هيلز بتميز.. وقد كان هذا خير ختام لهذه السهرة التي حازت تصفيقا حارا وهتافات استحسان جعلتنا نتأكد أن هناك جمهورا مثقفا ومقدرا للأداء المتميز وقادرا علي احترام الفنان الذي يحترمه ويسعي أن يقدم له أعمالا مناسبة بتقنية متميزة.