سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أوركسترا مكتبة الإسكندرية يتألق في الأوبرا إبداعات جديدة محلية وعالمية المايسترو شريف محيي الدين وعودة حميدة لجمهور القاهرة عازف الجيتار الإيطالي يتفوق بالأسباني
الحفل الذي استضافت فيه دار الأوبرا أوركسترا "مكتبةپالإسكندرية" بالمسرح الصغير من الحفلات الهامة لأنه للمرة الأولي نري هذا الفريق في القاهرة بالإضافة إلي ان برنامجه بالكامل جاء جديداً ومتنوعاً بين ابداعات محلية وعالمية ومقطوعات من التراث العالمي وهو ما يعد إثراء للحياة الموسيقية في مصر عموما وفي القاهرة بوجه خاص. الأوكسترا له نشاط متميز كما اتضح من الكتيبات الخاصة بالحفلةپولكن يبدو انه يكتفي بجهوده في الثغر ولم يسع لإلقاء ضوء إعلامي و تسويقي لجذب جماهير أخري إليه ولهذا كان مفاجأة سارة لعشاق الموسيقي بالقاهرة وخاصة مستواه الاحترافي المميز. من مفاجآت الحفل متابعة جمهور القاهرة للمايسترو شريف محيي الدين الذي منذ بداية عمله بمكتبة الإسكندرية عام 2001 ترك القاهرة واهتم بتحقيق أهدافه الجادة وأهمها تشجيع حركة التأليف الموسيقي والسعي لتقديم مؤلفات جادة ومعاصرة في محاولة منه لوضع اسمه ضمن تاريخ النهضة الموسيقية المصرية بجهد تنظيمي وإداري مخلص. برنامج الحفل تكون من فاصلين الأول تم تخصيصه لمؤلفات شريف محيي الدين قائد الحفل منهم مقطوعة طويلة يتم تقدمها لأول مرة في هذه الحفل بعنوان خمس تجارب لأوركسترا وتري "مدخل ودعاية ومحاكاة وفوجا والمغني والطبال" والعمل وضح به نضج المؤلف وتأثره بالاتجاهات الحديثة والمعاصرة واستنباط نغمات ذات لمحة شرقية من الآلات الوترية وهو السمة الغالبة علي الجزء الأول من الحفل والذي جاء بعنوان ثلاثة فواصل للأوركسترا الوتري "البداية.. النهاية.. ربما" وجاءت في حركات بعنوانين تعطي معاني تعبيرية للعمل وكأنه علي قصة تضمنت حوارات بين الآلات الغليظة والأخري الحادة مع استخدام "النبر" ولكن عموماً هذان العملان تميزا بالعمق والحرفية إضافة إلي الحداثة والمعاصرة في التعامل وكان خير لقاء مع شريف محيي الدين بعد غياب طويل. الجيتار الإيطالي الفاصل الثاني من الحفل تم تخصيصه لعازف الجيتار والمؤلف الموسيقي الإيطالي "جيوفاني سينيكا" الذي يعد من الشخصيات الشهيرة في أوروبا وله باع طويل في مجال الموسيقي التصويرية للسينما والمسرح وله نشاط مكثف في مجال العزف "كسوليست" حيث شارك العديد من الأوركسترا وقدم عروضاً في العديد من البلدان الأوروبية كما قام المؤلف الإيطالي اليتيومسوربكوني بتأليف كونشرتو للجيتار أهداه إليه وعزفه في باريس. قدم جيوتان في الحفل اثنين من مؤلفاته أحدها بعنوان "تيليسكوب" وتكونت من 3 حركات "حركة-قرية- لقاءات" والثانية بعنوان "موكب" والعملان يتميزان بإيقاعات لحن مع استخدام جيد للآلات الوترية وإظهار دوريهما ولكن ليكون "الجيتار" هوالبطل وقد ساعد علي ذلك فهمه الجيد لإيقاعات الآلة وقدرته علي إظهار مهاراته في العزف. لقد استمتعنا بحوار جميل بين الجيتار والفيولا بالإضافة لإعطاء مساحات عزفه منفرد لآلة الكمان أم الجيتار فكان عزفة المنفرد متنوعاً فما يرد علي إيقاع خلفي لآلة الكونترباص الغليظة وهذا التضاد هو صوت الجيتار الحاد يظهر ملياً كما أنه أعطي عمقا للنغمة وتكوينا حيث ميل التشيللو يتحاور مع الكونترباص لينفرد بعد ذلك الجيتار في عزف ارتجالي طويل وخلاله يدق العازف علي جسم الآلة اجمالا.. هناك مؤلف موسيقي متمكن بالإضافة لعزف ماهر تجلي بوضوح المقطوعة التي جاءت من التراث حيث أدي الأوركسترا مع العازف الحركة الثانية من كونشرتو الجيتار والأوكسترا المعروف باسم "الارانجيز" للمؤلف جوالين رودريجو "1901- 1999" والعمل من الأعمال الشهيرة وسبق تقديمه كاملاًَ في مصر بواسطة عازف الجيتار المصري عماد حمدي وهذه المقطوعة تجلي فيها ذكاء العازف ليوضح مهارته وتكتيكه العالي في عزف عمل معروف لدي الجمهور.