وفرت السنوات العجاف التي أعقبت أحداث ثورة25 يناير بيئة خصبة للعديد من تجار المخدرات فازدهرت تجارتهم المحرمة وكان إسلام الذي اشتهر بلقب الأبرك منهم فأثري من المال الحرام بعد أن تخصص في ترويج المخدرات التي كانت تهربها العصابات الدولية ومنها برشام الترامادول الأحمر. بعد أن أحكمت الأجهزة الأمنية سيطرتها الكاملة علي مدينة رفح علي الحدود الشرقية لمصر محل سكنه اضطر أن يحزم حقائبه ويرحل مع أحد أفراد قبيلته للإقامة في منطقة أبو خروع بالإسماعيلية مصطحبا أسرته واشتري منزلا وأرضا زراعية وحتي لا يشعر جيرانه بمزاولته بيع الحبوب المخدرة التي أصبحت مصدر رزقه مع صديقه أبو راجح توقفا لفترة حتي استقر بهما المقام ثم عادا لتجارتهما الآثمة بعد أن أعادا علاقاتهما مع زبائنهما ووضعا خطة جديدة لكي يكون الزبائن علي دراية بالمكان الجديد بدأت دائرة التعامل تتسع لكنهما لم يكونا يعلمان أن عيون رجال مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء ترصد تحركاتهما تمهيدا لاستهدافهما بشكل مفاجئ وقت حيازتهما للبرشام المخدر حتي تم القبض عليهما متلبسين وبحوزتهما كميات كبيرة من الحبوب المخدرة المعدة للبيع بالجملة لأحد عملائهما وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء أحمد عمر مساعد أول الوزير لقطاع المخدرات والجريمة المنظمة قد عقد اجتماعا تنسيقيا مع اللواء زكريا الغمري مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في حضور وكيليه اللواءين مجدي السمري وحلمي عبد العزيز وحسن عبد الرسول مساعدهم لمنطقة القناة وسيناء لفحص المعلومات الواردة بشأن قيام بعض الوافدين من منطقة شمال سيناء بنقل نشاطهما لغرب القناة وضرورة تكثيف الجهود لمتابعتهم. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد وجيه دعبس رئيس منطقة الإسماعيلية لمكافحة المخدرات ووكيله العقيد عصام جبر والمقدم أحمد حماد والرائدين إسلام حافظ وعلي عبد النبي والنقيب أحمد المحمدي مفتشي المنطقة ودلت تحرياتهم علي أن إسلام الشهير بلقب الأبرك32 سنة له محلان للإقامة في مدينة رفح شمال سيناء وآخر بمنطقة أبو خروع أحد توابع مركز ومدينة أبو صوير بالإسماعيلية ليست له معلومات جنائية يجلب الحبوب المخدرة بكميات وفيرة لترويجها بين زبائنه بغرض التربح من ورائها واستعان بصديقه يسري الشهير بلقب أبو راجح34 سنة واتفق الأبرك علي أن يكون أبو راجح ساعده الأيمن في تصريف البضاعة وجلبها في نفس الوقت. وأضافت التحريات أن المتهمين يحرصان دوما علي التحرك في سرية تامة دون أن يشعر بهما أحد وعند تسليم البرشام لعملائهما يحددان مكان تواجدهما باستخدام عبارات التمويه خشية أن يكون هناك من يراقبهما حيث أشارت معلومات رجال التحريات أن التاجرين وردت لهما كمية من حبوب الترامادول المخدر المهربة من الخارج. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهمين وأعد مفتشو مكتب مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء أكمنة ثابتة ومتحركة في المناطق التي يتردد عليها المتهمان وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا نحوهما متخفين في ملابسهم المدنية وقاموا باستيقاف السيارة التي يستقلونها علي طريق36 الحربي وتحمل رقم9573 ط أ س وبتفتيشهما عثروا معهما علي9 آلاف قرص من الحبوب المخدرة المعدة للبيع وأصيب الصديقان وقتها بالدهشة والذهول وتم اقتيادهما وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترفا تفصيليا بالاتجار في البرشام المخدر بقصد التربح من ورائه وبعرضهما علي أحمد سمير مدير النيابة العامة باشر معهما التحقيق تحت إشراف كمال الشناوي رئيس نيابة أبو صوير الذي أمر بحبسهما أربعة أيام علي ذمة التحقيق.