أسدل الستار علي خصومة ثأرية بين عائلتي منصور والأحمر بمركز إطسا, محافظة الفيوم.. استمر الاحتقان بين العائلتين لنحو ثلاث سنوات, حتي كلل الله مساعي أهل الخير ولجنة فض المنازعات بالفيوم, ويمثلها الحاج عبدالله تعيلب السمالوسي, وصلاح سليمان, بالنجاح.. كما كان لتدخل الأجهزة الأمنية دور بارز في إنجاز الصلح وحقن الدماء. وأشرف رجال الأمن بقيادة اللواء خالد شلبي مدير أمن الفيوم, واللواء حسام فوزي مدير مباحث المديرية علي مراسم تسليم الكفن بقرية أبودفية مركز إطسا.. وأقيمت مراسم تسليم الكفن من جانب عائلة منصور إلي عائلة الأحمر بمدرسة عبد الفتاح هندي الابتدائية المشتركة, في حضور اللواء محمد مراد مساعد مدير الأمن, نائبا عن مدير الأمن, والعميد أسامة أبوالليل مأمور مركز إطسا, والمقدم وائل عبد الحي رئيس مباحث إطسا, والمقدم محمد عثمان مفتش المباحث, والرائد محمد طه مشرف خدمات المراسم, وعدد من القيادات الأمنية والضباط, وحضور أعضاء مجلس النواب والقيادات التنفيذية والشعبية بالفيوم. بدأت المراسم مبكرا بتشديدات أمنية مكثفة من رجال الأمن وعدم السماح بدخول أي فرد باستثناء حاملي الدعوات وعمل كردون حول المدرسة والشوارع المحيطة بها وتفتيش الدخول من خلال بوابات إلكترونية.. جري افتتاح الحفل بقراءة آيات من القرآن الكريم, ثم كلمة إدارة الأوقاف والتي تحدثت عن قيمة العفو في الإسلام وحثت الناس علي العفو عند المقدرة. وجاء الدور علي تسليم الكفن من جانب عائلة منصور; حيث قام الحاج محمد معتمد خليل منصور شقيق القاتل بحمل الكفن وسط إجراءات أمنية مكثفة وصعد المنصة وقام بتسليم الكفن إلي ابن القتيل إسلام صابر عطية صابر الأحمر, وتعانق الجميع وسط تصفيق الحاضرين ثم قام عبدالله تعيلب وصلاح سليمان بتجميع ثلاثة أفراد من كل عائلة ووضع أيديهم علي كتاب الله, وأقسم الجميع بصوت عال مرددين بأنهم قد تصالحوا وأنه لا يوجد بينهم أي خلاف بعد الآن.. وتعانق الجميع وقام جميع الحضور من علماء الدين ورجال الشرطة والأهالي وعائلات مركز إطسا والقيادات الشعبية والتنفيذية بتهنئة العائلتين علي نجاح هذا الصلح. وتعود أحداث هذه المشكلة الي عام2015 وبالتحديد مايو حيث حدثت مشادة كلامية بين كل من مسعود معتمد خليل منصور وصابر عطية صابر الأحمر في نهار رمضان بسبب خلاف بسيط علي طريق يؤدي إلي أرض زراعية وتدخل الأهل والجيران.. وقبل صلاة العصر وقع الطرفان علي شرط ميعاد عرفي, وظن الجميع أن المشكلة انتهت, لكن كان للشيطان رأي آخر; فبعد أذان المغرب وتناول أهل البلد الإفطار سمع الجميع صوت طلقات نارية وفزع جميع الأهالي تجاه صوت الرصاص, حيث وجدوا مشاجرة بين عائلتي منصور والأحمر, وفوجئوا بإصابة صابر عطية صابر الأحمر بطلق ناري وقد تم نقله إلي المستشفي, وجاء رجال الشرطة وسيطروا علي المشاجرة وتم القبض علي مسعود معتمد خليل منصور.. وفي اليوم الثاني توفي صابر الأحمر داخل المستشفي. وعاقبت المحكمة المتهم الأول وهو مسعود معتمد خليل منصور بالسجن7 سنوات حضوريا وعلي المتهم الثاني محمود علي محمد كيلاني عشر سنوات غيابيا.