أعرب عدد كبير من الصيادين بمحافظة الدقهلية عن استيائهم من استمرار مشكلات الصيد ببحيرة المنزلة التي لا تزال تبحث عن حل,مشيرين إلي أن الصياد البسيط لايزال يعاني من سيطرة بعض البلطجية علي أسماك البحيرة من خلال استخدام طريقة الصيد صعقا بالكهرباء, لافتين إلي أن هذه الطريقة تهدد بكارثة صحية وبيئية لخطورتها علي الصيادين العاملين بالبحيرة, فضلا عن الأهالي الذين يتناولونها كوجبات أساسية بمعظم محافظات الوجه البحري والقاهرة التي تعتمد علي إنتاج البحيرة من الأسماك, موضحين أن تلك المشكلة وصلت لأقسام الشرطة بعد أن تعددت البلاغات المحررة ضد هؤلاء والتي وصلت إلي أكثر من30 بلاغا خلال الفترة الأخيرة. وأكد الصيادون أنه في الوقت الذي أمر فيه رئيس الجمهورية بوضع خطةلتطهير البحيرة يقوم هؤلاء البلطجية بالصيد صعقا بالكهرباء الذي يهدد بالقضاء علي الثروة السمكية بالبحيرة. ويقول حسن الشوا نقيب الصيادين بالدقهلية أن ما يحدث من بعض الصيادين مهزلة حقيقية في ظل عدم وجود رادع يمنعهم من صعق الأسماك, فضلا عن استخدامهم للعنف ضد كل من يحاول منعهم, لافتا إلي أن آخر تلك الوقائع ما حدث مع أحد صيادي المطرية بالدقهلية عندما صعقه ثلاثة من البلطجية محاولين قتله داخل بحيرة المنزلة عندما شاهدهم يصطادون بالكهرباء بالبحيرة وحاول التصدي لهم. وأضاف أن الصيادين يضطرون للهجرة الي البحر الأحمر هربا من جحيم هؤلاء البلطجية, مشيرا إلي أن الصياد يقوم بشراء موتور كهرباء بقيمة8 آلاف جنيه وينطلق بمركبه عقب المغرب و حتي بزوغ الفجر في غفلة من رجال الأمن ليقوم بكهربة جزء من البحيرة لا يتعدي نصف المتر ثم يطفو السمك علي سطح البحيرة و يقوم الصياد بإلقاء شباكه ليجمع السمك و تكون الكمية وفيرة وتتعدي قيمتها الثمانية آلاف جنيه التي دفعها في شراء مولد الكهرباء. وأوضح نقيب الصيادين أن تلك الطريقة محرمة دوليا سواء الصيد صعقا بالكهرباء أو بإلقاء المواد السامة, لافتا إلي أن صغار الصيادين طالبوا مرارا وتكرارا بتدخل المسئولين لمنع المخالفين من الصيد بتلك الطريقة التي تلحق الضرر بالأسماك و الزريعة دون جدوي. ويشير عبد الكريم الرفاعي شيخ الصيادين إلي أن هناك بلاغات عديدة تقدم بها الصيادون ضد هؤلاء البلطجية و لكن لم يتغير شيء وقال الرفاعي نحن لا ننكر جهدالشرطة في القيام بشن حملات لضبط المخالفين ولكننا نطالب باستمرار تلك الحملات. ويضيف عوض أحمد الزيني صياد أن من يصطاد بالصعق بالكهرباء يتسبب في أخطار كثيرة تؤذي الصيادين أنفسهم, مشيرا إلي وفاة صبي لم يتعد خمسة عشر عاما أثناء قيامه بالصيد بالصعق. ويضيف محمد عبد القادر يوسف صيادأن مشكلة الصيد بالكهرباء تؤرقنا كصيادين, مشيرا إلي أنه كثيرا ما تسبب الصيد صعقا بالكهرباء في وفاة الصياد نفسه أو من يرافقه أو أحد الصيادين بالبحيرة الذي يتصادف وجوده في ذات الوقت الذي تتكهرب فيه مياه البحيرة. وقال يوسف أنه علي الرغم من انخفاض كميات الأسماك بالبحيرة في مثل هذا التوقيت من كل عام إلا أنه تزداد عمليات الصيد صعقا بالكهرباءويتجه الصيادون الي مناطق الصيد الحر و التي قامت الحملات الأمنية بإزالة التعديات بها مفضلين الابتعاد عن مناطق الحوش و السدود التي يقيمها كبار الصيادين لصيد كميات كبيرة من الأسماك بها كما يتعمدون زرع ورد النيل( البشنين) بالبحيرة مما يعد مخالفا لقانون الصيد حيث يكبر السمك تحت ورد النيل خاصة في أشهر البرد ثم يجمعون ورد النيل بالحبال علي شكل كعكة ويتم غرسه في ارض البحيرة بالبوص حيث يتم تجميع السمك من تحته ليحقق لهم أرباحا طائلة و لذا يبتعد صغار الصيادين عنه في اثناء صيدهم بالمراكب خوفا من بطش أصحابه. من جانبه أكد الدكتور أحمد الشعراوي محافظ الدقهليةأن التطهير مستمر في البحيرة و يتمثل في خطة التكريك والتطهير الجارية بها حاليا, مشيرا إلي أن هناك خططا لاستغلال البحيرة بالشكل الأمثللإحكام سيطرة جميع الجهات المعنية عليها البحيرة وذلكبإقامة بوابات, واستخراج تصاريح للصيادين لتنظيم عمليات الصيد فضلا عن إنشاء طريق علي ضفاف الكورنيش الذي ستتم إقامته علي البحيرة ليكون ممشي وكورنيش سياحيا يصل حتي بورسعيد وذلك لضمان إيقاف عمليات الردم التي يقوم بها بعض أصحاب النفوذ ومافيا التعدي علي البحيرة, بالإضافة إلي التحويط حول المسطح المائي لمعرفة بدايته مما ينمي حركة التجارة, علاوة علي إنشاء بورصة سمكية علي ضفاف هذا الطريق و التي سيكون دورها شراء السمك من الصيادين للقضاء علي سطوة التجار الذي يتلاعبون بأسعار السمك كيفما شاءوا بعيدا عن الرقابة.