نائب محافظ الجيزة يتابع ميدانيًا نسب تنفيذ أعمال الخطة الاستثمارية للرصف بطريق ترعة الزمر    بعد قرار البنك المركزي بخفض الفائدة.. خبراء: ينعش أسواق المال ويعيد توجيه بوصلة المستثمرين    افتتاح الدورة ال28 من معرض «صنع في دمياط» لدعم صناعة الأثاث| صور    أردوغان يتعهد بزيادة الدعم للجيش السوداني    انفجار فى ألمانيا ليلة عيد الميلاد يتسبب بحريق هائل فى منشأة صناعية    احمد عيد يرد علي حساب الدوري الإنجليزي    مسؤول إسرائيلي: التهديد الصاروخي إيراني خطير وسنعرض معلومات استخباراتية على ترامب    شبكة أطباء السودان: الدعم السريع تحتجز 73 امرأة و29 طفلة بولاية غرب كردفان    مبابي وديمبلي يتوجهان إلى المغرب لدعم هذا المنتخب في كأس أمم أفريقيا    محافظة القاهرة: استبدال التوك توك بسيارات كيوت في 5 أحياء بتسهيلات    ضبط 100 كيلو لحوم مجهولة المصدر في حملة تموينية بالخانكة    17 حالة انفصال للمشاهير في 2025.. آخرهم عمرو أديب ولميس الحديدي    صالات العرض تستقبل فيلمين جديدين بداية الأسبوع المقبل    جراحة دقيقة بمستشفى الفيوم العام تنقذ حياة رضيع عمره 9 أيام    أخصائي يُحذر: نمط الحياة الكارثي وراء إصابة الشباب بشيخوخة العظام المبكرة    وزير المالية: إجراءات استثنائية لخفض الدين مع الحفاظ على الانضباط المالي    إصابة 6 أشخاص إثر مشاجرة بالشوم والعصي بقنا    جمارك السلوم تحبط محاولة لتهريب كمية من البذور الزراعية الموقوف تصديرها    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    إسرائيل تتحدى العالم: لن ننسحب أبدًا وسنحمى مستوطناتنا    ختام مبهج ل «الأقصر للتحطيب»    خبير تشريعات: جولة الإعادة أكدت صعود المستقلين وبروز ملامح البرلمان الجديد    بعد عام من الانفصال.. طلاق شريف سلامة وداليا مصطفى    العائلة المصرية في برلين: مشاركة إيجابية للجالية المصرية في انتخابات «النواب»    خبير: صناعة التعهيد خلقت فرص عمل كبيرة للشباب وجذبت استثمارات أجنبية لمصر    برلمانية: الاستحقاق البرلماني الأخير يعكس تطورًا في إدارة العملية الانتخابية    تراجع معظم أسواق الخليج وسط ‍تداولات محدودة بسبب العُطلات    نائب محافظ الجيزة يتفقد المراحل النهائية لتشغيل محطة رفع الصرف الصحى بدهشور    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    محافظة قنا تواصل تطوير طريق قنا–الأقصر الزراعي بإنارة حديثة وتهذيب الأشجار    كوروكوتشو: مصر واليابان تبنيان جسرًا علميًا لإحياء مركب خوفو| حوار    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    الجزائرى محمد بن خماسة آخر عقبات الإسماعيلى لفتح القيد في يناير    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    جامعة بدر تستضيف النسخة 52 من المؤتمر الدولي لرابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    كرة طائرة - بمشاركة 4 فرق.. الكشف عن جدول نهائي دوري المرتبط للسيدات    بيان عاجل من الخارجية السعودية بشأن أحداث حضرموت والمهرة في اليمن    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    شوبير يكشف موقف "الشحات وعبد القادر" من التجديد مع الأهلي    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    لليوم الثاني.. سفارة مصر بإيران تواصل فتح لجان التصويت بجولة الإعادة للدوائر ال19 الملغاة    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    وزيرا «التضامن» و«العمل» يقرران مضاعفة المساعدات لأسر حادثتي الفيوم ووادي النطرون    سحب رعدية ونشاط رياح.. طقس السعودية اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روز اليوسف تخترق مافيا المنزلة : 40 عاماً تحت حصار البلطجية وتجار المخدرات
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 25 - 12 - 2009

تواجه بحيرة المنزلة تعديات صارخة من البلطجية والمسجلين خطر والهاربين من الأحكام وتجار المخدرات وأصحاب النفوذ منذ ما يقرب من 40 عاما حتي تقلصت مساحتها من 750 إلي 100 ألف فدان ويسيطر المتعدون علي 80 % من المساحة الحالية وأقاموا فيها جزرا منعزلة داخل البحيرة وجففوا المياه من آلاف الأفدنة وحولوها إلي مزارع سمكية أو أراض زراعية وبنوا فوقها مساكن خرسانية من طوابق عديدة يعيشون فيها معيشة كاملة مع أسرهم.
الصياد البسيط هو الضحية في البحيرة حيث يتعرض للقتل والإصابة وإهدار الكرامة من قبل المتعدين إذا حاول الصيد في إحدي المناطق الخاضعة للنفوذ خاصة أنهم يحوزون أسلحة آلية متطورة مما أرهب الصيادين وولد لديهم خوفا ورعبا متواصلين من البحيرة ويعتبرون أنهم مفقودون عند نزولها ومولودون من جديد في حالة العودة بسلام وينتقدون عدم تجاوب المسئولين في القضاء علي البلطجية وإزالة التعديات في البحيرة.
ولكل ذلك قررنا اقتحام هذا العالم ورغم الصعوبات الكثيرة التي واجهتنا قبل اختراق عالم أصحاب النفوذ والبلطجية والمسجلين خطر والمتعدين علي بحيرة المنزلة داخل البحيرة وذلك بفرض كردون شديد حولنا من الأمن ومسئولي جمعية الصيادين بمركز ومدينة المطرية دقهلية إلا أننا تمكنا من الهرب منهم للالتقاء بصغار الصيادين والعمال علي المراكب في الشواطئ المختلفة وداخل البحيرة نفسها.
جولة روزاليوسف
بواسطة لانش يملكه أحد الصيادين استطعنا اختراق هذا العالم وعمل جولة داخل البحيرة استمرت لثلاث ساعات تمكنا خلالها من التقاط ما يزيد علي 150 صورة رصدت وصفا عاما وتفصيليا للبحيرة ومناطق النفوذ فيها ومناطق الخطورة والمحظور فيها الصيد بأمر البلطجية والمسجلين خطر ونماذج وأشكال عديدة للتعديات منها تجفيف المياه من عدد من المناطق بعد إقامة سدود كبيرة تحيطها من كل جانب وعلي مساحات مختلفة تتراوح بين 5 و300 فدان مملوكة لشخص واحد ويقوم بزراعتها أو عمل مزارع سمكية فيها والأغرب من ذلك أن أصحاب النفوذ والعاملين معهم من البلطجية في الاستيلاء علي مسطح البحيرة وإرهاب الصيادين وقتل من لا يخضع لشروطهم بنوا لهم مساكن خرسانية متعددة الطوابق وعششا يعيش فيها المسجلون خطر والهاربون الذين يحمون أصحاب النفوذ من كل من يقترب من أماكن تعديهم مستخدمين في ذلك أنواعا مختلفة من الأسلحة البيضاء من السنج والسيوف والنارية من الأسلحة الآلية والرشاشات الحاملة وغيرها.
مناطق التعديات
خلال الجولة رصدنا حال البحيرة في أكثر من 10 مناطق يطلق عليها الصيادون أسماء العجايبة والسمريات والبشتير ونجيلة والجمعية والقنال سميت بذلك لوقوعها علي طريق قنال بورسعيد ومقطع قاسم والقرعة وقعر البحر والجميل ولجان ومنطقة الحاج سيدرجلو وغيرها.
ولاحظنا أن أكبر منطقة في البحيرة لا يتعدي عرضها ال150 متراً بسبب إقامة المتعدين للجزر المنعزلة بداخلها مما وضع الصيادين في مأزق حرج خاصة البسطاء منهم الذين لا يملكون اللانشات ويعتمدون في الصيد علي المراكب البدائية والقوارب الشراعية وتواجههم أزمة عدم قدرة سير الأخيرة في البحيرة لضيق المسطح المائي بها ولذلك تضطر كل مجموعة من الصيادين لاستئجار لانش كبير لسحب قواربهم المتهالكة فجر كل يوم إلي المناطق القليلة الصالحة للصيد في البحيرة في المحيط الجغرافي للمطرية أو الانتقال إلي المناطق التابعة لمحافظتي بورسعيد ودمياط من مسطح البحيرة، ثم يعود بهم إلي قريتهم في نهاية اليوم بنفس الطريقة.
أصحاب النفوذ المسئولون علي عشرات الآلاف من مسطح البحيرة وحولوها إلي مسطحات خضراء قسموها فيما بينهم حتي أصبحت المياه موجودة في قنوات تشبه الترع في 80 ٪ من المساحة الحالية للبحيرة والبالغة 100 ألف فدان، ولا يسمحون للصيادين سوي بالعبور منها إلي أماكن أخري فقط.
ويعيش الصيادون في رعب متواصل كل يوم طوال فترات عملهم في البحيرة أو عند مرورهم وسط مناطق النفوذ، خاصة أن من بينهم من قتل أو أصيب أو أهدرت كرامته في اشتباكات مع البلطجية والمسجلين خطر والهاربين وتجار المخدرات داخل البحيرة.. ويتردد أن بعضا من أصحاب السلطة والنفوذ ورجال الأعمال يسيطرون علي تلك المناطق وجلبوا إليها الهاربين والبلطجية لحمايتها.
وللصيد في مناطق النفوذ يشترط المتعدون عليها علي الصيادين الحصول علي ثلث أو نصف إنتاجهم من الأسماك يومياً مهما كانت الكمية، الأمر الذي تسبب في استدانة الصيادين لأن أعدادا كبيرة منهم تتراوح بين 10 و15 صياداً يعملون علي المركب الواحد بينما الإنتاج يكون غير كاف للجميع.
ولفت انتباهنا أن المتعدين يسيرون في البحيرة كمجموعات علي من عدد اللانشات ولا يسير أحدهم بمفرده ورصدنا أسماء كبار أصحاب النفوذ والتعديات علي أكبر المساحات من مسطح البحيرة، ومناطق نفوذهم ويستخدمون الأسلحة المتطورة في ترويع وتخويف وإرهاب وقتل الصيادين أشهر المتعدين وهم علي سبيل المثال لا الحصر إبراهيم.أ المتعدي علي مساحات كبيرة من مسطح البحيرة في منطقتي العجابية والبشتير، والشقيقان علي وجمال.أ والمتعديان علي مساحات في منطقة العجايبة أما شقيقهما الثالث فهو محمود والمسيطر علي مساحات شاسعة في منطقة البشتير، ويوسف.ج في منطقة نجيلة وسليمان.أ في نجيلة وحسن.خ لجان والسيد.د وهو من أهم المتعدين علي البحيرة في 4 مناطق هي لجان والعجايبة والبشتير وقعر البحر وسعد. أ المسيطر علي بر القنال، وطلبة.ق في بر القنال وسيد.ع في بر القتال بجوار تل معابد، ومحمد. أ المتعدي علي منطقتي الجمعية ومقطع قاسم، ومحمد ومحمود.أ في منطقتي مقطع قاسم والقنال ووصلتنا معلومة مؤكدة أن أقارب مسئول كبير في جمعية الصيادين بالمطرية متعدون علي مساحة كبيرة من البحيرة .
مشاكل الصيادين
الحاج أحمد محمد براية - 70 سنة - أمين صندوق جمعية الصيادين - يقول إنه يعمل صياداً منذ أن كان طفلاً أي ما يقرب من 60 عاماً، ويواجههم عدد من المشكلات في البحيرة التي كانت مساحتها 750 ألف فدان ولم تزد حالياً علي 100 ألف فدان منها 20 ألفاً فقط هي الصالحة لعمليات الصيد لأن المساحات الباقية أصبحت تشبه جزراً منعزلة ومسطحات خضراء داخل المياه بالبحيرة نتيجة وجود البوص وورد النيل والحشائش والتي يعيش فيها البلطجية والهاربون من الأحكام والمسجلون خطر وأصحاب النفوذ ويسيطرون عليها.
وأرجع سبب وجودهم إلي ضيق مسطح البحيرة والذي لابد أن يستوعب مئات الآلاف من الصيادين الذين كانوا يعملون فيها وقت أن كانت بمساحتها الكاملة، الأمر الذي تسبب في وجود الاشتباكات والمشاجرات والصدامات بين الجميع.
وبقي الأقوي مسيطراً علي المناطق المختلفة منذ ما يزيد علي 40 عاماً، ويزيد عددهم علي 200 ألف في الوقت الحالي.
وقال: لا نعلم أعداد القتلي أو المصابين من صيادي البحيرة بسبب إعتداءات أصحاب النفوذ والمتعدين عليهم، وهم كثيرون وتزداد المشكلة تعقيداً يوماً تلو الآخر.. وروي ما يحدث أو يتسبب في حدوث المشادات بين الصيادين وبينهم قائلاً:
لقلة الرزق يضطر الصياد إلي الصيد بالقرب من منطقة نفوذ أحد المتعدين فيواجه هجوما شديدا منه، وفرض اتاوات عليه للسماح له بالصيد في تلك المنطقة وتتراوح بين ثلث ونصف إنتاج المركب اليومي وإلا سيعرض الصياد ومن معه أنفسهم للقتل أو الغرق أو الإصابة بعاهة مستديمة أو غيرها، ولا يجد الصياد أمامه سوي الرضوخ لاشتراطات البلطجية والمسجلين خطر.
هجرة الشباب
حسن الشوه - 55 سنة - صياد له أسرة من 8 أفراد - قال إن ما يتعرض له الصيادون في المنزلة من اعتداءات صارخة عليهم ومعاملتهم معاملة غير آدمية حتي أصبحوا لا يأمنون علي أنفسهم أو أولادهم من العمل في البحيرة، دفع الشباب من 25 إلي 35 سنة إلي الهجرة للدول العربية مثل ليبيا أو الخليجية كالسعودية، ويعملون صيادين في تلك الدول.
وأشار إلي أن المطرية فيها 100 ألف صياد يمثلون نصف مليون نسمة مع أسرهم متضررون من أصحاب النفوذ والبلطجية الموجودين في البحيرة لأنهم يواجهون المشاكل والتعديات كل ساعة. ويقول: الصياد أصبح لا يجد مكانا يصطاد فيه فال20 ألف فدان الصالحة للصيد في البحيرة يعمل فيها ما يزيد علي 200 ألف صياد يعولون مليون أسرة من المطرية وضواحيها من قري النسايمة والشبول والأحمدية والجمالية والمناطق التابعة لمحافظتي دمياط وبورسعيد فيما يخص المنزلة.. ويباع انتاج السمك اليومي في حلقات السمك القريبة في قرية النسايمة وشادر بحر البقر أكثر من 10 مبايع وجسر العصافرة.
وأرجع أسباب توحش المتعدين علي البحيرة إلي عدم وجود حساب لهم طوال 40 عاما تراكمت فيها سيطرتهم عليها وكثرت أعمال البلطجة إلا أنها تضاعفت الفترة الأخيرة، وكان وجودهم مثل أي ظاهرة في البداية استوطنوا الأماكن ولم يمنعهم المسئولون عن البحيرة.
الاستقواء بالأسلحة الآلية
الحاج سليمان الحسيني دعبس - 78 سنة أحد الصيادين - يقول: أملك مركب صيد وأعمل في مهنة الصيد منذ أكثر من 60 سنة، ويعمل أولادي الأربعة معي في الصيد علي المركب ويعولون أكثر من 40 فردا هي أعداد أسرهم .
ويقول نصطاد الأسماك من مناطق الجنكة ولجان ورشدي والبشتير ونجيلة والعجابية وغيرها من المناطق الموجودة بالبحيرة .
أصحاب التعديات يسيطرون علي مساحات شاسعة من مسطح البحيرة ويستقوون بأسلحتهم ومعارفهم من ذوي النفوذ وأشار إلي وجود مشادات كثيرة تقع بينهم وبين الصيادين وتتطور الأحداث إلي المشاجرات وهو وضع قائم بالفعل منذ عشرات السنين وليس مستحدثًا والضحية هو الصياد، وقتل عدد من الصيادين وآخرهم شخص يدعي مصطفي إبراهيم العشماوي وترك خلفه 4 من الأطفال وزوجة، وكان قد ذهب مع مجموعة صيادين للصيد في منطقة نفوذ يحرسها شخص يدعي عبده نجيب وهو من أصحاب التعديات، فلم يتفاهم الأخير في شيء وقام بإطلاق الأعيرة النارية العشوائية علي مجموعة الصيادين وسقط العشماوي صريعا، وأصيب آخر في رأسه، وعاد شقيقه به بعد تهديده بالقتل هو الآخر في حالة تواجده بالمنطقة.
البحيرة غير أمنة
وأشار إلي أن الصيادين يعيشون وأسرهم في رعب وفزع متواصلين وهم ينشدون السلام والهدوء. وعن شعوره أثناء ذهاب أولاده للصيد في البحيرة صباح كل يوم يقول أدعو الله أن يعودوا سالمين، وأعلم علم اليقين أنهم قد لا يعودون جميعا أو أحدهم مرة أخري في حالة تعدي البلطجية عليهم خاصة أن الوضع العام حاليا يؤكد أن البحيرة غير آمنة.
الحاج السيد حسن السايح 77 سنة - صياد من المطرية قال: إن الصياد هو من يتجول في البحيرة بأكملها ولا يرتبط بمكان معين، أما من يسيطر علي مناطق بعينها فهم المتعدون علي البحيرة.. مشيرًا إلي أن الصياد قد يعود دون أن يكون محملا بالأسماك رغم وجوده في البحيرة طوال النهار بسبب خوفه من الأقتراب بالصيد في مناطق النفوذ حتي لا يصاب بأذي ويضطر للاستدانة ولذلك فالصياد يعيش في مرارة متواصلة ويسمع طوال الوقت التهديدات بالقتل ولم يكن أمامه سوي أن يقول حسبي الله ونعم الوكيل.
ووصف المتعدين علي البحيرة بالشياطين في أماكن نفوذهم وهم موجودون في المطرية وكافة البلاد المجاورة، وتزيد سيطرتهم ليقل المسطح المائي بالبحيرة حتي أنه لا توجد عشرة أمتار فيها مياه يمكن الصيد فيها، وطالب المسئولين بالنظر بعين العطف لبحيرة المنزلة لأن كبار السن من الصيادين لا يستطيعون هجرها مثل الشباب الذين لجأوا للصيد في أماكن أخري ورحمة بالصيادين الفقراء.
رعب كل صباح
أحمد حمودة 42 سنة صياد من المطرية قال إن البلطجية يجوبون البحيرة في مجموعات من اللانشات ومعهم الأسلحة الآلية لإرهاب الصيادين وفرض سيطرتهم علي البحيرة بالقوة، حتي أنهم يلجأون إلي خطف المراكب بالصيادين الموجودين عليها واقتيادها إلي مناطق نفوذهم والحصول علي إنتاجهم من السمك، ويكون القتل مصير من يعترض عليهم.
لافتا إلي الرعب والخوف الشديدين اللذين يعاني منهما الصيادون صباح كل يوم عند نزولهم البحيرة للصيد ولذلك هجر الشباب القرية إلي الدول العربية وسواحل البحار والبحيرات الأخري في مصر للصيد فيها. وقال: البحيرة لم يعد فيها مكان صالح للصيد لأن أصحاب التعديات عليها سيطروا علي آلاف الأفدنة بوضع اليد وكأنها ملك خاص بهم، ولذلك يعزف الكثير من الصيادين عن النزول للبحيرة كل يوم كعادتهم خوفا من قتل أو الاعتداء عليهم خاصة أنهم يرون تلك الحوادث تتكرر أمامهم كل يوم.
السيد السحراوي صياد بالمطرية منذ 04 عاما يقول اضطررت إلي بيع المركب الذي كنت أعمل عليه أنا وأولادي بسبب المخاوف والإرهاب الذي نلقاه داخل البحيرة من البلطجية، وقال إن أعداد القتلي يزيد علي 01 صيادين سنويا إلا أن الأرقام الحقيقية لا تعلنها الجهات الرسمية في المطرية.
مطالب بردع المتعدين
فؤاد السعدني صياد منذ 54 سنة يروي موقفا تعرض له عندما حاصره البلطجية الذين اعتبرهم قراصنة في البحيرة بثلاثة لانشات والأسلحة الآلية وأجبروه علي منحهم نصف إنتاجه من السمك، مشيرا إلي أن هؤلاء القراصنة هددوه بقتل نصف طاقم المركب أي 7 أفراد إذا لم يستجب لشروطهم.
وطالب بضرورة ردع هؤلاء المتعدين من البلطجية والمسجلين والهاربين وأصحاب النفوذ رحمة بالأجيال الحالية والمقبلة والتي تعتمد في معيشتها علي حرفة الصيد وتعيش عليها 052 ألف أسرة خاصة أن المطرية ليست بها مصانع أو شركات أو أية مشروعات استثمارية أخري يمكن أن يعمل فيها الشباب.
وأشار السعدني إلي أن هؤلاء القراصنة لا يهمهم أحد ولا يخافون من عقاب لأنهم علي صلة بعدد من الأثرياء وأصحاب النفوذ في الدولة ويستقوون بهم مما يدعم شوكتهم وتواجدهم في البحيرة بشكل متواصل.
وروي قصة لم ينساها من 15 سنة وهي لأحد الصيادين قتل أمام عينيه، ولم يكتف القراصنة بإصابته بطلق ناري بل ودهسوا جسده بأقدامهم أمام الصيادين حتي فارق الحياة.. ولذلك يخاف علي نفسه وأولاده كثيرًا من أن يتكرر نفس المشهد مع أحدهم.
نسب لأصحاب النفوذ
العربي الشوه صياد لفت إلي أن المشكلة الكبري تتمثل في عدم وصول أصوات الصيادين الغلابة إلي المسئولين وعدم الاستجابة لهم أو اعتبارهم في عداد البشر.. بينما يصل أصحاب النفوذ والمتعدون لأشخاص كبار في الدولة يملكون القوة والنفوذ والسلطة ويمنحونهم الرشاوي أو النسب من الإيرادات حتي لا يلحقوا بهم الأذي، حتي أن البلطجية والهاربين من القانون هم مجرد حرس يمثلون ستارًا يخفي وراءه أصحاب التعدي والنفوذ الحقيقيين، وهو الأمر الذي يوضحه توقف تنفيذ قرارات الإزالة للتعديات لعدد من أصحابها بعد مساندة ذوي النفوذ لهم وقت تنفيذ عدد من القرارات منذ 4 أشهر.
وأشار العربي إلي الصدامات المباشرة التي وقعت بين الصيادين وأصحاب التعديات وقت الانتخابات البرلمانية الأخيرة عام 2005 بسبب رغبة كل منهم في أن يكون ممثلهم تحت القبة من بينهم.. حتي أن من بين النواب الحاليين من له مصالح خاصة مع أصحاب التعديات.
أحد شباب الصيادين روي مأساة حدثت له مع زملائه في قلب البحيرة عندما كانوا يبحثون عن رزقهم بها حيث خرج عليهم مجموعة من أصحاب التعديات في 5 لانشات ومعهم 5 بنادق آلي وهم من أولاد السيد.ر ويوسف.ح وقاموا برمي الصيادين في البحيرة وأصابوا صيادا يدعي طنطاوي زلط من المطرية بطلق ناري واستولوا علي المركب التي كانوا يعملون عليها لأنهم كانوا في منطقة تخضع لنفوذ المتعدين وبعدها بقليل تصادف مرور مركب صيد آخر وقام صاحبها بانتشالهم من المياه، ونقل المصاب للمستشفي.
عبده الرفاعي 65 سنة رئيس جمعية الصيادين بالمطرية قال: تواجهنا مشكلات عديدة التعديات علي بحيرة المنزلة منذ عشرات السنين، منها أن المتعدين يستخدمون الحفارات الآلية لتجفيف البحيرة وإقامة السدود وتحديد مناطق النفوذ، نافيا وجود أية تعديات جديدة علي المسطح المائي الحالي للبحيرة، وطالب بضرورة مصادرة الحفارات الأهلية.. نافيا وجود حصر دقيق لمساحات التعديات داخل البحيرة من قبل المتعدين حيث لم تجر أية جهات رسمية عمليات للحصر.
ومع أنه لا توجد أرقام إحصائية عن أعداد البلطجية والهاربين من الأحكام والمسجلين خطر وتجار المخدرات داخل البحيرة إلا أن الرفاعي أكد علي غير الواقع علي أن أعدادهم لا تتعدي أصابع اليدين وأنهم أقلية.
مشيرًا إلي أن الجمعية تمنح أسرة الصياد 100 جنيه في حالة وفاته و50 في حالة الإصابة وذلك لعدم وجود موارد مالية للجمعية ولا تدعمها الدولة بأية ميزانيات أو منح أو غيرها.
وعن الشكاوي التي رفعها للمسئولين كشيخ للصيادين قال إن هيئة الثروة السمكية ردت بعدم وجود ميزانية كافية لديها لإزالة التعديات.. وشرطة المسطحات تقوم بضبط المتعدين محل الشكاوي.
أنواع التعديات
اللواء سمير سلام - محافظ الدقهلية - فرق بين نوعين من التعديات علي البحيرة الأول منها قائم منذ ما يزيد علي 50 عامًا ويتمثل في التعدي علي الأراضي والمسطح المائي داخل البحيرة وتجفيفه وزراعته وبناء المساكن عليه والمعيشة فوقه مما يفسر تقلص مساحة البحيرة، مشيرًا إلي أن هذا النوع من التعديات متوقف حاليا بسبب مواجهته من قبل المحافظة وهيئة الثروة السمكية والجهات الأمنية والعمل علي إزالة التعديات القائمة والتي صدرت لها قرارات إزالة سابقة طبقًا لخطط محددة.
أما النوع الثاني للتعديات فيتمثل في سيطرة بعض كبار الصيادين علي أماكن في البحيرة المفروض أنها للصيد الحر ويقومون بعمل حوش وتعليات وتحويطات عليها وتحويلها لمزارع سمكية أو تقسيمها وبيعها أو تأجيرها لغيرهم بعد ذلك، مشيرًا إلي أن انتشار هؤلاء من المخالفين للقانون والخارجين عنه والذين اعتادوا علي المخالفات في البحيرة، وتواجههم المحافظة بالتعاون مع شرطة المسطحات المائية إلا أنهم يهربون ويعودون مرة أخري نظرًا لطبيعة البحيرة غير المحكومة.
ولفت إلي اختباء أعداد من الخارجين علي القانون والهاربين من الأحكام في الجزر الموجودة بالبحيرة التي تمثل منطقة حدودية تتداخل مع ثلاث محافظات هي الدقهلية وبورسعيد ودمياط، وتقوم حملات أمنية موسعة تضم أفرادا من الأمن العام والأمن المركزي والبحث الجنائي وشرطة المسطحات المائية وهي موجودة بشكل مستمر منذ مارس الماضي لضبط الهاربين والمحكوم عليهم والحائزين للأسلحة.
وعن قتل عدد من الصيادين الغلابة داخل البحيرة قال إن ذلك هو نتاج أمور إجرامية خاطئة أو خلافات غير معلنة بين الطرفين داخل البحيرة إلا أنها لا تمثل ظاهرة إجرامية في المنطقة.. وترعي المحافظة أسر مرضي الصيادين ب177 ألف جنيه سنويا وتقدم لهم الرعاية الصحية والاجتماعية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.