أجمع الحاضرون في ندوة الإعلام والقوي الناعمة التي أقيمت أمس خلال فعاليات معرض الكتاب علي ضرورة وجود مصطلح موحد لمعني القوي الناعمة بعدما اختلف المتحدثون حول هوية القوي الناعمة غير أنهم اتفقوا علي أهمية أن يكون للقوي الناعمة محتوي يعبر عن هوية الإنسان العربي وطموحاته وأحلامه. وأكدوا خلال الندوة التي حضرها حمد بن عبد الله القاضي والإعلامي توماس جورجيسيان وأدارها الإعلامي محمود الورواري- علي أن مصطلح القوة الناعمة ليس المقصود به الإعلام فقط ولكن يشمل الثقافة والفكر والفنون. وقال حمد بن عبد الله القاضي أمين عام مجلس أمناء الشيخ الثقافية أن القوة الناعمة هي المحتوي الذي تقدمه وسائل الإعلام بكافة الأشكال المرئية والثقافية المسموعة حيث يلعب دورا كبيرا في تشكيل القوة علي جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأوضح أن الاعلام الذي لا يطرح أشياء لا تفيد المتلقي لم يقدم المحتوي الجيد كما أنه لابد من إعطاء الصورة المشرقة للأمة العربية ولكن مع الأسف بعض وسائل الاعلام لا تعطي الصورة الحقيقية للأمة العربية وهنا يأتي دور الاعلام لبلورة القوة أمام الآخر. وشدد علي ضرورة أن تصل القوة الناعمة بطريقة اقناعية تبرز قيم الإنسان العربي والثقافة المشتركة بينهم, فالإعلام والقوة الناعمة بينهما ارتباط عضوي وإذا انفصلوا فلن نستطيع إظهار ما لدينا من المحتوي موضحا أن الإعلام لا يعني الترفيه فقط ولكنه له دور كبير في التواصل وزرع الاحساس العروبي بداخل الانسان العربي. وأشار إلي أنه عندما تتخلي الامة عن قوتها الناعمة ستكون لا قيمة لها فهي تفيد المتلقي العربي والأجنبي والآن عبر وسائل التواصل الاجتماعي يترجم أي مادة لها تأثير في العالم, مؤكدا أن الإعلامي لابد ان يختار الافضل من اجل المتلقي حتي يحرص علي إبداعه ويجعل المحتوي مستندا علي القوة الناعمة التي تعني منظومة الأخلاق والثقافة والفنون, فالفنان له دور في ذلك ليبرز دور القوة الناعمة لأن وظيفته ليس اسعاد المشاهد فقط فلابد ان يقدم رسالة لهم. أما الإعلامي توماس جورجيسيان الذي كان مراسلا لجريدة الأهرام في واشنطن أكد أن هناك متغيرا طرأ في القوي الناعمة والسينما والدراما في أمريكا موضحا أن القوة الناعمة أصبحت غير مرتبطة بمكان ولكن ببشر قادرين علي خلق فكرة مختلفة, فالقوة الناعمة بالنسبة لمصر هي رفاعة الطهطاوي ونجيب محفوظ. وأضاف أن لوسائل الإعلام دور مهم في تصدير القوة الناعمة فلا يجوز التعامل معها علي أساس أنها منتج عربي فقط بل تنوع ثقافات فهي عبارة احتكاك عقول للتعبير عن الهوية.