يحرص ماسبيرو بين الحين والآخر علي الخروج بنيولوك في محاولة منه علي استعادة جماهيريته المعهودة, والمنافسة بقوة في السوق المفتوحة التي تشمل عددا كبيرا من الفضائيات, وهي محاولات تكررت كثيرا في السنوات الست الماضية, وتحديدا من بعد ثورة يناير, فمن قبل هذا التاريخ أجري ماسبيرو تغييرين فقط وهما الاستعانة ببرنامج توك شو ضخم يقدمه عدد كبير من نجوم البرامج وهو البيت بيتك, قبل أن يجري عملية التجديد الثانية وهي تغيير اسم البرنامج إلي مصر النهارده, الذي يختلف كثيرا عن سابقه مع تغيير طفيف في المذيعين, وشهدت هذه الفترة أيضا شكلا جديدا للقنوات المتخصصة التي حققت جماهيرية واسعة آنذاك. ومع قيام ثورة يناير تأثر ماسبيرو تأثرا بالغا, واهتزت جماهيريته, ومنذ ذلك الحين يحرص علي تقديم نفسه بشكل جديد كل فترة, والإعلان عن برنامج توك شو كبير رغبة في العودة إلي الجمهور, ولا يحقق النجاح المطلوب, خاصة في ظل رفض العاملين وقتها الاستعانة بأي عنصر خارجي يتقاضي رواتب خيالية والتأكيد علي أن أبناء ماسبيرو بحاجة إلي كل مبلغ يتم إنفاقه علي عناصر خارجية, ولكن كل هذه الأمور وافتقاد المبني إلي برنامج جماهيري أدي إلي حالة عزوف من المعلنين, وتناقصت نسبة المشاهدة شيئا فشيئا. ومؤخرا قرر التليفزيون المصري تقديم نيولوك يعود به إلي المنافسة مجددا من خلال برنامج توك شو مصر النهارده والذي سيتولي تقديمه خيري رمضان ورشا نبيل, إضافة إلي أن قناة مصر الأولي ستعود بأحدث التقنيات وبتطور لم يعهده ماسبيرو من قبل, ولكن يبقي السؤال هل نيولوك ماسبيرو هذه المرة سيكون في الشكل فقط أم المضمون أيضا. يقول إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار الأسبق: إن مبدأ التطوير لا خلاف عليه لأنه يجب أن يشعر المشاهد بوجود أمر جديد من آن إلي آخر, ولكن المشكلة الحقيقية هو أن يكون هناك تطوير دون حل للمشكلات المزمنة داخل المبني فهذا أمر صعب. وأضاف أن المبني مليء بالمبدعين الذين يمتلكون عددا من الأفكار الإبداعية, لكن تظل المشكلات اللوائحية كما هي رغم تغيير اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلي الهيئة الوطنية للإعلام وكان ينبغي أن نعيد النظر في الآليات واللوائح والمشكلات التي ورثتها الهيئة من الاتحاد, حيث مازال أبناء ماسبيرو يتحدثون فيما بينهم عن أسباب تأخر المرتبات وغيرها من المتعلقات المالية الخاصة بهم. وأوضح أنه أصبح ضروريا أن يطور أبناء ماسبيرو من أنفسهم, خاصة في ظل العزوف عن مشاهدة برامج ماسبيرو, لذا فمطلوب أن نغير من فكرة التدريب وأن تكون متوازية مع العمل, فلا ترقية أو تقدم بلا تدريب, كما ينبغي أن نعيد النظر إلي قرار وقف التعيين الصادر منذ عام2011 وحتي الآن; حيث أصبح المبني عقيما عن خروج كوادر, وبالتالي سيضطر للجوء إلي أشخاص من خارج المبني. فيما يري د.سامي الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق, أن التليفزيون يواجه العديد من التحديات الناتجة عن ضعف الإمكانات, الأمر الذي يدفع القائمون عليه إلي اتخاذ إجراء من شأنه أن يحقق أرباحا للمبني سواء برنامجا جديدا أو غيره, مشيرا إلي أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو إدارة الدولة ظهرها لماسبيرو بعدما بدأت تستشعر أنه لا يحقق أهدافه, خاصة في ظل العدد الكبير للقنوات التي لا لزوم لبعضها, حيث يصل عددها إلي24 قناة ما بين رسمية رئيسية, ومتخصصة وإقليمية وشبكات إذاعية, وهو أمر يصعب أن تتحمله ميزانية أي دولة, خاصة أن الدول التي لديها وفرة إعلامية لا تمتلك هذا الكم من القنوات. وأضاف أن هذا الوضع خطأ فادح, ولكن يمكن تداركه والعمل علي تطوير ماسبيرو ليكون منافسا قويا, خاصة أن بعض القنوات الفضائية التي أطلقت مؤخرا لم تحقق نجاحا كبيرا. وأشار الشريف إلي أن فكرة النيولوك مجرد مسكنات, وهناك حلول أخري جذرية ينبغي أن نكون صرحاء مع أنفسنا, ونناقشها مثل أن تطرح أسهما يتملكها العاملون بالإضافة إلي المزيد من الحلول الأخري التي ستسهم في إنقاذ هذا المبني المهم. فيما يقول د.صفوت العالم: إنه كان ينبغي أن يستغل ماسبيرو المبالغ المصروفة في تطوير القناة الأولي في إنفاقها علي قطاع الإنتاج المتوقف منذ فترة طويلة عن إنتاج المسلسلات الدرامية رغم أن كان يقدم العديد من الأعمال الدرامية المميزة والمهمة, مشيرا إلي أن إنتاج مسلسلات سيدفع التليفزيون للمنافسة بشكل أكبر وأقوي مع القنوات الفضائية ويكون له تواجد. وأضاف أن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يتم تطوير القناة الأولي فقط, ولماذا غاب عن الإعلان رقم التردد الخاص بالقناة علي الريسيفر, والتعامل علي أنها قناة أرضية معروفة, وماذا عن مشاهديها خارج مصر؟, مشيرا إلي أن التطوير والنيولوك أمر مهم, ولكن كثرته في عدد سنوات قليل يفقد هوية المكان وهو أمر ينبغي الانتباه إليه.