تمرد علي تقاليد أسرته الريفية البسيطة بعد أن أتم عامه الثالث عشر ورفض الاستمرار في التعليم, أجبرته عائلته آنذاك علي تعلم حرفة أو صنعة تكون عوضا عن التعليم يستطيع من خلالها بناء أسرة بكسب حلال. انصاع سعيد في بداية الأمر لتعليمات عائلته ولكنه سريعا ما كان يهجر عمله وفي خلال فترة لم تتجاوز عدة أشهر كان قد تنقل خلالها بين عدة ورش وحرف دون أن يتقن أيا منها مما زاد من غضب ذويه عليه. عرفت الخلافات طريقها بين الصبي وأهله خاصة بعد اندماجه بين رفاق السوء بمحيط قريتهم الريفية القابعة في أطراف مركز بنها يتعاطون المواد المخدرة يتسكعون في الطرقات حتي الساعات الأولي من الصباح. وبمرور الوقت تمكنت المخدرات من جسد الصغير وأصبح غير قادر علي الاقلاع عنها مما زاد من احتياجاته المادية لتلبية مزاجه الشخصي وأصبحت سمعته السيئة تلوكها جميع الألسنة من المعارف والجيران الذين تحاشوا التعامل معه مما دفعه للاندماج أكثر وسط أقران السوء بقريته المعروفة بطباع غالبية أهلها الطيبة وعمل مع الكثير منهم في مجال ترويج المخدرات لضمان كيفه. وبعد مرور عدة سنوات اجتمع سعيد مع رفيق له يدعي عبد الحميد من أبناء بلدته حيث تشابهت ظروفهما المادية وتوحد هدفهما في جمع المال بأي طريقة فقررا تكوين عصابة تتخصص في سرقة الدراجات النارية وإعادة بيعها إذ حددا مسرح جريمتهما بدائرة مركز كفر شكر البعيد عن محل سكنهما وأصبحا يرصدان فريستهما حتي تحين لهما الفرصة ليقوما بسرقة دراجته النارية. نجح الرفيقان في تنفيذ العديد من الجرائم بمنطقة كفر شكر دون إثارة أي شبهات نحوهما حتي تمكن رجال المباحث من كشفهما. كانت البلاغات قد تعددت أمام مكتب اللواء محمد الألفي مدير إدارة البحث الجنائي بالقليوبية تفيد بتكرار تعرض الأهالي لحوادث سرقة دراجاتهم النارية وتحديدا بدائرة مركز كفر شكر كان آخرها بلاغا من إبراهيم عبد الله28 سنة حاصل علي ثانوية أزهرية ومقيم ميت يزيد مينا القمح باكتشافه سرقة الدراجة النارية خاصته بدون لوحات معدنية من أمام مسجد. وبعرض البلاغات علي اللواءين جمال عبد الباري وإيهاب خيرت مساعدي وزير الداخلية لقطاعي الأمن العام وأمن القليوبية أمرا بسرعة كشف لغز الوقائع والقبض علي الجناة. تم تشكيل فريق بحث علي مستوي عال تحت إشراف اللواء محمد الألفي مدير إدارة البحث الجنائي بالقليوبية بالتنسيق مع العميد محمد يوسف مفتش الأمن العام شارك فيه الرائد محمد سعيد رئيس مباحث كفر شكر ومعاونه النقيب محمود غزالي اعتمد علي نشر العناصر السرية وجمع المعلومات عن المشهور عنهم ممارسة تلك الأفعال. وبتكثيف تحريات فريق البحث تم الوصول لمعلومات تفيد أن وراء ارتكاب الوقائع كلا من سعيد أمين17 سنة وعبد الحميد إبراهيم17 سنة عاطلان ومقيمان دائرة مركز بنها اللذين يكونان تشكيلا عصابيا فيما بينهما تخصص في ارتكاب وقائع سرقات الدراجات النارية من الطرق العامة وأسفل المنازل بأسلوب قص الضفيرة وتوصيل الأسلاك وقيامهم بالتصرف فيها بالبيع لدي عملائهم. تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة وإعداد مأمورية من رجال المباحث أسفرت عن ضبط المتهمين وبحوزتهما دراجتان ناريتان مبلغ بسرقتهما. وبمواجهتهما اعترفا بتكوينهما تشكيلا عصابيا تخصص في سرقة الدراجات النارية حيث يقومان بالاستيلاء علي الدراجات بأسلوب قص الضفيرة وتوصيل الأسلاك وبيعها بثمن بخس لدي عملائهما كما أرشدا عن العديد من الدراجات المسروقة لدي عملائهما. تم تحريز الدراجات المسروقة وتحرير المحضر اللازم وإحالة الواقعة إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق.