كنت في فلسطين شاهدا علي العنصرية والاذلال علي الحواجز العسكرية الاسرائيلية ولايسعني سوي ان أتذكر الظروف التي تعرضت لها جنوب افريقيا في ظل نظام الفصل العنصري, وليس هناك أمامنا من بديل كي تتحقق حريتنا سوي مساعدة شعوب العالم في ذلك من خلال وسائل غير عنيفة تشمل المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات علي تل أبيب. النضال العالمي من أجل الحقوق الفلسطينية.. كتاب الفلسطيني عمر البرغوثي مؤسس الحركة الفلسطينية لعزل, اسرائيل أقنع الكثير في الغرب بأخلاقية الحملة العالمية السلمية من أجل الحرية والعدالة والسلام. ومنذ30 عاما مضت استخدمت حركة دولية المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوباتBDS تكتيكات سلمية تضامنا مع معاناة جنوب افريقيا في ظل نظام الفصل العنصري, ونجحت هذه الحركة العالمية في عزل جنوب افريقيا آنذاك وحولتها إلي دولة منبوذة مما بشر بنهاية نظام الفصل العنصري, واليوم تتزايد طبيعة اسرائيل العنصرية يؤكد ذلك المؤلف عمر البرغوثي العضو المؤسس في المجتمع المدني الفلسطيني لحملة المقاطعة الفلسطينية العالمية لاسرائيل. ويحمل الكتاب تجديد الدعوة للعمل بهدف اجبار اسرائيل علي احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان العالمية للشعب الفلسطيني حيث يعد وثيقة من أجل التغيير. عمر البرغوثي المحلل الفلسطيني المستقل والناشط في حقوق الانسان والعضو المؤسس في الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لاسرائيل(PACBI) والحاصل علي بكالوريوس الهندسة من جامعة كولومبيا بنيويورك وماجستير الفلسفة من جامعة تل أبيب يشرح من خلال كتابه السياسات الاسرائيلية التي تعتمد علي التطهير العرقي للفسطينيين لأكثر من ستة عقود مضت إلي جانب طرد الفلسطينيين من أراضيهم وتجريفها وهدم منازلهم والاستيلاء علي المزيد من أراضيهم, ودعا المؤلف المواطنين العاديين في جميع أنحاء العالم لأن يرفضوا ان يكونوا جزءا من هذه السياسة الاسرائيلية بعدم اعلانهم رفضهم لها. ومع سقوط الاتحاد السوفيتي وظهور الولاياتالمتحدة كقوة عظمي سمح لإسرائيل بان تكون فاعلا أساسيا في عملية صنع القرار داخل واشنطن ومن ثم اتسعت مكاسبها فقد أصبح لإسرائيل صوت داخل الكونجرس الأمريكي وخلال فترة حكم جورج بوش الابن وصل تأثير تل أبيب إلي البيت الأبيض وكانت هجمات11 سبتمبر بمثابة الفرصة الذهبية لنتانياهو لإعطاء اسرائيل مساحة أكبر للتأثير في السياسة الامريكية حيال المسلمين والفلسطينيين. ويقول الكاتب: ثم جاءت اتفاقية أوسلو المشينة للسلام بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام1993 والتي سمحت لتل أبيب بايجاد علاقات دبلوماسية اكثر قوة إلي جانب توسيع العلاقات الاقتصادية بين الدولة اليهودية والعديد من دول العالم وهو أكثر ماكانت تحتاج إليه إسرائيل بشدة لفتح أسواق للصناعة الاسرائيلية خاصة الحربية. ثم جاءت الحرب الأمريكية علي الارهاب التي هي أم الإرهابلتمثل ارهاب دولة منظما وخرقا فاضحا للقانون الدولي مما أدي للقتل والدمار والمذابح في العراق وأفغانستان إلا ان سقوط ضحايا أمريكيين بدأ يكسر هذه الدائرة المميتة للارهاب الامريكي. جون وشمير الخبير في اللوبي الاسرائيلي داخل الولاياتالمتحدة يقول ان اسرائيل العنصرية أصبحت تشكل خطرا علي أمن الولاياتالمتحدة وأكد هذا الرأي جون بايدن نائب الرئيس الامريكي والجنرال ديفيد باتريوس رئيس هيئة الاركان الامريكية. والمثير كما يقول المؤلف ان رئيس الموساد مييرداجان اعترف أمام الكنيست البرلمان الاسرائيلي بأن تل أبيب أصبحت عبئا علي الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولعقود طويلة كان الأمريكيون يعتقدون ان المصالح الامريكية, والاسرائيلية مشتركة ولكن زادت الآن التساؤلات حول تضارب المصالح بين الطرفين وعن مدي تأثير الأفعال الإسرائيلية علي الأمن الأمريكي. ارتكاب إسرائيل جرائم حرب ضد الفلسطينيين في الانتفاضة الثانية غير ردود أفعال الولاياتالمتحدة وأوروبا إزاء الانتهاكات الأسرائيلية ومهد الطريق لظهور رأي عام عالمي متنام رافض لهذه الممارسات. وفي9 يونيو عام2005 أطلق المجتمع المدني الفلسطيني مايعد بعدا جديدا للنضال العالمي من أجل استعادة حقوق الفلسطينيين من الحرية والعدالة وحق تقرير المصير, وتقوم الحركة الفلسطينية علي أساس مناهضة المقولة الإسرائيلية الشهيرة لمؤسسي الصهيونية أرض بلا شعب لشعب بلا أرض إلي جانب الكفاح ضد الاستيطان الصهيوني الاستعماري للأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وتشمل الحركة170 من مجموعات المجتمع المدني الفلسطيني والأحزاب الفلسطينية الرئيسية ومنظمات حقوق اللاجئين واتحادات العمال والاتحادات النسائية والتي نادت جميع منظمات المجتمع المدني حول العالم بمقاطعة اسرائيل. الكتاب لاقي تأييدا واسعا من المفكرين والمسئولين حول العالم حيث اعتبرت جوديت بتلر الاستاذة بجامعة كاليفورنيا انه لاتوجد قضية أكثر سهولة واقناعا من الحركة العالمية لعزل اسرائيل من أجل اعادة الحقوق الأخلاقية للفلسطينيين وانهاء الاحتلال للاراضي الفلسطينية وقالت نعومي كلاين مؤلفة كتاب عقيدة الصدمة واللاشعار انه لم ينجح أحد في بناء حالة فكرية وقانونية وأخلاقية لضرورة مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها أكثر من عمر البرغوثي حيث تحولت حركة التضامن الفلسطينية إلي حركة عالمية وهي علي أعتاب مرحلة جديدة علي نطاق واسع. وقال روني كاسريلز الناشط والوزير السابق في حكومة جنوب افريقيا ان الحركة العالمية للمقاطعة هي أصعب كفاح من أجل استعادة حقوق الانسان وحق تقرير المصير للفلسطينيين ووصف الكتاب بانه سلاح في يد كل المؤمنين بتحقيق هذه الأهداف في العالم.