لليوم الثاني تعيش فلسطين حالة من الغليان بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل, ففي الوقت الذي اشتعلت فيه الشوارع في الضفة الغربيةوالقدس بالمظاهرات, أصيب ما لا يقل عن108 فلسطينيين بجروح في اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. ووفقا للهلال الأحمر الفلسطيني, أصيب أربعة فلسطينيين في منطقة رام الله وخمسة في بيت لحم بطلقات الرصاص المطاطي. وقالت متحدثة باسم جيش الاحتلال إن الطلقات وجهت علي مجموعة من الفلسطينيين الذين كانوا يلقون الحجارة ويحرقون إطارات سيارات واقتربوا من السياج الحدودي. بينما احتشد المئات من المحتجين في القدسالمحتلة وفي أنحاء الضفة الغربيةوغزة ورشق الشباب قوات الاحتلال بالحجارة وحرقوا إطارات سيارات في بعض المناطق. وقال جمال محسن, عضو بحركة فتح في حشد برام الله: القدس لن تكون أبدا عاصمة لإسرائيل بغض النظر عما قاله ترامب. من ناحية أخري, دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس, إسماعيل هنية, لانتفاضة فلسطينية جديدة بداية من اليوم. وقال جيش الاحتلال إنه عزز قواته في الضفة الغربية تحسبا لأي تطورات محتملة. وقد جرت تظاهرة مركزية وسط مدينة رام الله بدعوة من الفصائل الفلسطينية تخللها رفع العلم الفلسطيني, وحرق العلمين الأمريكي والإسرائيلي. وأكد متحدثون, خلال التظاهرة التي جابت عددا من الشوارع الرئيسية في رام الله, الرفض الفلسطيني لقرار ترامب والتمسك بالقدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة. واندلعت أشد المواجهات عند حاجز بيت أيل العسكري قرب رام الله وتخللها رشق الشبان الفلسطينيين قوات الجيش بالحجارة وإضرام النار في إطارات السيارات. وردت تلك القوات بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين قبل أن تعتقل أربعة منهم, بحسب مصادر فلسطينية. وخرب شبان فلسطينيون صورة للرئيس الأمريكي مرسومة علي جدار الفصل الإسرائيلي بالقرب من مدينة بيت لحم, وخطوا عبارات عليها تندد بموقفه. وشدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية, تيسير خالد, خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله, علي الرفض الفلسطيني القاطع لقرار ترامب ضد القدسالمحتلة, مطالبا بقطع العلاقات الفلسطينيةالأمريكية. واعتبر خالد أن قرار ترامب مخالف للقانون الدولي والشرعية الدولية وجاء ليعلن الولاء الكامل للصهيونية والسياسة العدوانية الاستيطانية التوسعية لحكومة اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل. وذكر خالد أن قرار ترامب يشكل اعتداء سافرا علي الشعب الفلسطيني, وجعل واشنطن الآن شريكة مع إسرائيل في عدوانها واحتلالها الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته. وفي قطاع غزة, أصيب12 فلسطينيا, منهم أربعة بالرصاص الحي, والبقية بقنابل غاز ورصاص مطاطي, خلال مواجهات مع قوات الاحتلال المتمركزة خلف السياج الفاصل علي أطراف شرق قطاع غزة. ووصفت حالة أحد المصابين ب الخطيرة بعد إصابته بعيار ناري في البطن. بينما نظمت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عرضا عسكريا للعشرات من عناصرها, وهم يحملون الأسلحة في بلدة بيت حانون, شمال قطاع غزة, توعدوا خلاله باستمرار المقاومة في الدفاع عن القدس ورفض أي إجراءات إسرائيلية فيها. وقد عم الإضراب الشامل مدن الضفة الغربية وقطاع غزة منذ صباح أمس وأغلقت المحال التجارية أبوابها وتعطلت المدارس والمؤسسات الحكومية بدعوة من الفصائل والفلسطينية. في غضون ذلك, أجمعت الفصائل الفلسطينية علي الدعوة لتصعيد الفعاليات الشعبية وإعلان يوم غضب فلسطيني اليوم, وقال الدبلوماسي الفلسطيني السابق عضو المجلس الوطني الفلسطيني, نبيل عمرو, لوكالة الأنباء الألمانية إن كل الخيارات مفتوحة فيما يتعلق بالرد الشعبي الفلسطيني علي القرار الأمريكي إزاء القدسالمحتلة. كما انطلقت صافرات التحذير من صواريخ قرب منطقة سيدروت ومجلس شعار هانيجيف الإقليمي, جنوب إسرائيل, مساء أمس, وتخوفا من مظاهرات جمعة الغضب التي قد تصبح بداية الانتفاضة الثالثة اليوم بعد صلاة الجمعة, وذلك وسط حديث لوسائل إعلام إسرائيلية من فرض قيود معينة علي دخول المصلين الحرم القدسي الشريف. وفي سياق متصل, اصطدمت شاحنة إسرائيلية بعدد كبير من المركبات في مدينة بيت لحم عن عمد وتسببت في إصابة9 فلسطينيين بجروح خطيرة, بينما لاذ السائق بالفرار باتجاه شارع رأس بيت جالا.