يعد الإصدار الجديد' نجيب محفوظ بين الفيلم والرواية' للناقد السينمائي محمود قاسم, الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة, هو أحد الكتب القليلة التي تجمع بين الأدب والسينما. يشير المؤلف إلي أن نجيب محفوظ- ككاتب سيناريو منذ عام1947, أو منذ الانتباه إلي إنتاجه الروائي سينمائيا عام1960- يعد الأديب الوحيد الذي ظلت علاقته مستمرة بالسينما طوال هذه السنوات.. فيما يري أن هناك أعمالا سينمائية التزمت حرفيا بروايات محفوظ, وأعمالا أخري استمدت بعض الشخوص أو الحكايات من إنتاجه الأدبي. وأعطي مثلا علي ذلك بفيلم' بداية ونهاية', الذي أخرجه صلاح أبو سيف عام1960, كأول عمل مأخوذ عن رواية لمحفوظ بالاسم نفسه, مشيرا إلي أن الرواية والفيلم كأنهما يمشيان علي الخط نفسه, دون تغيير ملحوظ في النصين. وعن فيلم' اللص والكلاب', يقول المؤلف إن الرواية المأخوذ عنها بالاسم نفسه هي أول رواية يكتبها محفوظ في مرحلة التحول التي سار فيها علي نهج كتاب الرواية الأمريكيين كإرنست هيمنجواي, حيث يعتمد أكثر علي الحوار, لافتا إلي أن محفوظ وقتها أصبح خبيرا بكتابة السيناريو, ووضع نصب عينيه أنه يكتب روايات أقرب إلي السيناريوهات. وفي اختصام الرواية والسينما, أشار الكاتب إلي أن رائعة محفوظ بين القصرين- بتفاصيلها الأدبية- أمر يختلف تماما عن شبه الملخص الذي رأيناه في الفيلم, حيث تم التركيز علي الجانب السياسي لمناصرة فكرة نجاح ثورة1919. أما أكثر الأعمال السينمائية تأثيرا في أدب نجيب محفوظ, فيأتي فيلم' القاهرة30', حيث يوضح الكاتب أن محفوظ نشر هذا العمل الروائي عام1945 بعنوان' فضيحة في القاهرة', ثم أعيد نشره مرة أخري بعنوان' القاهرة30', في الطبعات الجديدة لها, وهي ظاهرة لم تحدث بأية رواية أخري لمحفوظ. ويخلص المؤلف إلي أن محفوظ كان يؤلف الروايات وعينه علي السينما, مدللا علي ذلك بأن عدد صفحات رواياته في الستينيات أقرب إلي السيناريو السينمائي, كما كان ميله إلي أن تكون هناك شخصية محورية تعيش حالات من التحول الملحوظ, ويرتبط بعضها بالجريمة أو القتل.