تدور بعض أحداث القصة حول الضابطفايز,المتزوج من السيدةكريمة,نعم الزوجة الخلوق لنعم الرجل, ولهما طفلان, ينعمان بحياة هادئة مستقرة, مفعمة بالحب والحنو والرفاهية والسعادة في آن واحد, إلي أن يبعث القدر برسالة سماوية جديدة تضيف للبيت طفلا رضيعا, يجده فايز في الشارع بعد أن وضعته في طريقه أم هاربة من زوجها المجرمعريبة, الذي حاول قتل الطفل انتقاما من زوجته,التي أخذت عليه حكما بالنفقة, واذا بها تتبع الضابط وتستغيث به داخل منزله;هروبا من زوجها المجرم الذي يستكمل مطاردتها وهي تحتضر, بعد أن طعنها بسكين طعنة أودت بحياتها, ولفظت آخر أنفاسها وهي توصي الضابط بتبني رضيعها وتربيته كابن له. يلبي فايز مشيئة الأقدار واستغاثة الأم الراحلة, فيأخذه ويرعاه, ويسميهتاج, ويكبر بعد ذلك عدة سنوات يكاد يلتحق خلالها بعامه الدراسي الأول, داخل أسرة الضابط الحانية, مع أم خلوق تعلمه مباديء, الصدق, والإخلاص, والواجب الوطني, والمحبة, وأخ وأخت يدللانه كأخيهما الأصغر. تتبدل أقدارتاجحين يقترب موعد خروجعريبهمن محبسه بعد أن انقضاء مدة الحكم, ومن ثم يستدعي أخاهعم الطفل, الذي ليس لديه سوابق جنائية مسجلة في صحيفته, ليرفع قضية لاستعادة الطفل وضمه لحضانته, ويحاول فايز التماس روح القانون والترافع أمام عدالة المحكمة بخطاب تدمع له الأعين وترق له القلوب; للحفاظ علي بقاء الطفل بعيدا عن أبيه المجرم; خشية أن يلقنه الإجرام, وحرصا علي نزاهة مستقبله, ولكن مع الأسف تبقي القوانين الصارمة عائقا في طريق انسانيته, وبالفعل يتمكن المجرم من استعادة الطفل الذي تغمره دموع كريمه,الأم الحنون التي ميزته عن طفليها الحقيقيين, فينتزعه ويبدأ في تعليمه السرقة إلي أن يكبر ويصبح اللص عزوز. سميحة شقيقة كريمة متزوجة من الصعيدي الثري عثمان, وهي لا تحترمه ولاتقدره, فقط تزوجته لغناه, ولها منه ابن يدعي زكي, قد دللته, فهو لا يحترم والده المصاب بالسكر, وتهمل زوجته سميحة في علاجه لتعجل بموته; حيث كانت علي علاقة بشاب يراسلها علي عنوان شقيقتها كريمة,فلما علم فايز بالأمر منعها من دخول بيته. أما فايز بك الذي أنعم عليه الملك بالباكوية,وعين مديرا لإصلاحية الأحداث بالجيزة, بدأ في معاملة الأطفال معاملة حسنة, وعلاجهم نفسيا; كي يتخرجوا أفرادا صالحين ينفعون أنفسهم ومجتمعهم, اصبح وكيلا للأمن العام, ومرت الأعوام, وكبر عزوز, وأصبح من عتاة اللصوص, وكبر أخاه السابق فريد فايز وأصبح ضابطا, وكبر زكي ابنة خالته المدلل, وعرف طريق الكباريهات وصادق الراقصة هدي, وسرق ذهب أمه من أجلها, وتقابل مع عزوز الذي إتفق معه علي السطو علي فيلا والده عثمان بك وسرقتها. توصلت تحريات الضابط فريد إلي الخطة, فنصب لهما كمينا داخل الفيلا,وتم محاصرة عزوز وزكي,بينما حاول عريبه قتل فايز, ولكن فجأه يسمع عزوز كلمةتاجمن والده الضابط, فينظر أمامه ليجد ملامح الضابط فريد أخيه سابقا, فتنتفض ذكريات الطفولة لتمر من أمام عينيه, فيطلق النار علي أبيه المجرم عريبه لإنقاذ والد طفولته الحنون فايز باشا. يحاكم كل من ابن الشارععزوز, وابن الذوات المدللزكي, اللذان ساوت بينهما سوء التربية, رغم اختلاف الطبقات, ويتولي فايز باشا الدفاع عنهما, وحكم علي عزوز بخمس سنوات, وعلي زكي بسنتين,ويتقابل فايز باشا مع بعض أطفال الإصلاحية, بعد أن تخرج كل منهم من الجامعة, وأصبح إنسانا صالحا. في رائعة نادرة من روائع المبدع الراحليوسف وهبي الذي جسد لنا دور فايز في فيلمه المميز أولاد الشوارع عام1951 م من تأليف وإخراج وبطولة سبق فيها عصره في التحدث عن قضية أولاد الشوارع وكيفية علاجها, وجدت أنه من الضروري إعادة إلقاء الضوء علي تجربة فنية واقعية, لم تخل جوانبها المتكاملة من حلول توافرت داخل تفاصيل وزوايا الأحداث;لكشف الغطاء عن عوار القوانين واستماتة الإنسانية المجتمعية,مع وجود صحوة تبرز تواجد الحل في انتقاء عناصر العمل داخل دور الرعاية المجتمعية والإصلاحيات, وحتي المدارس, لإحداث طفرة جديدة في التربية, بدلا من الكوارث التي نشهدها في تلك المنشآت الحالية, التي تساعد أكثر في تشريدهم وضياعهم بدلا من رعايتهم.