منذ نشأة الصحافة، ارتكز عمل الصحفي على ركيزتين أساسيتين: الثقافة والموهبة. وهما كانتا كفيلتين بصناعة اسمه وتخليد أثره فى المهنة. ومع تطور الزمن، برزت الحاجة إلى مهارة جديدة هى إتقان اللغات، التى فتحت آفاقًا أوسع أمام الصحفي للاطلاع والتواصل مع مصادر متعددة. ثم جاء عصر الكمبيوتر، فأصبح التعامل معه ضرورة لا تقل أهمية عن القلم والورق فى زمن سابق. واليوم، أضاف الذكاء الاصطناعى بعدًا جديدًا جعل منه أداة أساسية لا غنى عنها. بهذا، يمكن القول إن أدوات الصحفي الحديث تقوم على خمس ركائز: الثقافة، الموهبة، اللغات، الكمبيوتر، والذكاء الاصطناعى. ومن لا يمتلك هذه المهارات أو يعجز عن توظيفها فى عمله، يظل فى موقع نقص مهنى لا يمكن إنكاره. والان يتم استخدام الذكاء الاصطناعى فى الديسك المركزى.واستطيع التأكيد ان الذكاء الاصطناعى ليس بديلًا عن الصحفى، بل مرآة تعكس نصه الأصلى: فإن كان النص قويًا، قدّمه بصياغة أكثر تهذيبًا وجاذبية. وإن كان النص ضعيفًا، فلن يضيف له الكثير سوى بعض التصحيحات أو التحسينات. قد يمنحك الذكاء الاصطناعي عنوانًا أفضل، أو يضيف معلومة قد تغيب عنك، لكنه يظل مساعدًا لا غنى عنه. لن يلغى الصحفى، ولن يُلغيه أحد، بل العكس هو الصحيح: قيمة الصحفى اليوم تُقاس بمدى قدرته على توظيف هذه الأدوات الحديثة فى عمله. فالذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية أو خيارًا، بل أصبح معيارًا لمهارة الصحفى ودليلًا على مرونته وقدرته على مواكبة العصر.