كعادتي.. أكون في مكاني علي شاطئ النيل بين أعمدة اليوص في مكان وجودها الذي هو مكاني, وكعادتي أكون قد قمت بمشواري الطويل.. سيرا علي شاطيء النيل.. من مسافة طويلة.. سيرا.. حتي أصل إلي مكان جلستي المعتادة.. بين أشجار البوص.. وذلك بعد سيري مسافات طويلة.. ذهابا وإيابا مرات عديدة.. تصل إلي أكثر من عشرات المرات سيرا. ذهابا وإيابا.. حتي أجلس بعد ذلك.. بهدوء!! الهدوء.. كان له سبب جديد هذه المرة.. وذلك بسبب هبوط درجة الحرارة.. التي بدأت تظهر.. هذه الأيام التي أنها أصبحت تعلن عن البرد الذي بدأ يزداد!! وفوجئت من وصول صوت آت من أعماق البحر يناديني.. كل سنة وأنت طيب يا صديقي العزيز.. فالشتاء بدأ يظهر.. وأنت تظهر في مكانك العادي.. بعد مشوار حركتك الطويلة.. وكان صوت صديقتي الفراشة.. تجيبني.. وهي قادمة من أعماق البحر!! فقلت لها أنا بحثت عنك كثيرا. وطال انتظاري لك يا صديقتي فقالت. لو كانت لي, كنت رأيتني, فقلت لها ولكنك الآن معي!! فعلا فأنا معك الآن, كل سنة وأنت طيب وأرجوك أن تكون معي.. وأرجوك لا تنسي نفسك بل عد إليها.. عد إلي نفسك, ومعي, عد إلي السينما التي وعدتها بعدم نسيانها, أفق من نوبة الصرع السينمائي حتي لا تفقد ذاتك, وتذكر من أنت, حافظ علي جمهورك.. حافظ علي أيامك.. إنك رسالة ليست ملكا لنفسك.. ولكن أنت ملك لها يا صديقي, قلت لها أنا في حاجة إليك دائما!! قالت.. أنا معك.. طالما أنت في طريق الصواب, وأنا من سأظل وأظهر لك يا صديقي العزيز إلا في نور الصداقة.. وكل عام.. وأنت طيب.. يا أعز الأصدقاء!! وراحت بعيدا تحملها أمواج البحر.. وهي تجيبني.. وقالت أنا لا أظهر إلا في النور.. يا أعز صديق!! وسارت فوق الأمواج بهدوء الأصدقاء!!