فرحة عارمة سادت أرجاء محافظة أسيوط عقب افتتاح أكبر وحدة للعناية المركزة بمستشفي الأطفال والتي تعد من أكبر وحدات العناية المركزة للأطفال علي مستوي الجمهورية والثانية علي مستوي الشرق الأوسط لتنتهي معاناة الصعايدة مع مشقة السفر للقاهرة وقوائم الانتظار التي لا تنتهي في ظل تزايد حالات الأمراض المزمنة بين الأطفال في الصعيد. ويقول خالد سيد خليفة من محافظة سوهاج ووالد احد الأطفال المرضي كنا نعاني مشقة الذهاب إلي القاهرة في ظل عدم توافر أسرة للعناية المركزة بمستشفي سوهاج الجامعي وكذلك وجود قوائم انتظار في مستشفي الأطفال الجامعي بأسيوط وهو ما كان يدعونا للسفر إلي القاهرة لإنقاذ حياة أطفالنا من الموت المحدق الذي يطاردهم في حالة عدم توفر سرير داخل غرفة العناية المركزة. ويضيف حسين عبد الله والد أحد الأطفال المرضي أن نجله يعاني من فشل وخلل بالجهاز التنفسي ومن حين إلي آخر يصاب بنوبة ضيق التنفس ويحتاج إلي الدخول بشكل عاجل إلي العناية المركزة وهو أمر كان صعبا للغاية ولولا تدخل العناية الإلهية لفقدت طفلي خاصة وان إدارة المستشفي لم تكن تملك من الأمر شيئا لعدم قدرتها علي إخراج طفل من العناية دون ان يكتمل علاجه لإدخال طفل آخر ولكن مع افتتاح وحدة العناية الجديدة ستنتهي معاناتنا بتوفير عدد كبير من الأسرة داخلها. من جانبه قال الدكتور أحمد جعيص رئيس جامعة أسيوط أن عناية الأطفال كانت من أكبر التحديدات التي نواجهها من حيث تجهيزها بأحدث المعدات والمستلزمات الطبية التي تخدم الحالات الحرجة من الاطفال. وقال جعيص أن الجامعة لا تألوا جهدا في توفير أقصي سبل الرعاية الصحية لجميع المرضي المترددين علي مستشفيات أسيوط الجامعية إيمانا من الجامعة بدورها في خدمة المنظومة الطبية, فضلا عن رفع كفاءة الخدمة الطبية المقدمة بها إلي جانب المساهمة في تخفيف ألام المرضي, مشيرا إلي أن افتتاح وحدة العناية المركزة للأطفال يأتي في إطار خطط التطوير الشاملة لمستشفيات جامعة أسيوط والتي تسهم في الوصول إلي أعلي نسب شفاء للحالات الحرجة من الأطفال. من جانبه, أوضح الدكتور طارق الجمال نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث ورئيس مجلس إدارة مستشفيات أسيوط الجامعية أن وحدة العناية المركزة للأطفال تعد إنجازا جديدا ونقلة نوعية طبية رائدة تضاف إلي سلسلة الإنجازات المتتالية لمستشفيات أسيوط الجامعية والتي من شأنها الإسهام في مواكبة الأعداد المرتفعة من المرضي والذين يترددون عليها من شتي محافظات الصعيد, وفي هذا الصدد ناشد المسئولين من مختلف الوزارات بضرورة وضع آليات محددة لحل مشكلة نقص التمريض داخل المستشفيات الجامعية والتي تعمل علي إعاقة سير العمل وعدم الاستفادة مما تملكه المستشفيات من طاقة استيعابية كبيرة. وفي السياق ذاته قال الدكتور ماهر مختار مدير مستشفي الأطفال الجامعي إن تكلفة الوحدة الإجمالية بلغت18 مليون جنيه, فيما تبلغ طاقتها الاستيعابية34 سريرا منها سريران لحالات العزل, مشيرا إلي أنه تم تزويدها بأجهزة طبية علي أحدث المواصفات القياسية العالمية للحالات الحرجة من الأطفال ممن يعانون من بعض الأمراض التي تحتاج إلي مراقبة مستمرة و تشمل أمراض فشل الجهاز التنفسي, الغيبوبة, نزيف المخ, ضعف وشلل الأعصاب, التشنجات المستمرة, الغيبوبة الكبدية, نزيف الجهاز الهضمي, الجفاف, الخلل في نسبة الصوديوم والبوتاسيوم في الدم, الغسيل الكلوي, وذلك للأطفال من سن شهر وحتي13 عاما, موضحا أن الوحدة تضم طاقما طبيا متكاملا من أطباء مشرفين وأخرين معالجين ونواب وحكيمات وممرضات, وذلك لتقديم الرعاية الصحية للأطفال علي مدي24 ساعة, مضيفا ان الوحدة لازالت تستقبل تبرعات أهل الخير لسد النقص في بعض الأجهزة والمعدات بها. كان رئيس جامعة أسيوط قد افتتح أمس أكبر وحدة للعناية المركزة بمستشفي الأطفال علي مستوي صعيد مصر, وذلك بعد تجهيزها بأحدث المعدات والمستلزمات الطبية التي تخدم الحالات الحرجة من الأطفال والتي تعد أكبر وحدات العناية المركزة للأطفال علي مستوي الجمهورية والثانية علي مستوي الشرق الأوسط, وذلك ضمن احتفالات جامعة أسيوط بمرور60 عاما علي إنشائها.