أحلام تحت الثري

جلس الصديقان في ركن بأحد المقاهي الشعبية بمنطقة السيدة زينب يتحدثان عن مشاكلهما اليومية وضيق ذات اليد وقدرتهما بالكاد علي الإنفاق علي أسرتيهما يندبان حظهما العثر في عدم كفاية ما يتحصلان عليه من عملهما في تحقيق الإكتفاء الذاتي لهما وسعيهما الدائم للبحث عن عمل إضافي يجلب لهما المال اللازم للمعيشة.
كانت أحوال الاثنين المعيشية لا تسر عدوا أو حبيبا يعودان من أعمالهما الشاقة منهكي القوي لا يكفي المال الذي يتحصلان عليه بمتطلبات واحتياجات أسرتيهما التي تتزايد يوما بعد آخر أثناء حديثهما علي المقهي دار نقاش بينهما عن تجار الآثار الذين تمتلئ جيوبهم بالأموال دون أدني تعب أو مشقة وهما علي النقيض يقبعان في فقر مدقع يعانيا أشد المعاناة..
حلم الاثنان بالعثور ولو علي قطعة أثرية واحدة تغنيهما عن السؤال مدي الحياة وتغير من أحوالهما المادية إلي حياة الرفاهية والرغد مرت عدة ساعات سردا خلالها تجارب بعض معارفهما في البحث والتنقيب عن القطع الآثرية وصعوبة تحقيق ذلك إلا أن هناك بالفعل من استطاع بعد مجهود كبير تحقيق حلمه في الحصول علي البعض منها وتمكن من الوصول إلي الثراء السريع..
بدأت فكرة التنقيب عن الأثار تستحوذ علي تفكيرهما وتسيطر علي كل حواسهما وصارا يبحثان بين معارفهما وأصدقائهما عمن يأخذ بأيديهما إلي هذا العالم حتي اقنعهما أحد الشباب بوجود كنز أثري كبير أسفل منزل أحدهما جحظت عيون الصديقين في أن واحد وانصتا في اهتمام إلي كلمات الشاب التي كانت بمثابة المفتاح السحري لتحقيق حلمهما في الثراء السريع.
قاما الصديقان بالحفر أسفل المنزل خلسة في أوقات متأخرة ليلا حتي لايشعر بهما أحد وتمكنا بالفعل من حفر حفرة بعمق8 أمتار إلا أن سريعا ما تبخرت أحلامهما بعد أن فاحت رائحة حلمهما ووصلت إلي المقدم محمد السيسي رئيس مباحث قسم شرطة السيدة زينب..
كانت معلومات سرية قد وردت إلي المقدم محمد السيسي رئيس مباحث قسم شرطة السيدة زينب مفادها قيام سائق ونجار بالتنقيب عن الآثار بالعقار رقم5 درب الطالوني دائرة القسم ملك الأول.
وبعرض المعلومات علي اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواءان نبيل سليم مدير المباحث الجنائية وحاتم البيباني رئيس مباحث قطاع الغرب باشره العقيد علي نور الدين مفتش مباحث الفرقة ضم ضباط مباحث السيدة زينب لتحديد هوية المتهمين والقبض عليهما.وبتكثيف التحريات تبين أن المتهم الاول يدعي محمد عصام40 سنة سائق والمتهم الثاني يدعي محمد عادل35 سنة نجار عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة وباستهداف العقار تمكن ضباط وحدة مباحث القسم وبصحبتهم القوة المرافقة من ضبطهما في أثناء قيامهما بأعمال حفر داخل العقار وعثر بداخله علي حفره قطرها22 متر بعمق8 أمتار منه سرداب بطول30 مترا وأدوات تنقيب عبارة عن فأس و3 مطارق وأجنة وعتلة حديدية ونظارة اضاءة ومقطف جلد.
وباقتيادهما إلي ديوان القسم ومواجهتهما اقرا بارتكاب الواقعة بقصد التنقيب عن الآثار.تم تحرير محضر للمتهمين وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتهما للنيابة التي تولت التحقيق.