كانت أحوال الثلاثة المعيشية لا تسر عدوا أو حبيبا يعودون من أعمالهم الشاقة منهكين القوي مقابل بضعة جنيهات يوميا لا تفي بمتطلبات واحتياجات أسرهم التي تتزايد يوما بعد الآخر وأثناء حديثهم علي أحد المقاهي دار نقاش بينهم عن تجار الآثار الذين تمتلئ جيوبهم بالأموال دون أدني تعب أو مشقة. حلم الثلاثة بالعثور ولو علي قطعة أثرية واحدة تغنيهم عن السؤال مدي الحياة وتغير من أحوالهم المادية إلي العيش حياة الرفاهية والرغد مرت عدة ساعات سردوا خلالها تجارب بعض معارفهم في البحث والتنقيب عن القطع الأثرية. بدأت فكرة التنقيب عن الآثار تستحوذ علي تفكيرهم وتسيطر علي كل حواسهم وصار الثلاثة يبحثون بين معارفهم وأصدقائهم عمن يأخذ بأيديهم إلي هذا العالم حتي عثروا علي ضالتهم في أحد الشباب يقيم بمنطقة البساتين الذي أخبرهم بوجود كنز أثري كبير أسفل أحد العقارات الكائنة بمنطقة عزبة خير الله بدار السلام جحظت عيون الثلاثة في آن واحد تسيطر عليهم حالة من الذهول والدهشة وأنصتوا في اهتمام إلي كلمات الشاب التي كانت بمثابة المفتاح السحري لتحقيق حلمهم في الثراء السريع. كان اللواء عبد العزيز خضر مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من المقدم أحمد هداية رئيس مباحث قسم دار السلام يفيد بورود معلومات للنقيب أحمد مصلح معاون مباحث القسم بقيام حماد عيد72 سنة ومحمد سعيد27 سنة وسمير حافظ54 سنة وجميعهم عمال ومقيمون بشتيل_ جيزة, ومحمد عبد الشافي31 سنة عاطل ومقيم بمنطقة البساتين والسابق اتهامه في قضية الخليفة سلاح أبيض, بالتنقيب عن الآثار بأحد العقارات الكائنة بعزبة خير الله. علي الفور انتقل ضباط وحدة مباحث القسم وبصحبتهم القوة المرافقة وتمكنوا من ضبطهم أثناء قيامهم بأعمال الحفر داخل العقار, محدثين حفرة بعمق18 مترا وضبطت بحوزتهم أدوات التنقيب. تم تحرير محضر للمتهمين وإحالتهم للنيابة التي تولت التحقيق.