استيقظ العجوز من نومه المتقطع علي غير عادته والتقط سيجارة من العلبة وقام بإشعالها وجلس علي أحد المقاعد داخل غرفته يتذكر ما دار بينه وبين احد اصدقائه من حديث شيق عن تجارة الإثار والتي استطاع من خلالها العديد من معارفهم تحقيق اموال طائلة تعوذههم عن السؤال حتي اصبحوا من اصحاب العقارات والسيارات الفارهة ومر شريط حياته امام عينيه سريعا بحلوه ومره سيطر خلالها عليه حالة من عدم الاقتناع بما كتبه الله ويرواده حلم العثور علي قطعة اثرية ولو واحدة.. خرج الرجل العجوز من مسكنه متوجها الي ورشة النجارة ملكه بعزبة النصر بمنطقة البساتين ينظر بعيون زائغة الي حاله غير راض عن معيشته واوضاعه رغم ما يدره عليه عمله كنجار من دخل استطاع من ورائه تحقيق العديد من المكاسب وتكوين نفسه والانفاق علي اسرته وتدبير الاموال اللازمة لزواج ابنه محمد ورؤية احفاده الصغار الا ان نقمته من حياته الماضية سيطرت علي كل حواسه وافكاره وبدأت تراوده احلام الثراء السريع رغم بلوغه من العمر أرذله. حاول الرجل السبيعني ان يبحث عن ضالته في العثور علي اي قطعة اثرية وبدأ يجالس ويتواصل مع تجار الآثار يعرف منهم خبايا وأسرار تجارتهم والطرق والاساليب التي يتبعونها ويعلمون من خلالها بوجود إثر من عدمه حتي اصبح علي دراية كبيرة في مجال التنقيب عن الاثار و شاع وسط أهالي العزبة تعلقه وحبه الشديد وشغفه بها وساورته الشكوك ان منزله يقبع أسفله كنز اثري. وفي أحد الأيام إصطحبه احد اصدقائه الي شيخ كبير معروف عنه المامه بالاماكن التي بها اثار مدفونة والذي اقنعه بأن منزله يعوم علي بركة من الاثار تأكدت معها شكوكه بدأ العجوز يراوده حلم التنقيب والعثور عليها الا انه كان بحاجه الي من يساعده ويكون كاتما للسر فلم يجد سوي نجله وشقيقه اللذين قاسيا كثيرا معه في حرفة النجارة وعرض عليهما فكرته ولاقت استحسانهم بعد ان اوهمهما بالاموال التي ستغدق عليهما واستعانا الثلاثة بإحد العمال لمساعدتهم في الحفر حتي تكتمل المنظومة اللازمة لاستخراج الكنز الا ان احلامهم في الثراء السريع لم تكتمل بعد ان تم القاء القبض عليهم اثناء قيامهم بأعمال الحفر داخل العقار محدثين حفرة بعمق6 أمتار وبحوزتهم ماكينة شفط مياه و شنيور كهربائي و عتلة حديدية و منشار خشبي وسلك كانت معلومات قد وردت الي النقيبين محمود قمحاوي واحمد شبايك الضابطين بالقسم بقيام حسن م70 سنة وشقيقة محمد65 سنة ونجل الأول محمد40 سنة وجميعهم نجاران ومقيمون بعزبة النصر و محمد41 سنة عامل ومقيم بمنطقة المطرية بالتنقيب عن الآثار داخل منزلهم بعزبة النصر مقابر اليهود دائرة القسم. بعرض المعلومات علي اللواء هشام العراقي مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة امر بتشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواءان محمود خلاف نائب مدير المباحث وعبد العزيز خضر مدير ادارة المباحث الجنائية باشره اللواء هشام لطفي رئيس مباحث قطاع الجنوب ضم ضباط مباحث فرقة الجنوب بقيادة العقيد هشام جمعة مفتش المباحث. علي الفور انتقل المقدم وائل غانم رئيس مباحث القسم وبصحبته القوة المرافقة وتمكن من ضبطهم اثناء قيامهم بأعمال الحفر داخل العقار محدثين حفرة بعمق6 أمتار وبحوزتهم ماكينة شفط مياه شنيور كهربائي, وعتلة حديدية منشار خشبي, سلك بمواجهتهم أمام العقيد اشرف عبد العزيز مأمورقسم البساتين اقروا بالتنقيب عن الآثار. تم تحرير محضر للمتهمين وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد اول الوزير لأمن القاهرة امر بإحالتهم للنيابة التي تولت التحقيق.