خطف النجم محمد سعد الأنظار بعد أن خرج من عباءة الكوميديا وأظهر موهبته وقدراته التمثيلية العالية في فيلم الكنز مع شخصية بشر الذي اختاره المخرج شريف عرفة لتجسيدها مع كوكبة من النجوم المشاركين في بطولة الفيلم, وفي حواره مع الأهرام المسائي قال سعد إن هذه الشخصية أنقذته من فخ التكرار, ومنحته الفرصة التي كان ينتظرها ليثبت أنه قادر علي تقديم كل الألوان وينتظر عرض الجزء الثاني من الفيلم الذي يتوقع له نجاحا أكبر من الجزء الأول.. هل توقعت نجاح شخصية بشر في فيلم الكنز؟ لم يكن توقع وإنما تمني أن يوفقنا الله ويحقق الفيلم كله النجاح فعندما أكون فردا في مجموعة فهذا النجاح سيعم علينا جميعا, كنت أدعو الله أن يظهر العمل بشكل جيد ومرض للمخرج والمنتج والسيناريست وأعتقد أن الجمهور والنقاد استمتعوا بالفيلم وأحمد الله علي هذا. لماذا اختارك المخرج شريف عرفة في هذا الدور رغم أنه بعيد عن الشخصيات التي قدمتها في أفلامك السابقة؟ شريف عرفة من المخرجين الذين بدأت احتراف الفن معهم, وشاركت معه في بطولة مسرحية كعب عالي أمام الفنانة يسرا وحسين فهمي ووحيد سيف وصديقي وأخويا رحمة الله عليه علاء ولي الدين, لذلك تمتد علاقتنا لسنوات طويلة, وعندما رشحني المؤلف أحمد عبد الله بقوة لفيلم الناظر أثني شريف عرفة علي هذا الترشيح ومنحني فرصة مهمة في الفيلم لأنه كان يعرفني من المسرح ويعرف إمكانياتي وقدراتي وربنا كرمني بالنجاح, وأثناء التحضير لفيلم الكنز قال لي إنه اختارني لشخصية بشر عندما شاهدني أجسد شخصية كاسيوس في مسرحية يوليوس قيصر لشكسبير في برنامج وش السعد ومع تامر أمين, ثم مرة أخري مع خيري رمضان, مشيرا إلي أن شخصية كاسيوس هي التي كان يريدها في بشر, وطمأنني بأنه سيعمل معي علي تحضيرات الشخصية ونطورها خلال البروفات, وأثناء البروفات الأولية أعجب بأدائي وتوالت بعدها الأحداث. هل تعتبر بشر المنقذ لك من فخ الشخصيات المكررة؟ بلا شك هذه الشخصية هي المنقذ, انتظرت هذه النقلة المختلفة وتمنيتها لسنوات طويلة, ولكن لم يكن من الممكن أن أقدمها بشكل عشوائي أو سطحي لأنها نقلة مصيرية في حياتي, وتطلبت تركيزا ودراسة جيدة, وأحمد الله أني حصلت عليها في النهاية علي يد المخرج شريف عرفة وإنتاج وليد صبري والسيناريست عبد الرحيم كمال. ألم تجد طوال الفترة الماضية سيناريو جيدا يحقق لك ذلك؟ للأسف لا, لم يسعدني الحظ, ولو كنت وجدته مبكرا لأقدمت علي هذه الخطوة من فترة طويلة لأن الكثيرين طلبوا مني التغيير, خاصة بعد فيلم اللي بالي بالك لأنهم كانوا يريدون رؤية الجانب الآخر من شخصية محمد سعد الممثل بعد أن أعجبهم أدائي في المشاهد التراجيدية, ولا أري أنها تأخرت فكل شيء يأتي في موعده, وقد جاءتني الفرصة في وقتها المناسب, لتخرجني من الشخصيات التي قدمتها من قبل وإن كانت هذه الشخصيات هي التي صنعت محمد سعد وأضحكت الجمهور علي مدار15 سنة, ولكن الجمهور كان يريد أيضا رؤية جانب آخر. وطالما أنك كنت تكره تكرار الشخصيات, لماذا لم تستخدم نجوميتك وتطلب ورقا مختلفا؟ الحقيقة هي أنها كانت طلبات المنتج, فالمنتج يتعاقد مع محمد سعد الكوميديان ليضمن شباك التذاكر وحب الناس بالضحك والإيفيهات, فالمنتج يلعب علي المضمون, ولكني في أغلب أفلامي وعلي مدار ال15 عاما, لم يكن لدي فيلم بدون مشهد تراجيدي يظهر موهبتي في التمثيل, بحيث ألمس هذه المنطقة من بعيد, وهو ما جعل الجمهور والنقاد والصحفيين يحكمون علي محمد سعد أنه ممثل جيد ويتساءلون دائما متي سيخرج من عباءة الكوميديا, وأذكر أن طارق الشناوي في لقاء له بعد عرض فيلم كركر الذي كان ينتهي بمشهد تراجيدي مع رجاء الجداوي وحسن حسني أقول فيه أنتوا عاوزين فلوس وأنا عاوز أهل, فعلق الشناوي عليه بأن هذا هو محمد سعد الذي يختبئ عنا ولا أعرف لماذا لا يريد إظهاره, ولم يكن يدرك أنني لم أجد المساحة الكافية التي أستطيع فيها أن ألعب هذه النوعية باطمئنان فلم أكن وجدت السيناريو المناسب الذي يساعدني, وكما يعرفني الجمهور ككوميديان جيد ويشيدون بي أريدهم أن يشيدوا بأدائي في التراجيدي وهو ما حدث في شخصية بشر. والآن ما المسار الذي ستختاره لنفسك في المرحلة المقبلة؟ لا شك أن صناع السينما والفن أعينهم علي نجوم الفن, وبالتأكيد يتابعون هذا التحول ويدركون أني دخلت هذه المنطقة وأحبها الجمهور, هناك منتجون يحبونني في شخصية تشبه بشر تحمل عمقا وقصة ومنتجين آخرين يرونني في الكوميديا التي أثبت نفسي فيها, كما أثبت نفسي مؤخرا في التراجيدي, لهذا أصبحت مستعدا الآن للاثنين المهم أن يكون السيناريو مكتوب بشكل جيد وليس لدي مانع من الاستمرار في المسارين, فالسيناريست يكتب عمله دون التقيد بالكوميديا أو التراجيديا لأن بعد هذا الفيلم محمد سعد أصبح يلعب في كل المناطق, والكرة الآن في ملعب المؤلفين والمنتجين. وكيف تري تجربة البطولة الجماعية بعدما كنت تتصدر البطولة الأولي, وهل سيغير من حسابات المنتجين وحساباتك؟ أوافق علي البطولة الجماعية طالما أنها مع شريف عرفة وتعتمد علي سيناريو جيد مثل الذي قدمناه ومع مجموعة مميزة, لأنها تشبه مباراة كأس العالم بنجوم محترفين وهذا يظهر تميز كل منا عن الآخر, والحكم في النهاية للجمهور, أحمد رزق قدم دورا جيدا وكانت تجمعنا كيمياء أمام الكاميرا, وهند صبري رائعة, والجزء الثاني من الفيلم سيشبع الجمهور وكل منا سيظهر أفضل ما لديه. مع احترامنا للفنان محمد رمضان ولكنه دائما ما يروج لنفسه بأنه البطل الأوحد في الفيلم, ما تعليقك علي ذلك؟ الجمهور هو الحكم, سواء المشاهدون أو النقاد والصحفيون, والجمهور قال كلمته, لا أركز في هذه الأمور بل ما يهمني هو رأي الجمهور والترتيب الذي يضعني فيه بعد مشاهدة الفيلم, فالممثل يجبر الجمهور علي تصنيفه رقم واحد أو اثنين أو ثلاثة ولدي هذه القناعة منذ فترة طويلة, حيث لم أجبر شريف عرفة في فيلم الناظر علي كتابة اسمي بالنجم الصاعد رغم أنه لم يكن أحد يعرفني سوي أهلي في البيت, ولكن ما جعله يكتب ذلك تميز شخصية اللمبي في الفيلم علي الرغم من أن علاء ولي الدين هو البطل وأداؤه مميز في شخصية الابن والأم التي تعتبر من أجمل الشخصيات في السينما المصرية, المتفرج هو الذي يصنع الأفيش والنجومية ويضع ترتيب الأسماء. أيعني هذا أنك لا تتحكم في ترتيب اسمك علي التتر أو الأفيش؟ بعض الأمور بديهية ولا يجوز أن نتحدث فيها فكل منا له تاريخه واسمه فمثلا إذا شاركت في فيلم مع الزعيم عادل إمام لا يجوز أن أقف أمام المنتج لأتحدث عن ترتيب اسمي فهناك معايير كثيرة تحكم هذه الأمور مثل التاريخ وقدر النجومية, فمثلا في الصحافة لا يجوز أن أصعد شخصا تحت التمرين علي شخص آخر يعمل منذ سنين والناس عندها نظر ولكل مقام مقال, وكتابة الاسم علي الأفيش تعتبر شكليات وخاصة في الأعمال الكبيرة, فالحكم للجمهور والاسم يصنعه الفنان بعمله وليس بالترتيب أو حجم الخط, والعمل هو الذي يبقي وليس ترتيب الاسم, فمثلا عندما نتذكر فيلم الرجل الثاني لا نتذكر ترتيب اسم كل واحد من الأبطال ولكن نتذكر تميز كل واحد منهم في دوره. وماذا عن ملامح الجزء الثاني من فيلم الكنز؟ انتهينا من تصوير الجزء الثاني, نظرا لضخامة الفيلم, قام المخرج شريف عرفة بتصوير الفيلمين مرة واحدة, وقام بعمل رائع جدا ومعه كل النجوم وسيستمتع الجمهور بالجزء الثاني مع تطور الأحداث وتصاعد الحكاية وسيكون أقوي من الجزء الأول بكثير لأنه يحمل نهايات, ولا أستطيع أن أفصح عن تفاصيله الآن اتركها للجمهور للاستمتاع بها. ومن وجهة نظرك ما هي الحاجة لتقديم جزء ثان من الفيلم؟ الفيلم مدته روائيا طويلة ويتحدث عن تاريخ مصر والحقب السياسية والفنية وهو دراما اجتماعية ومليء بالأحداث, الجزء الأول كانت مدته3 ساعات والجزء الثاني ساعتين, لذلك إجمالي مدة الفيلم5 ساعات وهي مدة طويلة جدا إذا قدمناها في فيلم واحد, لهذا قام شريف عرفة بتصويره كاملا ثم قسمه إلي جزءين حتي يستطيع الناس مشاهدته والاستمتاع به. ومتي يتم طرح الجزء الثاني في دور العرض؟ من المحتمل أن يبدأ عرضه في إجازة نصف العام. هل ظلم الفيلم في رأيك في شباك التذاكر وهل أنت راض عن الإيرادات؟ بالعكس لم يظلم أبدا, وحقق إيرادات مرتفعة جدا بالنسبة لطبيعته, خاصة وأن مدته3 ساعات متواصلة, لهذا فصموده في سباك التذاكر مقارنة بأفلام أخري تعرض في أربع حفلات يعتبر إنجازا, لأنه من الممكن القول إننا ننافس بنصف فيلم وليس فيلما كاملا وهذا شرف لي, وأتوقع أن يحقق الجزء الثاني إيرادات أعلي, فكل واحد علي قدر أكلته كما يقولون, الفيلم جسمه كبير وسيأكل السوق, فبجمع إيرادات الجزءين الأول والثاني يكون الفيلم حقق إيرادات مرتفعة جدا. كانت بدايتك في المسرح قوية للغاية فما سر ابتعادك عنه؟ لم يعد المسرح موجودا بمعناه الحقيقي, كما تعودنا عليه من عصام إمام وعماد الباشا وكل المنتجين المميزين في القطاع الخاص, فهم ارتقوا بالمسرح من حيث الاستعراضات والاستعانة بكبار النجوم, المسرح الحقيقي هو بتاع زمان والذي كان ينتظره الجمهور ويدخله بالملابس الرسمية, وحضرت ذلك مع عصام إمام في مسرحية رد قرضي, وكان الجمهور يحضر لمشاهدة العرض بالسواريهات والبدل الرسمية, والسياح يحضرون بالطائرة خصيصا لمشاهدة المسرحية ثم العودة لبلادهم, المسرح الحقيقي لم يعد موجودا حاليا ولكن هناك حركة فنية من خلال أشرف عبد الباقي ومجموعة مسرح مصر, وهذه الحركة ستأتي لها الفرصة لتقديم الشكل الذي كنا نشاهده في الماضي وأتمني أن نصل لأيام سيدتي الجميلة وأنا فين وأنتي فين وأنا وهو وهي والأعمال العظيمة. ومتي ستعود للمسرح؟ أقرأ حاليا عددا من السيناريوهات والنصوص المسرحية, ولكني أبحث عن عمل جديد وشخصية تكتسب حب الناس سواء كانت مثل بشر أو كوميدية, وأنا في مرحلة القراءة حاليا وهي مهمة للغاية حتي أحقق المعادلة وأقدم للجمهور ما يريد أن يراه مني. أيعني هذا أنك تفكر جديا في العودة للمسرح؟ بالطبع ولدي نصوص أقرأها وما يستحق أن ألقي نظرة عليه أعقد اجتماعات وجلسات عمل للمناقشة مع الفريق. وهل ستعود من خلال المسرح الخاص أو مسرح الدولة؟ عرضت مسرحية في السعودية بعنوان صبح صبح إخراج د.أشرف زكي, وحققت ردود أفعال جيدة وقوية في الرياض, وتم استقبالنا في السفارة, ولكن د.أشرف لم يعلن عن افتتاحها في مصر بشكل رسمي, نظرا لانشغاله بمسئولياته كنقيب للممثلين, ومن المقرر أن نستأنفها عقب تفرغه فما تزال لدينا عروض كثيرة لتقديمها في الدماموجدة ولدي عدد من الالتزامات التي أريد أن أنهيها حتي أتفرغ لها. وهل ستقدمها في مصر خلال الفترة المقبلة؟ وما المانع, طبعا ولكني أحتاج للتفرغ لها. وما تقييمك لتجربة وش السعد, وهل تعتبر نفسك مذيعا أو مؤديا علي الشاشة؟ بعض الناس اختلط عليهم الأمر, لأنني لم أقدم وش السعد كبرنامج وقدمت أغنية قلت فيها إننا نقدم مسرحا وليس برنامجا وقلدت يوسف وهبي, ولكن المسرح كان غريبا كما يقدم في الخارج, وأردت أن أجرب الفورمات الخواجة مع الناس والحمد لله نجحت لأننا قدمنا مسرحا وسينما في نفس الوقت, وقدمت عددا من الشخصيات مثل هاملت والجزار وغيرها, لا أستطيع أن أقدم برنامجا وشو مثل برنامج باسم يوسف, المسرح فعل ورد فعل والجمهور كان حقيقيا بتذاكر مباعة وكانت الحلقات كاملة العدد, لهذا أعتبره مسرحا وليس برنامجا. ولماذا لم تستكمل حلقاته؟ ليشتاق لي الجمهور, وحتي لا أفقد محبتي في قلوبهم, أردت أن أكون ضيفا خفيفا, ولا أقدم30 حلقة كاملة لهذا اتفقت مع فريق العمل علي تقديم13 حلقة فقط, وكان مقررا تقديم26 حلقة ولكن بعدما حققت ال13 حلقة نجاحا كبيرا قررت عدم استكمال الباقي وحمدت الله علي هذا, ووصلتنا ردود فعل قوية وخاصة علي حلقة الأم بعد تركها في دار مسنين للفنانة ميمي جمال, فهذه الحلقة لمست قلوبنا جميعا وتفاعل معها الجمهور للغاية وهذا هو المهم طالما وصلت رسالتنا. هل ستكرر هذه التجربة مرة أخري؟ مستعد لذلك وإذا عرض علي تقديم جزء ثان من وش السعد سأقدمه علي الفور, ولكن لابد من الإعداد له بشكل جيد, لأني لم أكن أدرك أنه يحتاج لمجهود كبير, لأن الورق لم يكن معدا بشكل جيد وكنا نعمل ونعدل علي الهواء لهذا اكتفيت ب13 حلقة.