محمد هنيدى فنان كوميدى من طراز رفيع، فى كل عام يحاول تقديم نفسه فى شكل جديد، وهذا العام اختار البطالة ليعالجها من خلال فيلمه الجديد «فرصة سعيدة» يحاول تقديم شكل كوميدى للأزمة التى يعيشها الشباب المصرى. «هنيدى» يحاول أن يسير بخطى ثابتة فى كل عمل يقدمه، نجاحه على مستوى التليفزيون والمسرح والسينما جعله يخوض تجربة جديدة أعادت اكتشافه فى فوازير «مسلسليكو»، روح كوميدية فرضها على حلقات فوازيره التى جذبت انتباه الجمهور فى رمضان الماضى وأخرجته من المنافسة من الشكل التقليدى الذي قدمته مع شيريهان ونيللى.. حاورناه عن فيلمه والجزء الثانى من الفوازير التى ينوى تقديمها العام القادم. متى سيعرض فيلم «فرصة سعيدة»؟ - للأسف الظروف السياسية تسببت فى تأخير التصوير خاصة أن العمل تصويره ليلا وأتمنى أن يلحق العرض فى موسم نصف العام وإلا سنضطر الى تأجيله لموسم الصيف، وسنبدأ خلال أيام تصوير مشاهد الفيلم بالتعاون مع المؤلف عمرو سمير عاطف والمخرج وائل إحسان وأتمنى أن ينال العمل نجاح فيلم «تيتة رهيبة» آخر أعمالى مع إحسان. كيف ترى العمل مع عمرو سمير عاطف؟ - «فرصة سعيدة» هو أول تعاون بيننا، وهو مؤلف «شاطر» له رؤية فنية مغايرة وعندما عرض علي السيناريو أعجبنى كثيرا خاصة أنه يتناول قضية مهمة فى المجتمع وهى البطالة التى زادت علي ال60 فى المائة من الشعب المصرى ولكن بشكل كوميدى من خلال شاب وعلاقاته بأصدقائه يعانون من ذلك، وأنا محظوظ لأن كل الكتاب الذين عملت معهم كانوا مميزين والعمل الجيد هو الذى يظهر منذ بدايته فى السيناريو. السوق السينمائية الآن تعانى معايير مختلفة عما تعودنا عليها ما السبب فى رأيك؟ - للأسف العامان الماضيان سوق السينما توقفت نهائيا، ولم يكن هناك إنتاج، وزاد الأمر سواء حظر التجوال حيث أصبح من الصعب على المنتج أن يشارك بعمل تكلفته عالية ولا يجمع ربع إيراداته وهذا ما أدى لاختلاف الأعمال المقدمة، لكن بمجرد سعى الفنانين لتقديم أعمال مختلفة تحمل موضوعات جيدة أعتقد أن السينما ستعود كما كانت بالإضافة الى أن مصر تعانى وضعا مرتبكا وهذا يؤثر على كل شيء فيها. هل تنوى تقديم جزء ثان من فوازير «مسلسليكو»؟ - سعدت للغاية بردود الفعل التى جاءتني علي الجزء الأول من الفوازير، ونلت عنها ما أتمناه وأكثر لأننى أرهقت لتقديمها فى ظل ضيق الوقت وتقديم 30 شخصية من مسلسلات مختلفة فأخذت وقتا طويلا فى التجهيز ولكننى وجدت الأسرة والأطفال يرددون الأغانى، ورغم الظروف الصعبة فإن الجمهور تذكر أنها طقس رمضانى وحاول الاستمتاع بها، ولذا يمكن أن أقدمها مرة أخرى ولكن عند توافر فكرة جيدة وجديدة وهذا يحتاج الي مبكر فى التصوير. تقديم الفوازير مغامرة صعبة لأنها تهدد نجومية الفنان الذى يقدمها؟ أى عمل جديد مغامرة بالنسبة لى، لكننى دائما أحاول أن أقيس معايير النجاح، بالسيناريو الجيد وفريق العمل وهو ما وجدته مع الشاعر أيمن بهجت قمر الذى كتب كوميديا محترمة، ووجدت إنتاجا سخيا وإخراجا متميزا لأحمد المهدى بالإضافة الى أغان وموسيقى رائعة وملابس منى التونسى التى اهتمت بكل التفاصيل، بالإضافة الى ان الاستعراضات كانت قوية فأرسلنا الرقصات لفرقة باليه اسطنبول تم تدريبهن عليها وجاءوا مصر جاهزين لها وهو ما وفر كثيرا فى الوقت خاصة أننا بدأنا التصوير متأخرا واستمررنا حتى الأيام الأخيرة فى شهر رمضان، أيضا أنا لم أقدم فوازير نيللى وشيريهان لكن كانت رؤيتى أنها حلقات كوميدية لمسلسلات تراجيدية، وجذبنى أننى سألعب أكثر من شخصية وبالتالى فأنا خارج المقارنة مع أى عمل قدم من قبلى. فى كل شخصية قدمتها كانت بها روح هنيدى بأدواره المعروفة فهل تعمدت ذلك؟ - لم أتعمد فرض شخصيات قدمتها من قبل فى الفوازير فرغم أن بعض المشاهد ظهر عليها أداء «الخالة نوسة» أو شخصية «عندليب الدقى»، لكن كان هدفى عدم تقليد أبطال العمل كنت ألعب الشخصية بروحى، فأنا لا أجيد تقليد الشخصيات لكنى أفرض شخصيتى على ما أقدمه. على أى أساس اخترته؟ - الفكرة أتت من مسلسل «حريم السلطان»، عندما شاهدت العمل تخيلت ماذا لو أن شخصية «سليمان وهيام» كوميديين ماذا سيكون رد فعل الجمهور، وبالفعل اخترت مسلسلات تراجيدية على أساس تجذب الجمهور ليعرفوا كيف تقدم شخصيات مثل «سليمان» أو «مندور ابو الدهب» فى حدائق الشيطان أو آدم أو غيرها بشكل كوميدى ساخر، واعتمدت فى اختيارى علي شخصيات أحبها وأثرت فى على المستوى الشخصى وتقديمها بشكل كوميدى ووجدنا اكثر من 50 مسلسلا واخترنا من بينها 30 شخصية صعبة، والشخصيات كانت مجهدة للغاية وساعدنى بهجت قمر فى كتابة حوار ساخر. استعنت بضيوف شرف كثيرة وكان أبرزها شخصيات شاركت فى المسلسلات التى قدمتها نفسها، لماذا ؟ - أردت أن أقدم شيئا جديدا بإشراك عنصر مشترك بين أصل العمل وتقديم نسخة أخرى منه الى جانب استمتاعى الشخصى بالعمل مع أصدقائى، والفوازير كانت معدة أن يشارك فى كل حلقة أحد ابطال المسلسل الأصلى لكن للأسف أغلب الفنانين كانوا يصورون مسلسلاتهم، وكل الفنانين الذين شاركونى العمل كانوا يشاركون بحب ومنهم ريم الباردوى وحسناء سيف الدين وماجد المصرى ودعاء طعيمة وناهد السباعى وتقبلوا التغيير الذى أردنا تقديمه فى الفوازير وقدموا أدوارهم بشكل كوميدى، وللأسف الفنانة يسرا كانت ستشارك بدورى الملكة الأم فى حريم السلطان، والملكة كليوباترا وحزنت لعدم توافق تصوير مسلسلها «نكذب لو قلنا ما بنحبش» مع توقيت التصوير. ولماذا قررت غناء تتر الفوازير ولم تقدم رقصات مع الفرقة؟ - تقديم الفوازير لها معايير خاصة أنا أحب الغناء فقررت أن أغنى الاستعراضات والتتر، ولكن التدريب على أكثر من 60 رقصة فى الفوازير كان صعبا لضيق الوقت خاصة أن مؤدي الرقصات مدربون فى الأساس. ماذا تمثل الفوازير بالنسبة لك؟ - هى إعادة اكتشاف لى لأن كل شخصية قدمتها هى بمثابة عمل متكامل، فالجمهور رآنى فى 30 شخصية لم يرونى فيها من قبل، فشخصية «كريم» فى المسلسل التركى «فاطمة»، وشخصية المعلم فى الباطنية، وشخصية رجل الأعمال، وشخصية الحرامى والنصاب وكثير من الشخصيات التى لم أفكر فى تقديمها أساسا حيث اكتشفنى الجمهور من خلال الفوازير بشكل جديد. لماذا لم تشارك فى مسلسل آخر بعد «رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة»؟ - من العام الماضى قررت عدم خوض الدراما التليفزيونية مرة أخرى الآن لأن مسلسل «رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة» أرهقنى جسديا ونفسيا وأخذ أكثر من 6 أشهر فى تصويره حرمنى من تقديم أى عمل سينمائى، حتى جاءت فكرة الفوازير ووجدت أن فيها 30 مسلسلا متكاملا ورغم أنها مرهقة لكنى وجدتها فكرة جديدة. دائما ترفض الحديث فى السياسة، لكن بشكل عام كيف تقيم الوضع فى مصر الآن؟ - مصر تنهض من جديد، وتحتاج من الجميع أن يعمل، فالفترة التى مرت بها مصر عصيبة للغاية، لكن أنقذها الله يوم 30 يونية الذى أخرج مصر من ممر مظلم بإرادة شعب واثق فى أن الله سوف يقف بجوارها للنهاية، وأعتقد أننا نسير الى الخير وكل ما يحدث الآن هو تطور طبيعى للخروج من حالة الكبت التى عاشتها مصر من قبل وأنا متفائل بالمستقبل لأن مصر عليها حارس.