حلم كثيرا باليوم الذي يشاهد فيه أبناءه في أعلي المناصب وبذل كل ما في وسعه لتحقيق حلمه الذي ظل يراوده أكثر من عشرين سنة فكانت سعادة أنور عامل مسجد بإحدي قري مركز شبين القناطر تزداد يوما بعد الآخر كلما شاهد ابنيه أحمد وعبد الله يكبران أمام عينيه ويتقدمان في الدراسة.. ظل الرجل الأربعيني يحلم بتحقيق حلمه حيث انفق علي أولاده كل ما يملك ولكن أحلامه بدأت تبدد سريعا عندما شاهد ابنه الأكبر أنور وهو في المرحلة الإعدادية يشعل سيجارة حيث قام بتعنيفه وحرمانه من الأموال لبعض الوقت حيث نفذ بالفعل تهديده ولكن كانت نتيجته عكسية فزاد عناد الابن. حاول الأب كثيرا تقويم سلوك ابنه بشتي الطرق ولكنه كان يزداد في غيه خاصة بعد مرافقة أصدقاء السوء بالمنطقة التي يقطن بها وقضائه أغلب الوقت رفقتهم أهمل بعدها في دراسته حيث حاول والده تلقينه صنعة تكون عوضا عن التعليم يستطيع من خلالها الإنفاق علي نفسه وتكوين أسرة في المستقبل.. تنقل الابن بين العديد من الورش المنتشرة بمنطقة شبين القناطر ولكنه لم يتقن أيا منها بسبب انغماسه وسط أصدقاء السوء إذ انجرفت قدماه نحو السقوط في براثن تعاطي المواد المخدرة والتي حلت علي رأس والده كالصاعقة قام علي إثرها منعه من الذهاب للعمل وحبسه بالمنزل لحين شفائه. وبمرور الوقت علي الابن المدمن زاد في إدمانه ورفض الانصياع لأوامر والده بالامتناع عن تعاطي المخدرات فلم يجد الأب غير طريقة واحدة للتخلص منه حيث سكب عليه البنزين وترك وحيدا بالمنزل. بدأت تفاصيل الواقعة تتكشف بتلقي الرائد محمد عبد الله رئيس مباحث شبن القناطر بلاغا من الأهالي باندلاع حريق داخل منزل بمنطقة عرب جهينة ووجود مصابين وبانتقال رجال الحماية المدنية تم اخماد الحريق بمساعدة الأهالي. وبإخطار اللواء محمد الألفي مدير إدارة البحث الجنائي تم إخطار اللواء محمد الحمزاوي مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية الذي أمر بسرعة كشف غموض الواقعة. وبانتقال رجال الباحث بقيادة العقيد عبد الله جلال رئيس فرع البحث الجنائي بالخانكة تبين أن الحريق شب بمنزل ملك أنور صابر46 سنة عامل بمسجد بمديرية الأوقاف بالقليوبية ونجم عن ذلك إصابة ابنه أحمد20 سنة عاطل بحروق من الدرجة الثانية والثالثة بالوجه واليدين وتم نقله لمستشفي بنها الجامعي. وبإجراءات التحريات جاءت أقوال المجني عليه لتفجر مفاجأة حيث اتهم والده بإلقاء مادة سريعة الاشتعال بنزين تجاهه وإضرام النيران به وتركه بالمنزل للموت. حيث قام رجال الأمن بالقبض علي المتهم وبمواجهته بأقوال ابنه المصاب اعترف بارتكاب الواقعة وذلك لأن ابنه مدمن مخدرات وأضاف أنه حاول كثيرا منعه من تعاطيها وعلاجه ولكنه كان مصرا علي ذلك وكان يقوم بسرقة الأموال ليتمكن من شراء المخدرات وتعدي عليه أكثر من مرة فقرر التخلص منه وبسؤال شقيق المصاب عبد الله18 سنة طالب أيد أقوال والده. تم تحرير المحضر اللازم وإحالة الواقعة إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق.