المخدرات آفة تهدد المجتمع المصرى، والتى انتشرت بصورة مخيفة فى الآونة الأخيرة، وهنا يستحضرنا سؤال: أين دور الأسرة والتى تركت فلذات أكبادها تسير على درب تعاطى المخدرات؟.. وهى تعلم تمام العلم بأنهم مدمنون. وتكون النهاية كارثة، شاب يعتاد إهانة وضرب والده ووالدته، من أجل الإنفاق على المخدرات، وأب يأس من إصلاح ابنه فيقدم على قتله، هذا ما حدث مع الشاب محمود 20 سنة، ووالده محمد 53 سنة مزارع بمركز مغاغة شمال المنيا. حيث أقدم أب على قتل ابنه، بوضع شال حول رقبته وشنقه حتي الموت، وادعي انتحاره لإدمانه المواد المخدرة والتعدى عليه وعلى والدته بالسب والضرب بالمنيا . وسألت النيابة محمد محمود، الأب القاتل، وقرر اكتشافه وفاة ابنه داخل إحدي غرف شقته منتحرا ولم يتهم أحدا بالتسبب في وفاته وعلل ذلك بالحالة النفسية التي كان عليها عقب عودته من الخارج. وبمناظرة الجثة، تبين التفاف شال من الصوف حول رقبته، وبتوقيع الكشف الطبي علي الجثة بمعرفة مفتش الصحة، أكد وجود إصابات ظاهرية بالجسم وأرجع سبب الوفاة «اسفكسيا الخنق». وكشفت التحريات كذب ادعاء الأب وأنه وراء ارتكاب الواقعة وبتضييق الخناق على والده، اعترف تفصيليا بقيامه بقتل نجله. التقت «الوفد» الأب، الذى أقر بقيامه بخنق ابنه بالشال، وقال إن ابنه سيئ السير والسلوك، ومدمن تعاطى المواد المخدرة، مما جعله دائم التعدى عليه وعلى والدته بالقول والضرب ويصمت لحظات وعيونه تملؤها الدموع، وأن ابنه يوم الواقعة عاد إلى المنزل فى وقت متأخر من الليل وانهال عليه بالسب، وحاول التعدي عليه وطرده من المنزل إذا لم يعط له ما يحتاج من نقود لشراء المخدرات، وقام بوضع شال صوف حول رقبته وسحبه به إلى أعلى السلم وإدخاله شقته، فى الطابق الثانى، ورغبة منى فى التخلص منه أطبقت بقوة على الشال حول رقبته حتى فارق الحياة، لم يكن أمامى غير قتله حتى نتخلص من العار، أنا عارف إن القتل مش حل، وأنا ندمان ده مهما كان ابنى من صلبى، وهفضل طول عمرى ندمان على قتله، لكن فى لحظة واحدة معرفتش غير إنى لازم أقتله وأستريح من مشاكله وأنا راضى بحكم الله وقضائه. كان اللواء أسامة متولي مدير أمن المنيا، قد تلقى إخطاراً من مأمور مركز شرطة مغاغة، بتلقيه بلاغاً من المستشفي العام، بوصول محمود محمد محمد عمار 20 سنة، جثة هامدة، وبإجراء الكشف الطبي، تبين وجود آثار خنق حول الرقبة. وتحرر عن الواقعة المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة التحقيقات والتى صرحت بدفن الجثة، وحبس المتهم 15 يوما على ذمة التحقيقات .