اعترفوا بأنهم كانوا مجرمين في حق مجتمعهم وفي حق اسرهم وأولادهم وفي حق أنفسهم قبل كل شيء منهم من لجأ الي الادمان بقصد التجربة فتوهم انه دخل شهر عسل ليسقط في غيبوبة افاق منها علي واقع مرير بعد أن أصبح سجينا في قفص الادمان الذي ظل محبوسا فيه لسنوات خسر خلالها كل شيء وسبب آلاما نفسية قاسية لاقرب المحبين له كانت النتيجة تبخر حلم او فسخ خطوبة او ضياع مستقبل او مرض عضال لاعز الاحباب ومنهم من وقع في الفخ نتيجة صحبة سيئة اوشلة فاسدة ومنهم من كان يريد ان يثبت انه رجل أمام أصحابه وأقرانه ووصل إلي نفس النتيجة وهي ضياع الهدف والرؤية والقيمة الانسانية باختصار كانوا في غيبوبة لسنوات ثم عادوا لانفسهم من جديد. «الأخبار» عاشت أجمل رحلة «فوقان» لهؤلاء الشباب المدمنين استطاعوا ان يقفوا مع انفسهم ويضعوا حدا للماساة التي كانت تدفع بهم الي الهاوية وكيف تغيرت حياتهم بعد الادمان ويقدمون نصائحهم لمن يمر بنفس ظروفهم وطرق الرجوع من درب الهلاك كما يحلوا لهم تسميته وكان اللقاءمعهم علي هامش احتفال صندوق مكافحة الادمان والتعاطي بتخريج 90 متعافيا من الادمان في مستشفي المعمورة للطب النفسي بالاسكندرية. بدأت حكاية محمود صلاح - 35 سنة - مع الادمان في سن صغيرة وقت ان كان عمره 13 سنة و كان والده يعمل في السعودية: يقول: بدأت بتدخين السجائر لمجاراة الاصدقاء ثم دخلت في تجربة البرشام ومنه وبسرعة الي الحشيش والبانجو وتسبب ذلك في فصلي من التعليم بعد ان وصلت الي الصف الثاني الثانوي ووصل الأمر بي اني كنت اشم 5جرامات بودرة هيروين في اليوم.. يكمل: لي 6 أشقاء جميعهم اتموا التعليم وتخرجوا من كلياتهم وتسببت في الم واذي شديد لهم وبعدان رأيت الواقع المر الذي أصبحت عليه وشاهدت الدنيا سوداء أمام عيني حاولت التوقف عن التعاطي أكثر من مرة حتي أتزوج، فلا توجد بنت راضية بواحد مدمن ومرة أخري حاولت من أجل سمعتي بين الناس ولكن لم تكن عندي عزيمة، واستطعت في النهاية اتخاذ قرار نهائي بالبعد عن جهنم التي كنت أعيش فيها، كان التوقيت تاني يوم في رمضان الماضي ذهبت لوحدي الي مستشفي الصحةالنفسية بالاسكندرية الساعة 2 صباحا وانتظرت امام المستشفي حتي الساعة 12 ظهرا وفيه بدأت رحلة العلاج وأنا كلي عزيمة واصرار. عبدالراضي أحمد - 25 سنة - قال: بدأت السجائر في سن صغيرة وكنت ازوغ من المديرية وانحرفت مع أصدقاء السوء ثم دخلت عالم البودرة وعمري 28 سنة وتعلمت السرقة واتجهت لبيع المخدرات للحصول علي المال وشراء البودرة وبعد احساسي بالتعب حاولت التوقف 3 مرات وفشلت وكان هناك صوت في داخلي يشعرني بالاحباط والفشل وعندما تقدمت لخطوبة الفتاة التي احببتها كانت سمعتي السيئة تسبقني ورفضتني اسرتها وقالوا لي انت محتاج تضرب بودرة مش عروسة وشعرت وقتها بالاهانة واحتقرت نفسي واخذت قرار التوبة وذهبت الي المستشفي منتصف ليل الشتاء وبقيت أمامه حتي الظهر لأدخل إلي قسم الادمان وقضيت 10 ايام بها دون ان يعرف أحد شيئا عني، ثم توجهت الي المنزل واعتذرت لوالدي الذي مرمطت سمعته ففرح جدا ودعا لي ان يوفقني الله ويسدد خطواتي، ويضيف: استمر العلاج 3 شهور واعقبها فترة للتأهيل النفسي والحمد لله فقد عدت للحياة أحسن من الأول وتقدمت لخطبة حبيبتي وأستعد للفرح وعوضت ما ضاع مني في سنة واحدة وأصبحت اتعامل باحترام وتقدير من الناس واقول لكل مدمن اشتري نفسك وحافظ علي كرامتك وبطل تضرب مخدرات سيحبك الناس وستجد نفسك كبيرا في عينيك قبل أن تكون كبيرا في عيون من هم حولك. محمد حسن غازي مشرف علاج ادمان بالمستشفي يحكي قصته ويقول: حصلت علي دبلوم ميكانيكا بحرية من اثينا باليونان وبدأت هناك طريق الادمان وعمري 17 سنة وجربت كل انواع المخدرات فاحضرني اهلي للعلاج في الاسكندرية ولكن واصلت الرحلة ثم قرأت الكتاب الازرق للمدمنين المجهولين وهو كتاب رائع يساعد علي التخلص من الادمان وقررت الحضور للمستشفي والتوقف نهائيا عن التعاطي والحمد لله نجحت بفضل فريق العمل وأصحابي في المستشفي وحاليا أقوم بمساعدة المدمنين في التخلص من الادمان. محمد أحمد عبدالراضي - 30 سنة - من العصافرة بالاسكندرية: بدأت المخدرات في عمر 23 سنة من باب حب الاستطلاع رغم علمي بأنه طريق خطر وتوهمت أنه شهر عسل مع المخدرات التي كانت تذهب بعقلي فيخيل لي اني سعيد وبعيد عن المشاكل لكن الحقيقة اني كنت أهرب منها ودخلت مرحلة الخطورة منذ 7 سنوات بعد أن جربت كل الأنواع فأصبحت المخدرات جزءا من حياتي لا استطيع الاستغناء ابدا عنها وعندما ذهبت السكرة وجاءت الفكرة وجدت نفسي مرفوضا من كل المجتمع حولي فقررت الرجوع عن الطريق ونصيحتي لكل شاب مدمن ان يعطي نفسه فرصة للتفكير والتأمل ومراجعة النفس وقال: تغلبت علي الادمان بالعزيمة ونصيحة رجال الدين وأهل الخير. محمد فتحي -27 سنة- يحكي مأساته مع الادمان ويقول: أمي اصيبت بنزيف داخلي وشلل رباعي بعد أن ضربت شقيقي وقطعت له جزءا من الرئة وسجني 3 سنوات فقد كنت اعيش في مستنقع زبالة، فقد أدمنت المخدرات منذ كان عمري 17 سنة، وجربت كل أنواع الأدوية والاقراص والبنزين والكولة والشم لأعمل دماغ وعشت في الصحراء ابيع واشتري المخدرات ومن يتأخر عن الدفع كنت اضربه حتي الموت وضربت فلوس مزورة وكنت أشعر اني أحسن بني ادم لكني اكتشفت العكس، وعندما اخذت القرار وتوقفت عن الادمان تغيرت حياتي فقد شفيت أمي ورجعت علاقتي باخوتي واصلي مع والدي في المسجد وبدأت احب نفسي واسرتي والمجتمع والناس اقوم حاليا بمساعدة المدمنين الجدد في المستشفي للاقلاع عن الادمان والرجوع للحق. عبدالحميد سعد غنيم يقول: عشت - 18 سنة- ادمان جربت فيها كل أنواع المخدرات فوجدت ان كل شيء يضيع مني.. الاصحاب والأهل والاسرة حتي نفسي لم أجدها وكان لدي اعتقاد اني اموت «وانا اضرب» - وهو مصطلح بين المدمنين - فلا احد يشعر بي وقررت بعدها الحضور الي المستشفي للعلاج بعد التعب من الحياة مع الناس ووجدت اشياء كثيرة تعطيني الأمل في استكمال المشوار وفعلا اكملت الطريق والحمدلله.. قهرت الادمان وحصلت علي دبلومة في السلوكيات الادمانية وفتحت بيتا وتزوجت واكرمني الله بطفلة جميلة عمرها 6 شهور وأصبح لي قيمة ورسالة حيث أعمل في مجال العلاج من الادمان بالمستشفي وأقوم بمساعدة زملائي ليصلوا الي نفس النتيجة التي وصلت لها. وقال: احمد الله علي هذه النعمة وسأحافظ عليها وأصونها.