نزح محمد الشهير بلقب أبو هليل من منطقة الحسنة بشمال سيناء هربا من الوضع الأمني هناك حاملا معه حلم الثراء بالاتجار بالمواد المخدرة بالإسماعيلية ذلك الشئ الذي يجيده ويعمل بها منذ سنوات وتحقق له ما أراد في غضون فترة قصيرة بعد أن تواصل مع العناصر سيئة السمعة التي يعرفها جيدا بمحل إقامته وسبق له التعامل معها وقام بدعوتها للتعاون معه لجلب الحشيش الخام والبانجو من سيناء بكميات كبيرة وتسليمها له بعد تهريبه عن طريق الشاحنات والسيارات أثناء عبورها للمجري الملاحي لقناة السويس بأساليبهم الخاصة مقابل مبالغ مالية متفاوتة يحصلوا عليها حسب الكميات التي تورد إليه أسبوعيا. واتسع نشاط أبو هليل بشكل لافت في الآونة الأخيرة وأصبح من المشهورين في عالم الكيف بالرغم من صغر سنه يتوافد عليه العملاء من مختلف محافظات الجمهورية لشراء الحشيش والبانجو بأسعار مخفضة والغريب في الأمر أنه رفض أن يسكن في منزل جاهز يتناسب مع وضعه المالي وفضل أن يقيم داخل عشة من البوص بصحبة زوجته وطفليه الصغيرين وسط أرض زراعية تقع علي مقربة من وكر السحر والجمال الذي يبعد كيلو مترات عن الحدود مع الشرقية والذي يشهد توافد الراغبين في الحصول علي المخدرات بالجملة والقطاعي واستغل سيارته الربع نقل في التحرك لاستقبال عملائه ومنحهم احتياجاتهم اللازمة من الحشيش والبانجو علي مدار النهار والليل بشرط ورود اتصال هاتفي منهم يفيد وجودهم في المكان الذي يحدده للحرص التام من أي ملاحقات امنية تستهدفه وحقق أبو هليل مكاسب مادية كبيرة فضلا عن قيامه بدفن بعضه أسفل أرض العشة التي يسكن بها. ونظرا لخطورته الشديدة وضعه رجال مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء تحت المراقبة الدقيقة بواسطة مصادرهم السرية وتمكنوا بعد مجهودات مضنية من الإمساك به متلبسا وبحوزته كميات من الحشيش والبانجو المعد للبيع لزبائنه وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. كان اللواء أحمد عمر مساعد أول الوزير لقطاع المخدرات والجريمة المنظمة قد عقد اجتماعا تنسيقيا مع اللواء زكريا الغمري مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في حضور وكيليه اللواءين مجدي السمري وحلمي عبد العزيز وبحضور اللواء حسن عبد الرسول مساعدهم لمنطقة القناة وسيناء لفحص المعلومات الواردة إليهم بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يزاول من خلالها بيع المواد المخدرة ويتردد عليها تجار الكيف الراغبين في شراء الأصناف المختلفة من الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو والبرشام تمهيدا لطرحها في الأسواق وكيفية إعداد الخطط المناسبة لضبطهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد وجيه دعبس رئيس منطقة الإسماعيلية لمكافحة المخدرات ووكيله العقيد عصام جبر والرائدين علي عبد النبي وإسلام حافظ والنقيب أحمد المحمدي مفتشي المنطقة ودلت تحرياتهم علي أن المدعو محمد الشهير بلقب أبو هليل25 سنة عاطل- يقيم في منطقة الحسنة بشمال سيناء وينتمي لأحد القبائل البدوية هناك ترك محل سكنه وجاء للإسماعيلية واستقر داخل عشش أرض جمعية السلام وادعي للمحيطين به أنه يبحث عن العمل في خفرة الأراضي الزراعية للتمويه علي نشاطه في الاتجار بالمخدرات وأضافت التحريات أن المتهم بدأ يتردد علي وكر السحر والجمال ويدعي لنفسه بين تجار الكيف والمدمنين قدرته علي توفير ما يلزم من الحشيش والبانجو ووجد ضالته بعد أن تعاقد مع العشرات منهم وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن واعد مفتشي مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء خطة محكمة للقبض علي هليل اعتمدت علي نصب أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط محل إقامته ودفع عناصر سرية للتعامل معه لمعرفة الأماكن التي يخفي داخلها بضاعته وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه في ساعة مبكرة بملابسهم المدنية وسياراتهم الملاكي وبصحبة مجموعة قتالية من قوات الأمن المركزي وسرية الكلاب المدربة علي الكشف عن المخدرات وتمت مداهمة عشته وعثر بداخلها علي كميات من الحشيش والبانجو وقتها انعقد لسانه واستسلم دون مقاومة وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في المخدرات بقصد التربح من ورائها وبعرضه علي أحمد عمران وكيل النيابة العامة باشر التحقيقات معه تحت إشراف كمال الشناوي رئيس نيابة أبو صوير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.