أنا سيدة في أواسط الثلاثينيات, تزوجت من رجل بعد تعارف قصير فيما يسمي بزواج الصالونات وبعد الزواج لم تنم مشاعر القبول التي كنت أتمني أن تتحول إلي حب جارف, وبدلا من ذلك اكتشفت عيوب زوجي لكنني لم أتوقف عندها كثيرا, ربما لأنني لم أكن أحمل له مشاعر وربما لأنني كنت قد أنجبت طفلين فانشغلت بهما ومضت الحياة, وفجأة ظهر في حياتي شخص انجذبت له من الوهلة الأولي, ولو كنت جربت هذه المشاعر قبل تقدم زوجي لخطبتي لما وافقت عليه وقتها, لكنني لم أكن أعرف ماهية الحب فلم أبحث عنه ولم أنتظره. وتسارعت مشاعري نحو هذا الرجل, وشعرت بانجذابه نحوي وبدأت أري الدنيا بالألوان لأول مرة, وبدأت أستيقظ من نومي لهدف آخر سوي طفلي وعرفت أن الحياة أكبر وأجمل من الأمومة لكنني أفقت سريعا ولم أسمح لنفسي بأن تكون خائنة, وقررت أن أقطع كل وسائل التواصل مع هذا الرجل, وقدرني الله علي ذلك بعد معاناة طويلة لكنني نجحت وابتعدت وعدت إلي حياتي الأولي. لكن المشكلة يا سيدتي هي أنني لم أعد كما كنت, فلم أعد أتحمل عيوب زوجي, وبصراحة لم أعد أعرف إن كان تغير أو أن تلك العيوب كانت موجودة بالقدر نفسه منذ البداية, لكن الشيء المؤكد هو أنني لم أعد أتقبلها لدرجة أنني بدأت أفكر جديا في الطلاق, لكنني أشعر بالتشوش الشديد, وأنظر خلفي إلي السنوات التي تحملت فيها زوجي فأشعر بقدرتي علي الاستمرار, ثم أتذكر الرجل الذي أحببته فأشعر أنه كان مثل النور الذي أضاء حياتي فرأيت جمالها ثم انطفأ سريعا لأغرق في الظلام ولا أميز الحياة التي أعيشها.. فبماذا تشيرين علي؟ عزيزتي الرومانسية لمستني قصتك وتوجعت معك لفراق الحبيب فيا لها من مغامرة عاطفية أصيلة تحركت معها أحاسيسك وأضاءت شمس وجدانك فانطلق خيالك بكل الألوان لتذوقي معني الحب وتذوبين عشقا في هذه التجربة, أدرك أن المقارنة بين ما تواجهين من أدوار( دور الزوجة ودور الأم) وبين دور العاشقة هي غير عادلة بالمرة كما أدرك أن الخيار ظالم في كلتا الحالتين لذلك أشفق عليك وأتحير معك في أفضل الخيارات التي تضمن ألا تغيب الشمس عن حياتك وتنطفئ البهجة والإلهام, فكلماتك تدل علي أنك رومانسية الطبع طالما حلمتي بهذه المغامرة وتمنيتي أن تعيشيها مع شريك حياتك لكن لم تتلاقي أجسادكما وأرواحكما علي موجة العشق كما كنت تتوقعين, وربما أسقط اختلاف الواقع عن الحلم عزيمتك وهمتك لتأخذي بيد زوجك ليتحسس معك مناطق الحلم في خيالك ويتعرف عليك بالشكل الذي ترغبين. أحترم اختيارك الصعب وقرارك الابتعاد عن الرجل الذي يراودك عن نفسك وهو يعلم أنك علي ذمة رجل آخر, كما أحترم بشدة رغبتك في تقييم حقيقة مشاعرك تجاه زوجك وعيوبه التي لم تذكريها كما لم تذكري تفاصيل وملابسات وقوعك في غرام رجل الظل لتساعدني علي إرشادك لطريق اللقاء بين ظلك وواقعك لكنني أحيي ذكاءك العاطفي ودقة تشخيصك للمشكلة بل وبداية خطواتك للعلاج بعدم الانزلاق في دور العاشقة الخائنة لنفسها قبل كل العهود, لكن ثمة حلقات مفقودة ومعها مفاتيح الأبواب والحلول في حالتك, فما الذي دعا رجل الظل لأن يشاغلك؟ ولا أتهمك بهذا السؤال لكني أحاول لفت نظرك لدورك في طلب العشق إذ قد يكون ذلك الرجل قد لمح احتياجاتك مثلما يقول عالم الطب النفسي كارل جوستاف يونج, فعرف من أين تؤكل الكتف ليغنم بحلاوة حبك بلا مسؤليات كونك علي ذمة آخر, وهناك سؤال آخر يجب عليك الإجابة عليه وهو هل هناك فرص ارتباط مشروعة برجل الظل في حالة انفصالك بشكل شرعي عن زوجك لاستحالة العشرة بينكما؟ حتي وإن كنت تشعرين في قرارة نفسك أنك يمكنك الاستمرار مع الزوج مثلما استمررتي كل تلك السنين. لا مفر من أن رحلة العشق القصيرة قد كشفت لك عن عوالم طالما انتظرتيها, والآن تعرفين إلي أين ترحلين, فأدعوكي لأن تواجهي زوجك بتلك العوالم بغير أن تشاركيه قصة رجل الظل فهي تخصك وحدك ولن يفيدكما معرفته بها, كما أنك تحتاجين للتعرف والتصالح مع مشاعرك, فإن لم تستطيعي مواجهة زوجك والقيام بتلك المصالحة فلا بأس بالاستعانة بأحد المتخصصين لترسو سفينتك علي شط الأمان.