أنا سيدة في بداية الثلاثينيات تعرفت في مجال عملي علي شاب يكبرني بعامين سرعان ما نمت بيننا قصة حب عنيفة انتهت بالزواج منذ عشر سنوات, أنجبت خلالها طفلين أعتبرهما الآن السبب في استمراري في الحياة الزوجية, فبعد الحب والارتباط بدأ يتكشف أسوأ جانب في زوجي وهو طمعه في مالي. فنحن يا سيدتي مثل معظم الأزواج لم نضع النقاط فوق الحروف في المسائل المادية; حيث لم يخطر ببالي أنها قد تصبح أكبر مشكلة تواجهني مع زوجي في يوم من الأيام.. ومثلي مثل أي سيدة عاملة كنت أنفق مالي الخاص ومرتبي بمحبة ودون حساب أو حساسية حتي شعرت بالتدريج أن زوجي يستغلني ماديا وذلك من تصرفات كثيرة اتضحت عندما أنجبت طفلي الأول واقترحت شراء سيارة فطلب زوجي شراءها من مالي الخاص; حيث يعلم دخلي ومرتبي جيدا لأننا نعمل في نفس المكان, ولأنني أيضا أعلم دخله جيدا بالإضافة إلي أنه من عائلة ميسورة فقد استغربت موقفه ومع ذلك اضطررت لشرائها ودفع أقساطها من مرتبي بعد أن اضطرني لذلك لكنني بدأت بعدها في ملاحظة سلوكه المادي نحوي واكتشفت أنه يتعمد إرسالي لشراء كل متطلبات المنزل حتي لا يقوم هو بدفع ثمنها, وشيئا فشيء ومع ملاحظة المواقف المشابهة سقط زوجي من نظري تماما وبدأت مشاعري نحوه تتغير وفقدت احترامي له حتي عافته نفسي, ليس بسبب المال في حد ذاته لكن لأنه يتعمد استغلالي ويتقاعس عن دوره رغم أنه يمتلك أكثر مما أمتلك. إلي هنا وبدأت أرفض هذا الاستغلال وأطالبه بالإنفاق علي ما يتهرب منه, لكنه قابل رفضي بافتعال مشكلة كبيرة كلما فاتحته في الموضوع أو حتي كلما ألمحت أو أشرت إليه حتي تحولت حياتنا إلي سلسلة من المشكلات ينتهي بعضها بطلبي للطلاق ثم لا يثنيني عنه إلا تدخل أبي وأمي اللذين يطالباني بالاستمرار من أجل أطفالي, فلا أجرؤ علي البوح لهما أنني توقفت عن العلاقة الحميمة مع زوجي لأنني لم أعد أراه رجلا!! سيدتي أنا الآن في حيرة من أمري فأحيانا أشعر أن هذا سبب كاف للطلاق قبل أن يمر العمر مع هذا الزوج المستغل, وأحيانا أشعر أنني سأدمر حياة طفلي بلا سبب قوي.. فما رأيك ؟ عزيزتي زوجة البخيل إن حل مشكلتك شديدة الصعوبة والقسوة علي نفسك وأولادك يتلخص في الإجابة علي سؤال واحد هو هل تستطيعين التكيف مع عيب زوجك المادي الذي تصفينه أم لا؟ فهناك مواصفات خاصة لزوجة البخيل ولأولاده, إن لم تكن تتوافر لديك فأظن أنك ستعانين ما تبقي لك من العمر مما سيؤثر علي صحتك وسلامتك النفسية, فحال زوجة البخيل تكون أفضل إذا تميزت هي أيضا بالبخل أو تحلت بالقدرة علي التحايل واستجلاب المال منه بالحيلة وليس بالمواجهة, ويبدو لي يا سيدتي أنك لا تتعاملين مع النقود من هذا المنطلق إذ أن معاناتك الحقيقية ليست هي قلة العطاء المادي لكنها أخطر من ذلك وهي تأثير آفة البخل علي زوجك ونوعية حياته معك والأولاد وهو ما لم أتبينه من كلماتك إذا ما كان بخله قد امتد إلي النواحي العاطفية والجنسية بحيث أنه يرشد عطاءه علي جميع المستويات؟ أم أن شهيتك العاطفية والجنسية الضعيفة صادفت استعداداته للعطاء في هذا الجانب؟ وهل يمتد بخله لأطفاله وتلبية احتياجاتهم أم أنه قاصر عليك فقط وعلي طلباتك وطلبات البيت ؟ لقد أشرتي إلي موقف أهلك من دفعك للاستمرار وكأنهم لا يرون إشكالية في مسألة مين بيدفع ومين شايل الليلة وتفصحين لي أنا عن حجم الكارثة علي صعيد نفسيتك وإحساسك به كرجل لدرجة أن جسدك قد أوصد الأبواب لشعورك بانتفاء رجولته! فصمت جسدك عن الحوار الحسي بينكما, ولم تذكري إن كان يمثل ذلك أي نوع من الضغط عليه ليحثه علي تغيير شيء من طباعه ما تصفينه من بخل واستغلال طلبا لقربك وحرصا علي وصالك, لكنك تتمادين في صمتك فلا يدرك والداك أن مشاكل الاستحواذ علي النقود والبخل في العطاء قد أوقفت سريان الدم في عروق العلاقة الحميمة بينكما. فدعيني أسألك سيدتي, لمتي سيستمر صمتك؟ وإلي متي ستتحملين الصيام أو الامتناع عن التواصل الحسي والعاطفي؟ وما أثر ذلك علي طفليك؟ وهل ازدادت جدتك وعصبيتك في المنزل؟ عليك بمصارحة والديك بما وصلتي له من نفور وعزوف عن مواصلة الحياة معه فربما تمكنا من إلزامه بالحد الأدني من الإنفاق بعهود مكتوبة ومؤرخة عل ذلك يسهم في رأب الصدع الذي أصاب علاقتكما, فإن رفض الالتزام أو رفض والداك مؤازرتك فاعلمي أنك وحدك ستتحملين آنات العيش مع هذا الرجل ولن يدفع فاتورة الضغط العصبي والنفسي الذي تعيشينه إلا جسدك, وبالطبع لا تغفلي آثار كل ذلك علي علاقتك بأولادك.