تعجبت كثيرا من تهافت المصريين علي إلحاق ابنائهم المدارس اليابانية التي لم تبدأ الدراسة بها بعد, بحجة انها ستعلم التلاميذ الانتماء والنظافة والسلوكيات الحميدة من الالتزام العلمي والخلقي والاعتماد علي النفس, وجعل ولي الأمر أن يكون متعاونا وفاعلا مع المدرسة التي لا تنجح إلا بالمشاركة الفعالة ولا أري أن هناك رفضا لولي الأمر ان ينفذ ذلك ولا اعرف مبررا لذلك حتي المصروفات الدراسية لا تسدد رغم ان هناك عشرات المحاولات التي قام بها التعليم لتفعيل ذلك وباءت جميعها بالفشل وحاربتها الاسرة والاعلام بشدة. وأحاول ان اطرح البعض منها خاصة وان اغلبها الشريك والاصلي البيت أولاها السلوك المتعلق بالنظافة حاولت المدارس دفع الطلاب وتعويدهم علي نظافة فصولهم ومدارسهم ومكتباتهم ومعاملهم قامت الدنيا ولم تقعد, وتم اختزال القضية بان الدولة تفعل ذلك لتوفير تعيين عاملين بالمدارس ونسوا أو تناسوا الجوانب الايجابية الاخري التي تؤثر علي سلوك التلميذ في البيت والشارع وبالتالي علي المجتمع ككل, وان المستفيد الأول هي الاسرة المصرية التي تعاني من سلبيات ابنائها وعدم مشاركتهم في حياة الاسرة واصبحوا يعيشون في حياة اللا مبالاة والسلبية والطالب أو الشاب ينتظر الام ان ترتب له حجرته ونظافة متعلقاته وترتيب حقيبته والإشراف علي جدوله والمذاكرة والواجبات والاتفاق مع المعلمين علي الدروس الخصوصية وهي الاخطر علي شخصية الطالب الذي يفتقد القدرة علي اتخاذ القرار والاعتماد علي الغير في كل شيء وفي جانب اخر يتعلق بادارة المدرسة بتعليم الطالب سلوكيات النظافة مثل ابلاغ ولي الامر في اليوم السابق بان يحضر كل طالب كيسا بلاستيكيا لوجود يوم للنظافة حتي لا تتحول الي تأدية واجب وعدم احساس ولي الامر بالجدية. الامر الثاني يتعلق بالجانب التربوي من خلال تعلم الاولاد السلوكيات الحميدة في المدرسة من خلال تعليمه العمل الجماعي من خلال ورش العمل والانشطة, في الوقت الذي يربط الطلاب ببعض مما يؤثر إيجابيا علي السلوك المشترك والحب المتبادل وايضا يجب ان يساعد ولي الامر المدرسة في حال خروج ابنه علي نظام المدرسة لا ان يذهب للمدرسة لخلق صراع مع المدرس وتقديم الشكاوي فية ولو كان كل هذا الوقت الذي اضاعه في المشكلات والشكاوي لمعرفة المشكلة وايجاد الحل لوصلنا بمدارسنا إلي مستوي علمي وتربوي يفوق المدارس اليابانية ولكن في نهاية كلماتي التي لا تتوقف عند هذا الحد بل سأواصل حديثي مرة أخري عن تلك القضايا علي وزارة التربية والتعليم دور مهم وهو احسان اختيار مديري المدارس الذين هم السبب الرئيسي في انهيار التعليم المصري, ويتم معه تدريب الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين علي طرق دفع الطالب, وولي الأمر ان يكون عنصرا فاعلا ومشاركا في المدرسة وليس هادما لها وهو ما تقوم به المدارس اليابانية التي تطلب من ولي الامر ان يشارك المدرسة بحوالي20 ساعة طوال الفصل الدراسي وعندنا الغالبية العظمي من أولياء الأمور لا يعرفون شيئا عن المدرسة, والمرة الوحيدة كانت اثناء التقديم لابنه الالتحاق بالمدرسة واذا طلب منه الذهاب إلي المدرسة لأمر يتعلق بابنه ومستواه العلمي يرفض الذهاب ويربط متابعة مستوي ابنه بانه ضغوط من المدرسة والمدرسين لأجل الدروس الخصوصية ويعود ذلك إلي انعدام الثقة بين الاسرة والمدرسة التي جاءت علي مدار عشرات السنين من انهيار التعليم المصري ولابد من تعاون حقيقي بين المجتمع والمدرسة التي يجب أن تراجع نظامها الاداري والتعليمي والذي يمكن ان يساهم في عودة الناس للمدرسة وبكرامة بدلا من فرض الإتاوات وجمع التبرعات الإجبارية من ولي الأمر, وهذا يجعل ولي الامر ساخطا علي المدرسة وإدارته, ولا يحب ان يسمع اسمها أو أي حوار يدور حولها وان أغلب تلك السلوكيات كانت موجودة بمدارسنا وان جيلا كبيرا موجود حاليا عاصر ما اتحدث عنه في تلك السطور.