جميع أنواع وأشكال البلطجة والجدعنة أيضا التي يمكن أن تتخيلها اجتمعت كلها في حي شبرا أحد أكبر وأشهر الأحياء الشعبية في مصر والذي يبلغ عدد سكانه75102 نسمة. جولتنا هناك كشفت عن العديد من الأساليب والأشكال التي يلجأ إليها البلطجية لاصطياد فريستهم ونهب ما يشاءون مستغلين حالة الانفلات الأمني التي تعيشها البلاد, لكن الغريب أن سكان المنطقة شكوا لنا من الشرطة أكثر من شكواهم من البلطجية مشيرين إلي أن الشرطة تقوم بدورها تجاه المواطنين العاديين كوسيلة لارهاب البلطجية المنتشرين في المنطقة فأصبح المواطنون يشكون من البلطجية والشرطة معا. في البداية قابلنا لنا صاحب محل لبيع مراتب الأسرة, فبدأ يحكي للأهرام المسائي كيف أن أفراد الشرطة بقسم شبرا يقومون بالاستيلاء علي أي بضائع يقوم البائعون بتعليقها أو بيعها أمام أبواب محالهم خاصة محال الملابس والأدوات المنزلية, كما قام أفراد الشرطة بإجبار بائعة جرائد طاعنة في السن وتبيع الجرائد في المنطقة لسنوات طويلة علي أن تترك هذا المكان وأمرها بعدم بيع الجرائد فيه مرة اخري بل وقام باقتيادها بعنف إلي سيارة الشرطة وظلت بالقسم لأيام قليلة. ويسرد صاحب أحد الأكشاك في المنطقة واقعة قام بها مجموعة من البلطجية منذ أيام قليلة, فأثناء مرور إحدي الفتيات بالشارع قامت المجموعة باحضار سيارة ملاكي وفتح أحد أبوابها وأجبروها علي الركوب بها وحينما صرخت وتعالت صيحاتها تدخل أهالي المنطقة وتحولت الواقعة حينها إلي عراك بالاسلحة خاصة وأن تلك المجموعة كانت تضم وجوها مشهورة بالبلطجة في المنطقة ومنهم المسجلون خطر, لم يجد الأهالي بدا حينها من اللجوء إلي قسم الشرطة لاحتواء الموقف خاصة بعد أن انصرفت مجموعة البلطجية تلك لاستجلاب أصدقائهم لاستكمال العراك. ويستطرد قائلا فوجئنا أن ضابط المباحث بيقولنا روحوا بلغوا النجدة الأول والنجدة لما تبلغني أنا هاتحرك ورفض التحرك من القسم أو حتي تحرير محضر بالواقعة ولم يجد الأهالي بدا بعد ذلك من الهرب من المنطقة والتزام بيوتهم لعدد من الأيام إلي أن يهدأ الوضع. وخلال هذه الجولة أيضا كان واضحا أن البلطجية يتركزون في مناطق محددة وأشهر تلك المناطق العسال, حكر عزت, عزبة جرجس, ورشة سمعان, أرض الطويل والعطار وفي هذه المناطق رصدنا أماكن تجمع للعديد من الشباب الذي لا يتجاوز عمره20 عاما ووجوهم مشهورة ومعروفة هناك فهم من بائعي المواد المخدرة ولفائف البانجو و الحشيش, حيث تباع الأقراص المخدرة بأسعار في متناول اليد برشامة الترامادول تتراوح أسعارها بين3 و4 جنيهات, والشريط جملة ب30 جنيها, لكن الحشيش يباع بأسعار باهظة جدا فيصل سعر فرشة الحشيش إلي2500 جنيه و صباع الحشيش أو السلخة كما يطلقون عليها تباع ب10 جنيهات وفي نفس الوقت يتم استغلال النساء لاصطياد الفريسة التي سيستولون منها علي جميع ما يحتاجونه سواء من أموال أو مقتنيات شخصية أو سيارة إذا كان يمتلك واحدة, فتقوم السيدة بالوقوف بالشارع الرئيسي علي أنها من فتيات الليل وبعد الاتفاق مع صاحب السيارة الذي تقوم باستيقافه تهم بالركوب معه وترشده للسير في شوارع تؤدي في النهاية إلي الوصول إلي المكان المتفق عليه مع أصدقائها من البلطجية للاستيلاء علي جميع ما معه. سيناريو آخر تنفذه السيدات, حيث تتفق مع صاحب السيارة المراد الاستيلاء عليها أن يوصلها إلي مكان ما علي سبيل فعل الخير ثم تستدرجه إلي إحدي المناطق ليتكرر نفس ما حدث سابقا. وفي منتصف الليل, ينشط المسجلون خطر في ممارسة نشاط آخر اشتهروا به, وهو شهر السلاح في وجه من يمر في الشارع الذي يوجدون فيه ثم يستولون علي جميع ما معه حتي علي علبة السجائر الخاصة به كما يروي صاحب محل للملابس الجاهزة يقع محله في مواجهة منطقة العسال أشهر تمركز للبلطجة في شبرا وبالنسبة للفتيات فيتم تهديدهن بجملة شرفك ولا اللي معاكي بالاضافة إلي إشهار السلاح الأبيض في وجوههن, ويستمر هذا النشاط حتي السادسة من صباح اليوم التالي وذلك بشكل يومي. كذلك تنتشر عمليات الخطف بشكل ملحوظ في الحي وكان آخرها قيام مجموعة من البلطجية باختطاف طفلة في الثالثة من العمر وقاموا بالاعتداء عليها ولم يعثر لها علي أثر حتي الآن إلي جانب اختطاف العديد من السيدات.