اصبحت الأزمة النووية الكورية, هي مركز الأحداث الرئيسي حول العالم, بعد تجربتها الهيدروجينية الأخيرة, خاصة أن كل التهديدات التي مارستها الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تأت بنتيجة حتي الآن; فلم تمنع الإدانات الدولية المستمرة, كوريا الشمالية من استمرارها في إجراء تجاربها النووية, والتي زادت وتيرتها خلال الفترة السابقة. وتأتي مطالبات الرئيس الامريكي دونالد ترامب للدول الأعضاء في مجلس الأمن بفرض حزمة ثامنة من العقوبات علي كوريا الشمالية في محاولة لزيادة عزلتها, تزامنا مع تحذيرات كوريا الشماليةلواشنطن والتي تعهدت بأنها ستسبب كثيرا من الالم والمعاناة للولايات المتحدة, مشيرة الي انها علي استعداد لاستخدام أي شكل من أشكال الحد الأقصي للأساليب. وفي الوقت الذي تقدمت فيه واشنطن بمشروع القرار لتشديد العقوبات الأممية مقترحة قطع إمدادات النفط الخارجية لكوريا الشمالية, تعهد ايضا الزعيم الكوري بالاستمرار في البرنامج النووي متوعدا الولاياتالمتحدة بحزمة هدايا لم ترها من قبل. من جانبه اكد رودونج سينمون, المتحدث باسم الحزب الحاكم في كوريا الشمالية, انه تماشيا مع سياسة الحزب, فإن قطاع الدفاع ينبغي أن يطور الاقتصاد والأسلحة النووية جنبا إلي جنب, وينبغي أن يصنع أسلحة جوشي بكميات أكبر. في الوقت الذي تسعي الدول الغربية, للضغط علي كوريا الشمالية, بعقوبات دولية من أجل وقف برنامجها النووي, أشارت تقارير صادرة عن خبراء لجنة العقوبات الخاصة بكوريا الشمالية في مجلس الأمن الدولي, الي ان تلك العقوبات لن تجدي نفعا خاصة أن بيونج يانج استطاعت من قبل الالتفاف علي تلك العقوبات المالية والقطاعية الصارمة التي فرضتها الأممالمتحدة عليها, وانه كلما زادت رقعة العقوبات زادت وسائل الالتفاف عليها. وتمكنت بيونج يانج من كسر العقوبات من خلال عملاء في الخارج يقومون بصفقات مالية باسم كيانات وطنية, وكشف التقرير عن أن عائدات بلغت270 مليون دولار خلال الفترة بين فبراير وأغسطس, دخلت إلي كوريا الشمالية من تصدير منتجات مشمولة بالعقوبات الأممية. وأشار التقرير إلي أن كوريا الشمالية نجحت في تصدير الفحم لدول من الأممالمتحدة بينها ماليزيا وفيتنام, واستخدم دول ثالثة لإرسال شحنات أخري, وذلك في أعقاب تدابير اتخذتها الصين من اجل تصدير الفحم إليها عبر طرق غير مباشرة. وتشمل العقوبات التي يصوت عليها المجلس, فرض حظر علي تصدير النفط إلي كوريا الشمالية واستيراد المنسوجات منها, كما ينص علي تجميد أموال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون وترحيل الكوريين الشماليين العاملين في الخارج إلي بلدهم. وللمرة الاولي تخرج الصين عن صمتها وتؤكد أنها توافق علي قيام مجلس الأمن الدولي بتبني إجراءات جديدة ضد كوريا الشمالية خاصة بعد تجربة بيونج يانج النووية الأخيرة التي قامت بها الأسبوع الماضي, وقامت خلالها بتفجير قنبلة هيدروجينية يمكن أن يتم تثيبتها علي صاروخ باليستي عابر للقارات. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه المكتب الرئاسي لكوريا الجنوبية أن الرئيس مون جاي اتفق مع نظيريه الفرنسي والأسترالي علي العمل معا لجذب كوريا الشمالية إلي الحوار مرة أخري, من خلال فرض عقوبات وممارسة ضغط علي مستوي عال ومعالجة الأزمة النووية سلميا.