علي مستوي العالم, يمكن أن تكون السياحة أداة سحرية لتذليل الأزمات إذا ما تم توظيفها التوظيف الصحيح. فالسياحة تعد من أفضل الأدوات التي تساعد في زيادة وتعزيز معدلات العمالة, كما أن أكثر من83% من عائدات السياحة تكون بالعملة الصعبة في حين أن النسبة في بقية القطاعات الصناعية لا تزيد علي67%.. و تمثل عائدات السياحة6.7% من إجمالي الناتج المحلي, وتمثل30% من صادرات الخدمات الصناعية, وتوفر وظائف لأكثر من75 مليون شخص. وعندما ضربت الأزمة الاقتصادية الطاحنة القارة الآسيوية عام1997 اتجهت دولة مثل ماليزيا نحو تطوير وتحديث قطاعها ومواردها السياحية من خلال تطوير كنوزها السياحية والترويج لها مع تنظيم برامج سياحية ورياضية متكاملة, مما أفادها كثيرا في التغلب علي أزمتها الاقتصادية. وفي الأزمة الاقتصادية العالمية عام2008, شجعت بريطانيا مواطنيها علي تمضية عطلاتهم وإجازاتهم السياحية داخليا بدلا من الخارج, مما انعكس في تعزيز قاعدة السياحة الداخلية كثيرا وجلب عائد مالي بلغ115 مليون يورو, كما ساعد علي توظيف6,2 مليون شخص. ولذا في القرن الحادي والعشرين تتجه دول العالم الي إحداث تطوير وتنمية مستدامة في القطاع السياحي. فمن المتوقع أن ينمو قطاع السياحة في العالم بمعدل يبلغ6.9% في المتوسط خلال السنوات العشر القادمة. ومن المتوقع أن يزيد العائد السياحي العالمي ويرتفع من5.7 ترليون دولار في عام2010 إلي11.1 ترليون في عام.2020 مثل هذا النمو الكبير سيؤدي إلي زيادة في معدلات العمالة, وكلها أشياء ستساعد في تقوية الاقتصاد العالمي. من المتوقع أن يزيد عدد القوي العاملة في القطاع السياحي الدولي من260 مليون شخص في العام2011 إلي320 مليونا في عام.2021 ومصر تحتاج بشدة إلي تنشيط قطاعها السياحي وهي بحاجة ليس إلي مجلس حكومي للسياحة بل الي انشاء المجلس الاستشاري المصري للسفر والسياحة من ذوي الشأن, الذي يصدر توصيات يجب أن تحترم حول السياسات والبرامج الحكومية التي تؤثر علي صناعة السفر والسياحة في مصر, ويقدم المشورة بشأن القضايا الحالية والناشئة في قطاع السفر والسياحة, وتكون مدة ولايته سنتين, حتي تتجدد الافكاروالشخصيات ذات الصلة ولا يكون مجلسا حكوميا نمطيا كالمجالس الكثيرة التي تزخر بها مصر, ولا تحدد لها مدد! ويعرض المنتدي ثمرة مناقشاته واقتراح الحلول للمشاكل المتعلقة بهذه الصناعة. و يضع مجموعة من التوصيات النهائية بشأن الأولويات للسنوات الثلاث المقبلة. كما يكون من صلاحياته وضع الاستراتيجية القومية للسفر والسياحة, التي تضع هدف محدد لها عدد الزائرين المستهدفين بحلول ثلاث سنوات. سيما وقد بدات السياحة الاوروبية في العودة إلي مصر, حيث سجلت السياحة الفرنسية الوافدة إلي مصر ارتفاعا يقدر بثلاثة أضعاف معدلها الطبيعي, وعاد نهر النيل والبحر الأحمر ليسجلا وضعية جيدة بالنسبة للمزارات المفضلة لدي السائحين الفرنسيين. ووفقا لتصريحات مسئولي نقابة منظمي البرامج والرحلات السياحية الفرنسية سيتو, كما وصلت أعداد السياح الإيطاليين القادمين إلي مصر في أول ستة أشهر من عام2017 إلي مائة ألف زائر, وهي الزيادة التي تقدر ب70% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ورغم ذلك; تعتبر هذه الأعداد بعيدة كل البعد عن المليون سائح الذين تم تسجيل قدومهم إلي مصر عام2010 قبيل اندلاع انتفاضة يناير.2011