عقدت المنظمة العالمية للسياحة جمعيتها العامة بين الخامس والثامن من أكتوبر الجاري في "استانة" عاصمة كازاخستان للبحث عن حل للأزمة الحادة التي يشهدها قطاع السياحة في العالم حاليا. وبعد أربع سنوات متواصلة من الازدهار ضربت الأزمة المالية السياحة العالمية بشكل مباشر فتباطأ نموها إلي نسبة 1.9% عام 2008 بعدما كانت تراهن علي نسبة 5%، وتتوقع المنظمة العالمية للسياحة تراجع النشاط السياحي إلي ما بين 4% و 6% عام 2009. وأدي تزامن الأزمة الاقتصادية مع انتشار أنفلونزا إتش1 إن1، إلي تراجع حركة السياحة العالمية بنسبة 7% بين يناير ويوليومن العام الحالي غير أنه من المتوقع أن يتباطأ هذا التدهور خلال الأشهر المقبلة بحسب آخر أرقام أصدرتها المنظمة العالمية للسياحة. وتعتبر السياحة من أكبر قطاعات الاقتصاد العالمي ومصدر الدخل الأول في العديد من الدول وبلغت عائداتها عام 2008 حوالي 944 مليار دولار حوالي651 مليار يورو أنفقها نحو 922 مليون سائح. وستضم الدورة الثامنة عشرة للجمعية العامة للمنظمة العالمية للسياحة التابعة للأمم المتحدة 600 مندوب من 120 بلدا بينهم العديد من الوزراء فضلا عن رؤساء شركات كبري في هذا القطاع. وستدفع السياحة ثمنا باهظا للأزمة الاقتصادية، إذ يتوقع إلغاء حوالي 18 مليون وظيفة مرتبطة بالنشاط السياحي سواء مباشرة أو غير مباشرة بين 2008 و2009 بحسب توقعات المجلس العالمي للسفر والسياحة وهي جمعية رؤساء شركات ستشارك في اجتماع استانة. وتضررت السياحة مباشرة من الانكماش الاقتصادي في الدول الصناعية فشهدت عام 2008 عمليات دمج وإلغاء وظائف وصعوبات مالية واجهتها وكالات سفر عدة. وفي انتظار الانتعاش كان وقع الانهيار شديدا في فرنسا، القبلة السياحية الأولي في العالم، حيث تراجع عدد السياح الأجانب بنسبة 14.5%خلال الأشهر السبعة الأولي من السنة بعدما بلغ 79.3 مليون عام 2008، فيما يعتبر وضع منافستها الأولي إسبانيا أفضل بقليل، إذ لم يتعد تراجع عدد السياح فيها 9.9%. أما علي المستوي المحلي أوضح تقرير صادر من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن معدل زيارة السياح لمصر انخفض بنسبة 8.5 % في النصف الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأوضح التقرير أن نسبة السائحين المغادرين انخفضت لتصل إلي 5.4 مليون سائح في النصف الأول من 2009، بعدما سجل 5.9 مليون سائح في النصف الأول من عام 2008. وبلغ إجمالي عدد السياح الوافدين من أنحاء العالم إلي مصر بلغ 12.835 مليون سائح عام 2008، وبلغت عائدات سياحتهم في مصر 10.99 مليار دولار. وقد شهد عام 2007 نمواً كبيراً في قطاع السياحة, وفقا لبيانات البنك الدولي والهيئة العامة للاستعلامات, سواء علي صعيد عدد الزائرين أو واردات القطاع، فاستقبلت البلاد بنهاية ديسمبر نحو 11.1 مليون سائح بزيادة قدرها 22.1% في 2006.