عاش عبد الرحيم الشهير بلقب بدران حياته بالطول والعرض منذ الصغر وعند وصوله لسن الرشد بدأ يفكر في الثراء السريع ولم يجد أمامه سوي التخصص في تزييف وتزوير العملات المحلية والأجنبية للمهارة التي اكتسبها من خلال التقرب للبعض من العناصر الإجرامية التي تعمل في هذا المجال وعن طريقها نجح في الحصول علي الأجهزة الحديثة لتقليد الأوراق النقدية وطباعتها والاستعانة بأرباب السوابق لتصريفها في الأسواق بعد إغرائهم بالحصول علي عائد مادي مجز يتراوح ما بين60 و70% من العمولات ونجح بدران في تحقيق عائد مادي كبير من نشاطه الآثم حتي لفت نظر الأجهزة الأمنية إليه والتي استهدفته مرات كثيرة وأصبح مسجلا لديها يدخل ويخرج من السجن في قضايا التزوير والتزييف ويرفض إعلان توبته وقرر مع نفسه حزم حقائبه من محل إقامته بعزبة المرج بالقاهرة والسكن بمنطقة أبو عمران بقرية أبو خليفة واشتري قطعة أرض مساحتها70 فدانا بقرية أبو طفيلة وتفرغ لزراعتها بأجود الحاصلات الزراعية لإجادته الفلاحة وتظاهر أمام جيرانه الجدد أنه من رجال الأعمال الذين يستثمرون أموالهم في المجال الزراعي لإبعاد الشبهات عنه فضلا عن احتفاظه بالأسلحة النارية والذخائر للدفاع عنه نفسه إذا تعرض لأي مكروه من تجارته غير المشروعة ونظرا لخطورته الشديدة علي المجتمع الريفي المحيط به طالبت مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية وضع بدران علي قائمة المطلوب سرعة ضبطهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من البحث والتحري والمراقبة الإمساك به متلبسا ومعه بندقية آلية وطلقات من ذات العيار في مخزن سري بمزرعته التي لم ش بداخلها سواه وزوجته وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء محمد علي شحاتة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء أحمد عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة ظاهرة انتشار العملات المزيفة في الأسواق بكثرة الأمر الذي يضر بالاقتصاد المصري ويخلق الإحباط لدي الضحايا الذين يقعون في شباك العناصر الإجرامية التي لا تراعي ضمائرها بهدف تحقيق مكاسب مالية وإعادة غسيلها في مشروعات تنموية في مجالات عديدة أبرزها الزراعة والصناعة والتجارة للهرب من الملاحقات الأمنية وتم الاتفاق علي وضع خطط محكمة للقبض عليهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم حتي يكونوا عبرة لآخرين يسلكون نهجهم لاسيما وأن الكثيرين منهم يحتفظون بأسلحة نارية وذخائر دون تراخيص يستغلونها عند اللزوم للنيل من أي فرد أو جماعة يحاول الوشاية ضد أفعالهم الخارجة عن القانون. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد مدحت منتصر رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد ياسر عبد الرحيم رئيس فرع شمال والرائد عماد عبد الرءوف رئيس مباحث القنطرة غرب ومعاونيه النقباء مصطفي صيوح وأحمد ثمان ومحمود خليفة وأحمد عبد الناصر ودلت التحريات أن المدعو عبد الرحيم الشهير بلقب بدران69 سنة لديه سجل جنائي مدون به واقعتا تزييف وتزوير مسجل فئة ب نزح من القاهرة بحثا عن مكان يختفي داخله منذ سنوات ولم يجد سوي شراء قطعة أرض بمنطقة أبو طفيلة وقام بزراعتها والاستفادة من منتجها لطرحه في الأسواق لكي يعيش حياة هادئة وأضافت التحريات أن المتهم يمتلك بندقية آلية وذخيرة جلبها عن طريق أشخاص سيئي السمعة معروف عنهم تهريب الأسلحة من الحدود الغربية للبلاد وبيعها للتربح من ورائها وأشارت التحريات إلي أن بدران يحتفظ بالسلاح الآلي في مخزن سري داخل مزرعته يصعب الوصول إليه لكي يكون في مأمن إذا حدثت أي مداهمات له من قبل الشرطة واستغلال الأسلحة في حماية أرضه من الاعتداء عليها فضلا عن تهديد من يحاول وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط تاجر العملة المزيف وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط محل سكنه بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه بعد غروب الشمس بملابسهم المدنية والسيارات الملاكي التي يستقلونها وداهموا الأرض الزراعية التي يمتلكها وبتفتيش المنزل الذي يقيم داخله وجدوا سلاحا آليا وذخيرة واستخرجوا المضبوطات وسط حالة من الاندهاش انتابت المتهم الذي كاد يغشي عليه وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات بمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بحيازته للسلاح الناري والطلقات للدفاع عن النفس دون استغلالها في أي أعمال غير مشروعة وبعرضه علي عبد الكريم عثمان رئيس نيابة القنطرة بالإنابة أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.