لم ينل إبراهيم الشهير ب أبو عودة حظه من التعليم وخرج من المرحلة الابتدائية مبكرا يبحث عن عمل حتي يكسب رزقه وظل يتنقل من حرفة لأخري لعدم إتقانه لإحداها واستقر به الحال للأراضي الزراعية مقابل راتب شهري. مرت السنون وهو يمارس هذه المهنة يخرج من مسكنه قاصدا المزرعة التي يعمل بها ويعود منهك القوة بعد انتهاء وردية عمله وفجأة تراكمت الديون عليه ولم يجد مفرا من الاتجار في المواد المخدرة تحت ستار خفرته للأراضي واتفق مع تجار الكيف الكبار علي منحه حصصا من المواد المخدرة ويعيد بيعها لعملائه الذين يتوافدون عليه من محافظات القناة. وتبدلت أحواله المادية من الفقر للثراء حتي سقط ذات مرة في قبضة الأجهزة الأمنية وصدر بحقه حكم جنائي لمدة25 عاما ومع اندلاع ثورة25 يناير2011 هرب من سجن مركز الحسينية لجهة غير معلومة واستمر في تعاملاته اللامحدودة لجلب أصناف المخدرات المختلفة وعقد الصفقات مع زبائنه. ولم يتخل عن مهنته الأصلية في حراسة الأراضي الزراعية بعد أن نقل نشاطه لأماكن جديدة لكي يظل مختبئا داخلها ولا يصل إليه أحد وحرص علي شراء بندقية آلية حديثة لاستخدامها عند اللزوم لإرهاب من يحاول الاحتكاك به أو الإبلاغ عن نشاطه الآثم في تجارة الكيف. ونظرا لخطورته الشديدة علي المجتمع المحيط به وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافهم للحيلولة دون الاستمرار في أفعاله الشيطانية وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من البحث والتحري من الوصول لمقر اختفائه في إحدي المزارع وألقي القبض عليه متلبسا وبحوزته البندقية الآلية وذخائر أثناء اختفائه في مزرعة بمنطقة أبو طفيلة وتحرر المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود فاروق مدير إدارة البحث الجنائي لبحث ومناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها الشباب من الجنسين لشراء احتياجاتهم من المواد المخدرة بمختلف أصنافها وتم الاتفاق علي ضرورة ملاحقة تجار الكيف الذين يقدمون للمدمنين احتياجاتهم من المخدرات وضبط الأسلحة النارية الموجودة بحوزتهم تمهيدا لإحالتهم لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم لاسيما وأنهم السبب الرئيسي وراء تفشي ظاهرة العنف والسرقة والانحراف الخلقي والتفكك الأسري. علي الفور, تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد ياسر عبد الرحيم رئيس فرع شمال والمقدم أحمد محيي رئيس العمليات والرائد والرائد عبد الرءوف شاهين رئيس مباحث القنطرة غرب ومعاونيه النقباء رامي الطحاوي ومحمد أسعد ومحمد إدريس وأحمد عثمان وأحمد السيسي ودلت تحرياتهم أن المدعو إبراهيم الشهير بلقب أبو عودة27 سنة خفير زراعي- مقيم بمدينة فاقوس شرقية هارب من سجن مركز الحسينية في القضية رقم1275 لسنة2011 المحكوم عليه بالمؤبد بتهمة مخدرات. وأضافت التحريات أن المتهم كون شبكة جديدة للاتجار في الكيف علي نطاق واسع ويعد الذراع الأيمن لعصابات المخدرات الدولية التي تجلب الهيروين والحشيش للبلاد عبر المنافذ الحدودية والموانئ البحرية بالطرق والأساليب الملتوية وأشارت التحريات إلي أن أبو عودة يتمتع بالذكاء الشديد وغلظة القلب والقدرة علي التمويه أثناء ترويجه للمخدرات وعقده للصفقات المختلفة لكي يتجنب العودة للسجن الذي هرب منه ويستفيد أكبر وقت ممكن في جمع المال الحرام وادخاره بأسماء المقربين إليه لكي يكون سندا له إذا تم استهدافه في أي وقت وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في أماكن تواجده وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه ليلا ونصبوا كردونا حول منطقة أبو طفيلة المتواجد فيها وتمت مداهمته وبتفتيشه لم يجدوا معه سوي بندقية آلية وذخيرة وتم اقتياده لغرفة التحقيقات وسط حراسة أمنية مشددة وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بالهروب من السجن في أحداث ثورة25 يناير2011 وحيازته للسلاح بالدفاع عن النفس وبعرضه علي بلال الجنايني وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف كريم حسن رئيس نيابة القنطرة الذي أمر بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيق.