تصاعدت حدة الخلافات بين الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والمتمردين الحوثيين وقد تكون وصلت الي نقطة اللاعودة, ويبدو أن طبول الحرب تدق خاصة بعد قتل الحوثيين لأحد الضباط البارزين الموالين لصالح في اشتباكات غير مسبوقة شهدتها صنعاء بين الحليفين السابقين, ووصل الأمر إلي إقدام الحوثيين علي محاصرة منزل صالح في صنعاء وإقامة نقاط تفتيش في محيطه, في مؤشر علي تزايد التوتر بين شركاء الانقلاب بالبلاد. وتواصل ميليشيات الحوثي, حشد قواتها في العاصمة, ومحاصرة مقار لشخصيات ومؤسسات, تابعة لحزب صالح, كما اشتدت حدة الاشتباكات بين الحليفين في حي جولة المصباحي في جنوب العاصمة, وذلك بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين علي خلفية اتهامات متبادلة بالخيانة. ولم تكن الخلافات بين حليفي الانقلاب الحوثيين وعلي عبد الله صالح وليدة اللحظة فقد بدأت قبل أشهر. غير أن وصولها إلي المواجهة المسلحة ينذر بأن حلف الضرورة بينهما, وصل إلي نقطة اللاعودة. وباتت العاصمة اليمنية صنعاء تحبس أنفاسها بعد أول مواجهة مسلحة بين حليفي الانقلاب علي الشرعية حزب علي عبد الله صالح وميليشيات الحوثي, والتي سقط علي أثرها قتلي وجرحي من الطرفين. وإذا كانت اشتباكات صنعاء غير مسبوقة, إلا أنها وبحسب الكثير من المراقبين كانت متوقعة, فالخلاف بين حليفي الانقلاب بدأ منذ فترة طويلة, بعد أن اتخذت ميليشيات الحوثي سلسلة خطوات عملية سعت من خلالها إلي إقصاء صالح وحزبه. إذ قامت جماعة الحوثي بتسريح منتسبي الوحدات العسكرية الموالية لصالح وقطع مرتباتهم الشهرية, بمن فيهم جنود الحرس الجمهوري والقوات الخاصة, إضافة إلي تقليم أظافر صالح في المؤسسات الحكومية المدنية في صنعاء ومناطق سيطرة الميليشيات, من خلال إقصاء الموظفين الإداريين الموالين لحزب المؤتمر الشعبي. وعزلهم من وظائفهم واستبدالهم بعناصر حوثية.