سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دلال عبد العزيز: المرأة المصرية ملكة متوجة بأخلاقها ولا أقبل تشويه صورتها في الدراما
مازلت تقليدية في اختياراتي للأدوار وأشاهد مسلسلات الأبيض والأسود ولا أمتلك القدرة علي أداء أدوار جريئة
تشارك الفنانة دلال عبد العزيز حاليا في بطولة مسلسل سابع جار الذي تعتبره عودة للدراما الحقيقية بمفهمومها القديم التي تربي ونشأ عليها أجيال كثيرة, بعيدا عن ظاهرة العنف والقتل التي أصبحت السمة الأساسية في أغلب الأعمال الدرامية في الآونة الاخيرة, وفي حوارها مع الأهرام المسائي تحدثت دلال عن افتقادها لهذه النوعية من الأعمال ودور الأم الذي تقدمه في المسلسل يعيد إلي الأذهان أدوار الفنانة الراحلة كريمة مختار أشهر من قدمت شخصية الأم في الدراما, منتقدة أهمال صناع الدراما للأعمال الاجتماعية, وتحدثنا أيضا عن علاقتها بابنتيها إيمي ودنيا سمير غانم وسعادتها بنجاحهما ومشاركتها لها في بعض الأعمال, كما تحدثت عن رفضها لبعض القضايا التي تطرحها دراما رمضان, ورأيها في ممثلات الجيل الحالي, وتفاصيل أخري في هذا الحوار:- تشاركين في موسم عيد الأضحي المقبل بفيلم خير وبركة فما تفاصيل دورك؟ أجسد شخصية أم خير وبركة اللذان يقوما بدورهما علي ربيع ومحمد عبد الرحمن وهو فيلم كوميدي من إخراج سامح عبد العزيز ولن أستطيع الإفصاح عن مضمونه الآن حتي أترك للمشاهد المساحة لاكتشافه. وماذا عن مشاركتك في مسلسل سابع جار؟ هذا العمل تحديدا أعتبره من الأعمال المهمة التي ستعيد لنا الدراما الحقيقية بمفهومها القديم الذي تربينا عليه بعيدا عن العنف والمخدرات والقتل الذي يسيطر علي أغلب الأعمال الدرامية لأنه يناقش قضايا مجتمعية لأسر مصرية بسيطة من خلال شقيقتين أحداهما أرملة والأخري مطلقة, وهما أنا وشيرين ويظهر المسلسل بعض المشاكل التي تواجه الأسر المصرية ومحاولة إيجاد طرق سليمة لحلها, وأشعر أننا نعود بهذا العمل لمناقشة القضايا الاجتماعية التي تهمنا في الأعمال الدرامية التليفزيونية, فقضايا العنف الأولي لها أن تقدم في السينما وليس في الدراما التليفزيونية. علي ذكر العنف كيف ترين الأعمال التي تعرض في رمضان وتتسم بالعنف؟ غير راضية عن أغلب الموضوعات والقضايا التي تطرحها مسلسلات رمضان, وأتمني أن تناقش المسلسلات قضايا مختلفة, وأن يبتعد الكتاب والمنتجين عن قضايا العنف والبلطجة والقتل في الشهر الكريم, وأقول لهم أن الساحة مفتوحة أمامكم طوال العام إذا أردتم تقديم هذه القضايا واتركوا رمضان للأعمال الدينية أو الخفيفة التي تناقش القضايا المجتمعية وتقدم الحلول للأزمات التي تواجه الأسر المصرية, وأتمني أن تعود الأعمال التاريخية والدينية مرة أخري للشاشة في رمضان كما كان يحدث في الماضي لأنها كانت تخلق روح جميلة للأسف افتقدناها. لماذا اختلفت طبيعة القضايا التي تتناولها الدراما التلفزيونية في رأيك؟ لأننا أصبحنا بعيدين عن بعضنا البعض وأصبح سكان العمارة الواحدة لا يعرفون بعضهم البعض ولا يسأل أحدهم علي الآخر, ولم نعد نتشارك في الأفراح والأحزان, وهذه كلها أمور افتقدناها, ونحتاج للعودة إليها, وعلي الدراما محاولة الاقتراب من هذه المناطق لكي نستعيد مرة أخري حالة الود بين الجيران والألفة والتراحم التي تربينا عليهم. ما تعليقك علي إسناد مهمة الإخراج لثلاث مخرجات شابات؟ بالفعل هن ثلاث مخرجات جدد ولكن لديهن حماس غير عادي وحب للعمل, وأعتقد أننا سنري من خلالهن عملا دراميا مختلفا وغير تقليدي, يقترب بشكل كبير من العادات والتقاليد المصرية ويناقشها بشكل جيد. ما تعليقك علي عرض المسلسل خارج رمضان, خاصة أن بعض الفنانين يرفضون فكرة العرض بعيدا عن هذا الموسم؟ بالفعل سيعرض في23 سبتمبر المقبل علي قناة سي بي سي, وبالطبع كلنا نتمني أن تعود الأعمال الدرامية للعرض علي مدار العام بدلا من حصرها كلها في موسم درامي واحد, وفي رأيي أن الاختلاف فقط مما بين العرض خارج رمضان أو داخله هو أن العائد منه أقل لأن الإعلانات تكون أقل من الموسم الرمضاني ولكن مؤخرا أصبح الإنتاج يلعب في كل أوقات العام وهذا ما نتمناه بحيث تعرض الأعمال الجديدة في أي وقت من العام, ولا ننسي أن مسلسل رمضان له طابع خاص. قدمت في مسلسل عشم إبليس دور الأم الشريرة وهو دور غير المعتاد, كيف كانت ردود الأفعال عليه؟ أحمد الله كثيرا لأنه علي الرغم من كم الشر الذي يحمله هذا الدور إلا أنه لاقي إعجاب المشاهدين وجاءتني ردود أفعال قوية جدا عليه, والكثيرون استحسنوا آدائي في العمل, خاصة أنه مكتوب بشكل جيد والمخرج إسلام خيري بذل جهدا كبيرا فيه فخرج بشكل مميز. البعض يري أن الدراما ظلمت المرأة في السنوات الأخيرة, لماذا؟ أغلب النماذج التي تقدمها الدراما عن المرأة ليست حقيقة ولا تعبر عن المرأة المصرية, وهو ما جذبني لمسلسل سابع جار حيث نري فيه نماذج حقيقية للمرأة والأم المصرية التي لا تهتم الا ببيتها وأولادها وهي صاحبة الدم الخفيف, وأقدم فيه نموذج لأرملة لم تحصل علي نصيب جيد من التعليم وعلي الرغم من ذلك تقف بجانب أبنائها, هذه هي النماذج الحقيقية للأم المصرية والتي رأيناها في أغلب أعمال ماما كريمة مختار رحمها الله وكذلك الراحلة فردوس محمد. لماذا اختفت الكتابة للأم المصرية الحقيقية؟ اختلاف العصر واختلاف الأجيال واختلاف الثقافات والسرعة في الآداء والسعي وراء القضايا المثيرة التي يعتقدون أنها هي التي تجذب المشاهد بالرغم من أن المشاهد يسعي ويبحث دائما عن الأعمال التي تناقش قضاياه الحقيقية ولا يميل للعنف الذي نراه في أغلب الأعمال الان, وايضا التقليد الأعمي للغرب في قضايا بعيدة كل البعد عن مجتمعنا العربي وكلها أمور يجب النظر فيها قبل مناقشة اليها قضية. هل تشاهدين الأعمال الدرامية الجديدة؟ مازالت تقليدية جدا في نوعية الأعمال التي اختار متابعتها, فأنا عاشقة لمسلسلات الأبيض والأسود الرائعة التي نقف أمامها في حالة اندهاش. لماذا لا نراك تجسدين نموذج لامرأة جريئة وتحصرين نفسك في دور الأم المثالية صاحبة الدم الخفيف؟ أعتقد إذا عرض علي هذا الدور لن أستطيع تقديمه لأني لا أعرف, فهي قدرات وهناك من تستطيع تقديم الأعمال الجريئة, أما أنا فلا امتلك القدرة علي آداء مثل هذه الأدوار, وفاشلة في ذلك, بالإضافة إلي أنني أنظر للمرأة المصرية كأم وتاريخ وقد يكون هذا هو سبب عدم قدرتي علي تجسيد أي دور يشوه صورتها حتي وإن كان في سياق درامي, فالمرأة المصرية ملكة متوجه بأخلاقها, ولا ترضيني أهانة بعض الأعمال الدرامية لها أمام العالم بدون وعي أو فهم بحجة التوظيف الدرامي أو محاكاة الواقع, وأقول للكتاب أنظروا لما قدمه محسن زايد في حديث الصباح والمساء الملحمة التاريخية لنجيب محفوظ الذي قال عما صنعه زايد أعطيت لمحسن زايد متر قماش فصنع منه ثوبا, فالعمل كان من الواقع وحاكي الأسر المصرية الأصيلة, ورأينا بيوت أجدادنا وأعمامنا وكنا في غاية السعادة ونحن نجسد هذه الشخصيات الجميلة, وأحمد الله أن لدي نصيب من الأعمال الجميلة التي تعد علي أصابع اليد في الدراما المصرية ومنهم حديث الصباح والمساء وليالي الحلمية والناس في كفر عسكر وللعدالة وجوه كثيرة الذي ناقشنا فيها قضية شديدة الأهمية وهي كيف يواجه الطفل اللقيط المجتمع. شاركت دنيا في أكثر من عمل درامي, هل يختلف العمل معها الآن؟ بالتأكيد, حرصي يكون أكبر وأكون مهمومة بآدائي وآدائها ولكن الآن الحمد لله أصبحت هي التي تخاف علي. وما رأيك فيها كممثلة؟ دنيا ممثلة جميلة وإنسانة جميلة أيضا من الداخل وإن كانت شهادتي فيها مجروحة, ولكن هذا رأي كل من تعامل معها, وأيضا تربيتها في بيت فني ساعدها كثيرا هي وإيمي, وأعتقد أنه كان سببا في تأصيل التمثيل فيهم, وأحمد الله أن بناتي ادركوا جزء من زمن الفن الجميل من خلالي ومن خلال والدهم فحدث مزج بين الجديد والأصالة فيما يقدمونه من أعمال. بماذا تتميز دنيا وإيمي عن باقي نجمات جيلهم؟ لدينا ممثلات غاية في الروعة, ولكل واحدة طريقتها في التمثيل, لدينا مثلا نيلي كريم, ودينا الشربيني, ومني زكي أيضا وهناك العديد من الممثلات الجدد لا تحضرني الاسماء الآن لكني أتوقع أن يكونوا في المستقبل نجمات. بعد كل هذه الخبرة وسنوات التمثيل, هل يمكن أن تفرضي رأيك علي بناتك لرفض دور لا يعجبك؟ إطلاقا, بالعكس هما اللتان تقدمان لي النصيحة والرأي في اختيار أدواري وفي كثير من الأحيان أستعين بهما في الموافقة علي دور بعينه لأنهما وصلا لمرحلة من النضج الفني تمكنهما من الاعتماد علي ذاتهما في اختيار الأدوار وربما أفضل مني, لأنهما تواكبان العصر الجديد للتمثيل وتعرفان المناسب الذي يمكن أن يقدم وتحتاجه الساحة والمشاهد الان, وكما قلت أنا تقليدية وغير مطلعة علي الجديد في عالم التمثيل, لهذا فالموازين اختلفت وأصبح الجيل الجديد هو من يواكب العصر أكثر منا, ولا ننسي أنهما تخاطبان فئة معينة من الشباب وهما الأقرب إلي فهمها أكثر مني. هل اختلفت الممثلات الآن عن بنات جيلك؟ كثيرا, في أيامنا كان لكل ممثلة أسلوبها الخاص, والآن هناك تشابه كبير بين الممثلات بعضهن البعض في طريقة الكلام والملبس ولكن هذا لا يمنع أن بعضهن شاطرات جدا. ما الفرق بين جيلك وجيل دنيا وايمي؟ كل شيء, طريقة الكلام اختلفت وطريقة التفكير واختيار الأعمال, ومفرادات اللغة نفسها, الكثير من الكلام لا أفهمه, نحن مرتبطين أكثر بلغتنا العربية, واعتقد أن التعليم في المدارس الأجنبية له دورا كبيرا في تغيير طريقة التفكير, والنطق. وكيف ترين علاقتك بالجيل الجديد من الشباب؟ هذا الجيل لا يعرف دلال عبد العزيز الممثلة لأنهم لم يشاهدو أعمالي, فهم يعرفونني كأم دنيا وأيمي أو نيللي وشريهان. هل يسعدك هذا؟ بالتأكيد, واتذكر أن أبي رحمه الله قال لي إن أكثر إنسان نتمني أن نراه أفضل منا هم ابنائنا, وهو بالفعل ما يحدث معي ومعهم, أكون سعيدة دائما بنجاحهم وأشعر أنه نجاح بالنسبة لي. ولماذا برأيك الكتابة للنجوم الكبار قليلة وبات الاهتمام بالشباب أكثر وهل يزعجك ذلك؟ للأسف في مصر عندما يكبر النجم ويصل لسن معين تقل أدواره وتصبح ثانوية وهذا لا يحدث إلا هنا, ففي الخارج يقدرون الممثلين الكبار وأصحاب الخبرات وتكتب لهم أعمال خصيصا ولا أدري لماذا اختفي بشكل مؤثر دور الأم والجدة وأصبحت أدوارا ثانوية بالرغم من تأثيرهم ودورهم المهم في الاسرة المصرية, لكن علي القول اني كنت سعيدة الحظ في تقديم دور الأم بشكل أساسي في عشم ابليس والهروب.