كانت النصيحة الكبري لأرسطو الفليسوف لتلميذه الفاتح الكبير الإسكندر الأكبر هي: أن يبني.. حيث أن كل الغزاة السابقين كانوا يهدمون.. فما أن يفتحوا بلدا ما حتي يهدموا أبنتيها ويثيروا الذعر في نفوس أهلها.. قال أرسطو للإسكندر: ما يبقي هو البناء.. هو الخطي الحقيقية للإنسان علي الأرض.. فكان نتيجة تلك النصيحة أن بني الإسكندر الأكبر أكثر من20 مدينة حملت اسمه منها إسكندريتنا الجميلة الباقية. ومن ينظر بعمق وبحيادية وبأمل في المستقبل لابد أن يري أن الرئيس عبدالفتاح السيسي من البناءين الكبار.. حيث أن عينه جوالة تري كل ما يحتاج إلي بناء فلا تتواني.. ولعل المشروعات التي تتم في كل مصر وفي جميع الأركان تشهد علي ذلك سواء في سيناء أو السلوم أو منطقة القناة وسواء في الوجه البحري أو القبلي.. الرجل يبني ولا ينام وها هو في مهرجان الشباب الرابع بالإسكندرية حيث يلتقي بمستقبل مصر في عيون وفي رؤوس ابنائها الصاعدين يسمع منهم ويري وينفذ وقد رأي أن الوقت قد حان لبناء ما تهدم داخل الإنسان المصري.. وكيف أن السنين الماضية كانت مبرمجة عن قصد لإفساد كل الصفات الحميدة والجميلة التي شكلت الإنسان المصري.. وكيف أن الفن أعلي وسيلة للتأثير وللتوصيل للعقل وللوجدان كيف أن هذا الفن قد استغل التدمير لا للبناء.. بدءا من الأغنية التي تحولت إلي أقبح اختيارات اللغة حتي وصلت إلي في ايدي مطوة قرن غزال.. بطوحها يمين وشمال وإلي أغنيات الايحاءات الجنسية الخادشة والقبيحة.. ثم الأ فلام والمسلسلات الهدامة والتي تعتمد كلمات وألفاظا وأفعالا وأهدافا تدميرية علي أعلي مستوي.. في حين أن الفن في رسالة يهدف إلي السمو ويعتمد الجمال وسيلة لذلك.. يدرك الرئيس السيسي ذلك تماما وكان ينتظر أن يعدل الفن من مساره ولكن المسألة طالت لذلك وجد أنه لابد أن تتدخل الدولة لتصحيح المسار.. لا بالقوة أو القانون وهذا ممكن ولكن بأن تسهم الدولة بالمال وبعقول المثقفين الذين لم يتلوثوا في سباق المال بأي ثمن.. فعهدد إلي أحد المثقفين الملتزمين بالفعل بما يقدمه وما قدمه من قبل بدافع من ضميره.. وهو الدكتور مدحت العدل.. الشاعر والمؤلف أن يكون لجنة في هذا الصدد لتنفيذ المطلوب.. وقد استمعت في احدي تلك الجلسات إلي المخرج الفنان ابن سوهاج هاني خليفة وهو يتحدث عن ضرورة الجمال وأن الجمال هو الأساس الأول في الفن للتصدي للقبح في كل أشكاله وكيف أن جدته الأمية الساذجة كانت تراعي الجمال حتي في نقوش الكحك ونقوش كل مصنوعاتها بدءا من ترتيب البيت رغم بدائيته وفقره! إن المستقبل يتشكل فينا الآن.. وعلينا أن نسابق الزمن وأن نحاول السير علي سرعة السيد الرئيس وبنقاء ضميره.