ترجمة: شيماء محمد كشفت أدلة جديدة أن المقبرة الضخمة المكتشفة بمدينة أمفيبوليس اليونانية لا تنتمي لأحد من أفراد العائلة الملكية المقدونية وانما بنيت بتكليف من الإسكندر الأكبر من أجل صديقه المقرب وأحد قادة جيشه، هيفاستيون. تم اكتشاف مقبرة أمفيبوليس عام 2012 وافتتحت الصيف الماضي وسط تكهنات أنها بنيت لبعض أقارب الإسكندر الأكبر مثل والدته "أوليمبياس" أو زوجته "روكسانا". حازت مقبرة أمفيبوليس، التي تقع شمال اليونان وتعد أهم الاكتشافات الاثرية في البلاد على مدار العقد الماضي، على اهتمام العالم عندما تم العثور على تمثالين رخاميين لأبي الهول عند مدخل المقبرة وقطع نقدية منقوش عليها وجه الإسكندر الأكبر. كما عثر علماء الآثار داخل المقبرة على هياكل عظمية لرجلان وطفل حديث الولادة وحيوانات وامرأة مسنة، مما عزز التكهنات أنها يمكن أن تكون لوالدة الاسكندر. كما تم العثور داخل المقبرة على قطع مزخرفة على شكل ورود باللون الأزرق والأحمر والأصفر مماثلة لتلك التي وجدت داخل مقبرة يعتقد أنها تنتمي للملك فيليب الثاني المقدوني، والد الإسكندر الأكبر. الامر الذي جعل عدد من علماء الاثار يعتقدون أنها قد تنتمي إلى العائلة الملكية المقدونية نفسها. لكن خلال مؤتمر صحفي الاسبوع الماضي في مدينة سالونيك اليونانية، أعلنت كاترينا بيريستيري، رئيسة البعثة الأثرية، عن ظهور أدلة جديدة تحل أخيرا لغز صاحب المقبرة الأصلي. واوضحت بيريستيري – وفقا لموقع "كاثيميريني" الإخباري اليوناني – أنهم وجدوا ثلاثة نقوش داخل مقبرة أمفيبوليس لرموز الحروف الاولى من أسم القائد هيفاستيون، الصديق المقرب للإسكندر الأكبر وأحد قادة جيشه. كان هيفاستيون أحد النبلاء المقدونيين. تربى مع الإسكندر وتعلم معه على يد أرسطو. أصبح عضوا في الحرس الشخصى للإسكندر ثم قائدا للفرسان. أسندت إليه العديد من المسئوليات الهامة، بما في ذلك بعثات دبلوماسية وبناء جسور رئيسية وتأسيس مستوطنات جديدة. وذكرت بيريستيري أنه، وفقا للمؤرخ اليوناني القديم بلوتارخ، عندما توفي هيفاستيون فجأة في مدينة اكباتنا الايرانية عام 324 قبل الميلاد، قدم الكسندر التماسا للكاهن الروحي "أوراكل" لمنحه صفة الألوهية وطلب من مهندسه، دينوقراطس، بناء أضرحة له وسلسلة من النصب التذكارية في جميع أنحاء البلاد. وهذا ما اكدته نقوش داخل المقبرة ترمز إلى اتفاقيات مشاريع من أجل بناء مبنى ضخم كنصب تذكاري. نتائج بيريستيري شككت في دعاوى علماء اثار اخرين قالوا أنه تم بناء المقبرة في ظل الرومان، وليس المقدونيين. ومع ذلك، تصر بيريستيري انه تم بناء المقبرة في الربع الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد (325-300 قبل الميلاد)، وتم استخدمها حتى العصر الروماني. جدير بالذكر أن الإسكندر الاكبر شيد إمبراطورية امتدت من اليونان الحديثة إلى الهند. وتوفي في بابل ودفن في مدينة الإسكندرية، التي أسسها. ولا يزال الموقع الدقيق لقبره هو أحد أكبر أسرار علم الآثار.