لم تتوقف قطر ولو ليوم واحد عن تصدير الأزمات في المنطقة, بل تصر طوال الوقت علي وضع العربة أمام الحصان وتأزيم المواقف المتأزمة أصلا بسبب سياساتها العدوانية غير المبررة تجاه أغلب الدول العربية, ولم تحاول الدوحة إيجاد مقاربة موضوعية لحلحلة أزمتها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مصر والسعودية والإمارات العربية والبحرين بالاستجابة لمطالبها ال13 المعلنة منذ أسابيع, ولم تكتف بدعم الإرهاب في المنطقة ومحاولة زعزعة استقرار دول الجوار, وتمويل التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في دول الربيع العربي, وخرجت علي العالم بأزمة جديدة تعكس نيتها المبيتة للتصعيد وتعقيد الموقف بدلا من العودة للصف الخليجي والعربي لإثبات حسن نيتها, وذلك بطلبها تدويل مشاعر الحج المقدسة. قطر بطلبها الأخير الذي تزامن مع اجتماع وزراء خارجية دول المقاطعة في المنامة الذي أنهي أعماله أمس الأحد أثبتت للمرة الألف أنها لا تسعي إلي حلول لأي أزمة بقدر رغبتها في افتعال أي مشكلة جديدة لتعقيد الموقف أكثر مما هو عليه, ولتمييع القضية الأصلية المرتبطة بسياساتها العدوانية المثير للجدل. من جانبه اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير طلب قطر بتدويل المشاعر المقدسة إعلان حرب علي المملكة.. مشيرا إلي أن بلاده تحتفظ بحق الرد علي أي طرف يعمل في هذا المجال. يذكر أن وزير الخارجية السعودي قد أكد في مؤتمر صحفي أن تاريخ المملكة العربية السعودية واضح فيما يخص تسهيل أي زيارة لبيت الله الحرام سواء في العمرة أو الحج.. مشيرا إلي أن المملكة تبذل جهودا كبيرة من أجل تنظيم رحلات الحج ولا تقبل أن يكون هناك تسييس في منظومة الحج, فهذه مشاعر مقدسة وواجبات علي كل مسلم, كما تشجع المملكة قدوم كل مسلم من أي مكان في العالم لزيارة بيت الله الحرام وترفض ما تقوم به قطر في محاولة تسييس هذا الأمر فالأشقاء في قطر مرحب بهم مثل ما هو مرحب بكل مسلم من أي مكان لزيارة الأماكن المقدسة. يأتي ذلك في الوقت الذي نفي فيه السفير السعودي بالقاهرة ومندوب المملكة الدائم لدي جامعة الدول العربية عميد السلك الدبلوماسي العربي أحمد بن عبد العزيز قطان ما تحاول قطر ترويجه من استخدام المملكة لموسم الحج للضغط علي قطر لتنفيذ مطالب الداعية الداعية لمكافحة الإرهاب. وقال في بيان صحفي: إن السعودية لم تمارس في تاريخها كاملا منذ أن أسسها الملك الراحل عبد العزيز آل سعود سياسة الضغط عموما علي أي دولة لإجبارها علي اتخاذ مواقف أو قرارات غير نابعة من قناعاتها وذلك انطلاقا من إيمانها التام بأن لكل بلد الحرية في ممارسة سيادته واتخاذ القرارات وأي إجراءات تتناسب مع مصالحه.