قال د.عمرو دوارة الناقد المسرحي إن ثورة23 يوليو صاحبها ظهور جيل جديد من المؤلفين والمخرجين في حركة المسرح وبعض كبار الكتاب الذين أمنوا بها وكان هذا واضحا في أعمالهم, حيث تأسست فرقة المسرح الحر عام1952 من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية و شكلوا شركة فيما بينهم وقدمت عدد من العروض التي تتناول قضايا ومباديء الثورة ومنها عرض الرضا السامي. وأضاف أن توفيق الحكيم يعتبر من أهم الكتاب الذي انحازوا ودافعوا عن مباديء الثورة وأفكارها سواء بتقديم صورة للريف المصري في نص الصفقة أو الإعلاء من قيمة العمل في الايدي الناعمة بالإضافة إلي بعض المسرحيات التي طالبت بحرية المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية, مشيرا إلي ان الجيل الجديد من المؤلفين ومن بينهم سعد الدين وهبة كان له الفضل في كشف مساويء الاقطاع في الفترة التي سبقت الثورة, وكذلك نعمان عاشور ومحاولاته للتعبير عن الطبقة المتوسطة في مسرحيات الناس اللي تحت والناس اللي فوق والجيل الطالع وعيلة الدوغري وغيرها.وأكد أن ما ساهم في ابراز هذا الجيل واكتشاف طاقته وقدراته هو تشجيع الثورة لهم ومنحهم الفرصة لتقديم عروضهم من خلال فرق مسرح الدولة, وفي مرحلة تالية علي خشبة مسرح التليفزيون بعد تأسيسه في1962 وإطلاق فرقه الكبيرة, بالإضافة إلي عودة عدد من المخرجين من خريجي اكاديمية الفنون بعد حصولهم علي منح دراسية في أوروبا ومنهم جلال الشرقاوي وسعد اردش وكرم مطاوع وأحمد زكي وأحمد عبد الحليم وكمال ياسين ونور الدمرادش وسبقهم ببضع خطوات ثلاثة مخرجين مهمين جدا وهم عبد الرحيم الزرقاني ونبيل الألفي وحمدي غيث. وأضاف أن بعض الكتاب المهمين الذين أمنوا بالثورة أهتموا في كتاباتهم في مرحلة لاحقة بفكرة تصحيح المسار ونقد السلبيات ويحسب لهم ذلك, حيث قدم توفيق الحكيم مسرحية السلطان الحائر ليطرح سؤال هل الحكم بالسيف أم القانون وانحاز في النص لقوة القانون, وقدم سعد الدين وهبة سكة السلامة بحثا عن المسار الصحيح, وقدم علي سالم مسرحيات عن مراكز القوي وتسيد الفرد في مسرحيات انت اللي قتلت الوحش وعفاريت مصر الجديدة وعملية نوح, وكتب محمود دياب ارض لا تنبت الزهور انتقادا لمشاركة مصر في حرب اليمن. ورفض دوارة ما يقال عن أن عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر شهد فرض رقابة شديدة علي المسرح, مؤكدا عدم صحة هذه المقولة علي الإطلاق لأن الرقابة زادت في عصر الرئيس أنور السادات ولكن علي العكس سمح عبد الناصر بنفسه بعرض مسرحية السلطان الحائر وأيضا مسرحيات مهمة جدا وانتقادية لسعد الدين وهبة مثل ياسلام سلم الحيطة بتتكلم, مضيفا لكني لا انكر أن بعض المسرحيات منعت مثل سبع سواقي ثم ازداد المنع في عصر السادات.